بدأت إدارة جوان لابورتا خلال موسم 2003-2004 في تحسين أوضاع النادي، حيث أنهى الفريق الأول الموسم في المركز الثاني تحت قيادة الهولندي فرانك ريكارد، وحينها سجل رونالدينيو 25 هدفا في كل المسابقات وكان يبهر الجميع ونجح في توحيد صفوف الجماهير، ولكن البرسا في الوقت نفسه كان على موعد مع حدث لم يسبق له مثيل في تاريخه وكان بكل تأكيد مرتبطا بميسي.
كان ليونيل يلعب في بداية ذلك الموسم مع فريق الشباب "ب" تحت قيادة مواطنه جييرمو أويوس ولكنه على مداره لعب أيضا مع فريق "الشباب أ" ومع الفريقين الثاني والثالث للبرسا.. يمكن أن يكون هذا هو "موسم ميسي ذي الأربع أرواح"، وربما الخمس إذا ما أخذت في الاعتبار مباراته الأولى غير الرسمية مع الفريق الأول التي خاضها أمام بورتو البرتغالي تحت قيادة جوزيه مورينيو.
بدأ ليو الموسم بالمشاركة في أربع بطولات ودية مع فريق الشباب "ب"، واحدة في اليابان واثنتين في إسبانيا والأخيرة في إيطاليا، حيث حصل فيها جميعا على لقب أفضل لاعب، حيث لم يخسر مع فريقه طوال فترة الإعداد سوى مباراة واحدة أمام ريال مدريد.
في فترة الإعداد، كان الفريق الثاني لبرشلونة تحت قيادة بيري جراتاكوس يدرب في الـ"مينيستادي" مع فريق الناشئين "ب"، ولفت انتباهه ذلك الفتى الأرجنتيني الذي يمتلك مهارة رائعة مع الكرة وقدرة كبيرة على المراوغة، حيث لم ينتظر كثيرا بعدها وطلب أن يتدرب ميسي مع فريقه.
باختصار فإن ميسي بعد أشهر قليلة من الصعود لفريق أويوس وهو لا يزال عمره 16 عاما كان مطلوبا منه أن يلعب في فريق الناشئين "أ" والتدرب مع الفريق الثاني لبرشلونة وفي منتصف كل هذا اضطر أيضا للتدرب مع فريق الشباب "أ" تحت قيادة خوان كارلوس روخو بل وأيضا مع الفريق الثالث مع المدرب بيب بوادا.
ولم يكن الأمر مع بوادا يقتصر على التدريبات فقط، حيث إن الفريق الثالث لبرشلونة كان يعاني من مشكلات كبيرة بتذيّله لمجموعته في دوري الدرجة الثالثة بعد الفوز بمباراة واحدة من أصل 15 قبل أن يلعب له ميسي ويسجل خمسة أهداف في 10 مباريات من ضمنها اثنان في أربع دقائق أمام فريق جرامينيت ليخرج الفريق من أزمته.
لم يتوقف الأمر عند هذا، حيث لعب ليو مع الفريق الثالث للبرسا في الكأس أمام إشبيلية، حيث كان حينها سرخيو راموس القائد الثاني لريال مدريد حاليا يلعب كظهير أيمن للنادي الأندلسي وكُلف بمراقبة ميسي الذي سجل خلال هذه المباراة ثلاثة أهداف في ثماني دقائق.
يتحدث جراتاكوس الذي كان له دور كبير في مشاركة ميسي مع الفريق الأول لبرشلونة وتصعيده له لاحقا "غالبا ما كنت أضع ميسي في الناحية اليمنى. كنت أجتمع كل ثلاثاء مع فرانك (ريكارد) وكان يصر على ضرورة نسخ النموذج الذي يتبعه مع الفريق الثاني.. كان يضع رونالدينو على اليسار وهو أيمن وأنا كنت أفضّل الشيء نفسه مع ليو ولكن بالعكس، كان يلعب على اليمين وهو أيسر، بمراوغات من الأطراف للعمق بشكل يتيح له التسديد أو مغافلة الدفاع والتوغل".
اقرأ أيضا
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً