قبل خروج الطفل ريان من البئر وإعلان وفاته بشكل رسمي، لم تغب أندية كرة القدم أو مجتمع اللعبة بشكل عام عن الصورة أبداً، إن كان في المدرجات أو على أرض الملعب أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم تتوقف رسائل الدعم والمساندة والدعاء من أجل خروج ريان حياً من المحنة التي وقع فيها.
فمدرجات ملاعب كرة القدم شهدت وقوف بعض الجماهير مع قصة ريان، وبعض اللاعبين احتفلوا بطريقتهم عبر التضامن مع الطفل، من خلال إظهار اسمه تحت القمصان، بالإضافة إلى الدعم الكبير من جميع من هو معني بكرة القدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من جماهير ونجوم ومحللين ونقاد ومدربين وغيرهم، وكأن قصة ريان لم تجمع العرب فقط، بل جمعت العالم بأسره وبشكل خاص مجتمع كرة القدم.
فبعد أن كانت الجماهير تُتابع مباريات كرة القدم في ليلة السبت وتُتابع في نفس التوقيت اللحظات الأخيرة من عمليات الحفر من أجل الوصول إلى الطفل ريان في البئر العميقة، انتهت الليلة بحزن كبير مع إعلان وفاة الطفل بعد إخراجه ونقله إلى المستشفى، الأمر الذي حوّل مواقع التواصل الاجتماعي إلى منابر لتوجيه رسائل التعزية للمغرب وعائلة ريان التي كانت متواجدة في مكان الحفر.
وصباح يوم الأحد وبعد تأهل فريق الأهلي المصري إلى نصف نهائي بطولة مونديال الأندية، وقف اللاعبون مع الجهاز الفني دقيقة صمت على روح الطفل ريان، وذلك في أول حصة تدريبية استشفائية بعد مواجهة مونتيري المكسيكي، ومن المتوقع أن تقف الأندية في المباريات القادمة دقيقة صمت أيضاً.
ولطالما كانت كرة القدم والرياضة بشكل عام أول من يتضامن مع المحن الإنسانية مثل قصة ريان، ولطالما كانت مدرجات الملاعب منبراً للتعبير عن الإنسانية تجاه مثل هذه القضية. والجميع يعرف ما حصل خلال فترة تفشي فيروس "كورونا"، عندما توفي رجل أسود في أميركا، وأمسى تقليد الجلوس على الركبتين كرسالة ضد العنصرية، جزءا من أي منافسة رياضية، خصوصاً في كرة القدم خلال السنوات الماضية.
التضامن والإنسانية التي أظهرها مجتمع كرة القدم مع قصة الطفل ريان لم تكن الأولى من نوعها، فدائماً ما كانت هذه اللعبة بجماهيرها ونجومها وصحافييها ومدربيها وكل من له شأن بهذه الرياضة، سباقة في إظهار الدعم والتضامن مع القضايا الإنسانية المؤثرة، ودائماً ما تتفوق كرة القدم على الجميع في إظهار هذا الجانب والتأكيد على أنها أكثر من مجرد لعبة فقط، فهي رسالة فيها الكثير من المحبة والإنسانية إلى جانب التنافس الرياضي.