كان الفريق الأول لبرشلونة في موسم 2002-2003 لا يزال تائهاً في صحراء البحث عن الذات تحت قيادة الهولندي لويس فان غال والذي أقيل في يناير في ظل تواجد البرسا بالمركز الثالث عشر ثم خلفه رادومير أنتيتش الذي أنهى الليجا في المركز السادس.. استقال جوان جاسبارت من الرئاسة في مطلع 2003 وكان عهد جوان لابورتا ورونالدينيو على وشك البداية.
في مطبخ "لاماسيا" كانت الأمور مختلفة تماماً وخاصة في فريق الناشئين "أ" الذي كان يتواجد به ليو تحت قيادة المدرب أليكس جارسيا، الوحيد الذي لعب ميسي معه في قطاع ناشئي البرسا لمدة موسم كامل.
وشارك ميسي خلال هذا الموسم في كل مبارايات الدوري في فئته العمرية وسجل 36 هدفاً أي ما يزيد بخمسة أهداف عن زميله فيكتور فاسكيز، حيث تعد تلك الفترة بمثابة الانطلاقة الحقيقية للاعب الأرجنتيني.
ونجح فريق ليو هذا الموسم في التتويج بكل شيء بداية من الدوري وما يعرف بإسم بطولة إسبانيا وبطولة كتالونيا، وإن كان لم يشارك ميسي في تلك الأولى لأنه كان يسمح بمشاركة اللاعبين الإسبان فقط.
ويعد نهائي بطولة كتالونيا من أشهر مبارايات ميسي في فريق الناشئين "أ" والسبب في ذلك ما يعرف بإسم "قصة القناع"، حيث كان ليو تعرض لإصابة قوية في الوجه بآخر مباراة بالدوري أمام إسبانيول مما أدى لمعاناته من كسر في وجنته.
كان الجميع يرغبون في الاطمئنان على ميسي بعد هذه الإصابة ومنهم مواطنه سافيولا نجم الفريق الأول الذي أرسل له قميصه متمنياً له التعافي سريعاً، ولكن ليو كان يرغب في خوض مباراة نهائي بطولة كتالونيا أمام إسبانيول في أقرب وقت.
طلب ليو من الجهاز الفني لفريق الناشئين "أ" والجهاز الطبي إعداد قناع واقٍ مثل ذلك الذي ارتداه قائد الفريق الأول كارليس بويول عقب تعرضه لإصابة مشابهة في مطلع الموسم عقب صدام مع الهولندي فرانك دي بوير.
بعد مناقشات طويلة بين جارسيا وليو والأطباء أذعن الجميع لرغبة اللاعب عقب تحذيره بأن أقل اصطدام قد يجعل الإصابة تتفاقم ويخسر بسببها الموسم، ثم جاء موعد المباراة.
في الدقيقة السابعة ينطلق ميسي بالكرة على طرف الملعب وأثناء الركض يبدو أن القناع يضايقه، يقوم بضبطه ولكنه يفقد الكرة ويبدو مستاء ويخبر جارسيا "لا أرى شيئاً" فيرد الأخير "تتذكر ما قاله لك الطبيب أليس كذلك؟".
سواء أكان ميسي يتذكر كلام الطبيب أم لا، فإن هذا لم يمنعه من نزع القناع بعد تلقيه ثاني كرة ليعدو وهو ممسك إياه بيده، يمر من لاعب ثم اثنين ولكنه يفقد الكرة، يركض بعدها نحو طرف الملعب ويلقي القناع نحن الدكة موجهاً كلامه لجارسيا "لا تقلق لن يحدث شيء".. بعدها بقليل يتلقى الكرة من فرانك سونجو ويسجل ثم من لعبة فردية يرواغ الحارس ثم يسجل.. هدفين لميسي في 10 دقائق.
يقرر جارسيا إخراج ميسي بين الشوطين بعد أن أنهى الشوط الأول بثلاثية نظيفة في المباراة التي انتهت لصالح فريقه بأربعة أهداف لواحد حيث يقول المدرب حول هذه القصة "منذ مباراة القناع أدركت أن ميسي يفهم كرة القدم انطلاقاً من احترامه لباقي الفريق والمدرب واللعبة نفسها".
في نفس الموسم أيضاً كان أرسنال الإنجليزي يتابع عدداً من لاعبي فريق الناشئين "أ" ببرشلونة عن طريق ممثل الـ"جانرز" في إسبانيا فرانسيس كاجيجاو الذي كان معجباً بشدة بذلك الشيء الاستثنائي الذي يملكه سيسك في رؤية الكرة والمهارة الفائقة لميسي وأيضاً قدرات بيكيه الدفاعية.
كانت أولى محاولات كاجيجاو تتعلق بميسي حيث تمكن من الوصول لوالده خورخي لعرض الأمر عليه حيث استمع للعرض ولكنه رفض نتيجة لبعض الصعوبات وأولها أن النادي الإنجليزي لم يكن يمكنه عرض شقة عائلة لمجرد لاعب في فريق الناشئين "أ" بجانب عدم سهولة الحصول على إذن العمل... هكذا ضاعت على أرسنال ربما أهم صفقة محتملة في تاريخه.
اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً