كرة القدم.. إلى أين؟

02 ديسمبر 2023
يعد الطرد المؤقت أحد أهم القوانين التي يمكن اعتمادها في كرة القدم (روبرت ميشيل/فرانس برس)
+ الخط -

يستعد المجلس الدولي لكرة القدم لمناقشة مقترحات جديدة في قوانين اللعبة، يرتقب تطبيقها بداية الموسم المقبل، في إطار تحولات لا تتوقف منذ سنوات تثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل اللعبة ومدى تأثيرها على متعتها وجاذبيتها، خاصة في مجال التحكيم من خلال إدخال ترتيبات جديدة على خطة التسلل تشجيعا للعب الهجومي، وأخرى حول تعامل اللاعبين مع الحكم، وقوانين جديدة تحد من تضييع الوقت أثناء المباريات، بالإضافة إلى التعديل المتعلق بإخراج البطاقة الخضراء للاعبين، والتي تؤدي الى الطرد لمدة عشر دقائق، بسبب ارتكاب أخطاء كان أصحابها من قبل يتعرضون للإنذار بالبطاقة الصفراء.

بعد إدخال تقنية الفيديو سنة 2018 والتي أحدثت ثورة في لعبة كرة القدم عند احتساب أو رفض الهدف، وركلة الجزاء والبطاقة الحمراء وتحديد هوية من يستحق الإنذار او الطرد من خلال الاستعانة بحكم الفيديو المساعد، ينتظر إقرار قوانين جديدة تساعد الحكام على معالجة ظاهرة تضييع الوقت من خلال احتساب كل الوقت الضائع أثناء اللقاء بسبب تظاهر اللاعبين بالإصابة، والاحتفال بشكل مفرط عند تسجيل الأهداف، والتأخر في لعب الضربات الثابتة أو رميات التماس، أو حتى بسبب احتساب الحكام لأخطاء كثيرة من طرف الحكام تستدعي توقف اللعب لفترات سيجرى احتسابها كلية عند نهاية الشوطين، ما يطيل من عمر المباريات التي قد تصل إلى معدل ربع ساعة وأكثر.

من أبرز المقترحات المقررة دراستها "قانون فينغر"، نسبة لمدرب أرسنال السابق الفرنسي أرسين فينغر رئيس لجنة التطوير في الفيفا، الذي يقضي بتعديل المادة 11 في قانون كرة القدم بحيث يجرى السماح للمهاجم بالتقدم بجزء من آخر جسمه على آخر ثاني مدافع أو عن الكرة عند لعبها من زميله، فتغطي الكرة وضعية التسلل إذا كانت أقرب لخط المرمى من المهاجم، في حين يعتبر حالياً اللاعب متسللاً إذا كان أي جزء من جسده باستثناء ذراعه متقدما على آخر ثاني مدافع أو عن الكرة عند تمريرها من طرف زميله، حيث إن الكرة تغطي التسلل إذا كانت أقرب لخط المرمى من المهاجم، ما يسمح بتشجيع اللعب الهجومي وتسجيل أهداف كثيرة أثناء المباريات.

المقترح الذي سيحدث ثورة في عالم الكرة يتعلق بالطرد المؤقت للاعبين مدة عشر دقائق، على غرار ما يحدث في كرة اليد لمدة دقيقتين، كعقوبة فورية لكل المخالفات التي تستحق حاليا البطاقة الصفراء، على غرار كل سلوك غير رياضي يستحق إثره اللاعب تحذيراً من الحكم أو التعدي على قواعد اللعب النظيف، مثل ترك ميدان اللعب أو إعادة دخوله من دون إذن من الحكم، إضافة إلى كل الأخطاء المتعلقة بتعمد إعاقة الخصم أو إمساكه أو دفعه أو عرقلته، و تعمد لمس الكرة باليد لمنع أو إيقاف هجوم ناجح وإمساك اللاعبين، وكذا عدم احترام المسافة التي يحددها الحكم للوقوف في وجه الكرة عند تنفيذ الركلة الحرة، والاعتراض على قرارات الحكم بالصراخ أو التلويح باليد وخلع القميص عند تسجيل الهدف، وحالات أخرى منصوص عليها في القوانين السارية حاليا .

جعل الطرد المؤقت رادعاً أكثر من الإنذار هو عقوبة فورية للمخالفات التي تستحق البطاقة الصفراء حاليا، ومنع اللاعبين من الاقتراب من الحكم ما عدا قائد الفريق يزيد من هيبته ويسعى إلى تقليل مشاهد غير لائقة للاعبين يحيطون بالحكم ويضيعون الوقت ويستفزون المناصرين في المدرجات، لكن قد يقلل من حجم الاندفاع والحماسة والاثارة في اللعب، مثل ما حدث مع تطبيق تقنية الفيديو، التي لم تخلُ من السلبيات رغم إيجابياتها، فهل ستكون القوانين الجديدة نافعة ومجدية؟ وهل هي ضرورية أصلا في الوقت الراهن أم متسرعة ومبالغ فيها أصلا؟

المساهمون