اعترف لاعب منتخب الأوروغواي، فريديريكو فالفيردي، نجم خط وسط فريق ريال مدريد الإسباني، بأن خوض عدد كبير من المباريات بات مرهقاً ويستنزف قواه كثيراً، بسبب الضغط القوي للمباريات، ومشاركته في عدد لا يُستهان به من المواجهات منذ بداية الموسم.
وبحكم تعدد المسابقات التي يُشارك فيها ريال مدريد، فإن فالفيردي كان مجبراً على خوض عدد كبير من المباريات، خاصة أن النادي الملكي يُنافس بقوة على التتويج في كل بطولة يُشارك فيها، بعد أن تأهل إلى الدور نصف النهائي لدوري الأبطال، وكذلك نهائي كأس إسبانيا، إضافة إلى مباريات الدوري المحلي، والمشاركة في كأس العالم للأندية، وكأس العالم مع منتخب بلاده.
وخاض فالفيردي أكثر من 50 مباراة رسمية في موسم 2022ـ2023، وهو رقم كبير يُسبب إرهاقاً كبيراً، إضافة إلى الإجهاد النفسي الذي يُعرض اللاعب إلى مخاطر الإصابات المتتالية، أو إمكانية تراجع مستواه.
وباتت كثرة المسابقات، مصدر قلق وإزعاج للمدربين واللاعبين على حدّ سواء، وهو ما يبرر إصرار الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين على المطالبة بتخفيض عدد المباريات الرسمية، إضافة إلى احتجاجه على النظام الجديد لكأس العالم للأندية، وغيرها من المسابقات، ولكن هذه الطلبات لم تجد تجاوباً من قبل الاتحاد الدولي أو بقية الاتحادات الأخرى.
وكان مدرب لاتسيو الإيطالي، ماوريسيو ساري، قد اعترف منذ أسابيع في مؤتمر صحافي، بأن كثرة المباريات ستدفع الجماهير إلى هجرة الملاعب مع كثرة المسابقات التي تنتظم في كل موسم، ونقل كل البطولات عبر مختلف القنوات التلفزيونية في العالم، وهو جانب آخر من الأزمة التي تطرحها كثرة المباريات.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "لاغازيتا ديللو سبورت" الإيطالية: "بعد 10 سنوات ستواجه كرة القدم خطراً كبيراً، بسبب العزوف المحتمل عن متابعة المباريات، روزنامة المباريات تبدو مضغوطة، ولهذا السبب لن يكون من السهل ضمان حضور الجماهير، أو الإقبال على مشاهدة المباريات".
ويرى المدربون أن خوض عدد كبير من المباريات يرهق اللاعبين، وكذلك يعطل عملهم باعتبار صعوبة برمجة تدريبات قوية، لا سيما خلال النصف الثاني من الموسم، عندما يخوض اللاعبون الكثير من المباريات، وهذا الإشكال يُطرح خاصة عند الأندية التي تنافس على الألقاب، إذ إن اعتماد سياسة "المداورة" بين اللاعبين ربما يضعف فرص الفرق في حصد الانتصارات، ويُعرضها إلى إمكانية خسارة الألقاب.
وشارك بعض النجوم منذ بداية الموسم في أكثر من 40 مباراة في مختلف المسابقات، وذلك قبل شهر من نهاية الدوريات في أوروبا، والعدد مرشح بلا شك للارتفاع في المباريات المقبلة، ما سيسبب إرهاقاً كبيراً، خاصة أنه في نهاية منافسات الأندية ستخوض معظم المنتخبات مباريات رسمية.