لم يكن يتخيل الموهبة الفرنسية، إدوارد كامافينغا، يوماً من الأيام، أن يصبح لاعباً في ريال مدريد الإسباني، أحد أعظم الأندية في العالم، بسبب الطريقة التي بدأ فيها حياته في مُخيم للاجئين في مدينة ميكونغي الأنغولية، بعد ولادته في عام 2002.
ولد إدوارد كامافينغا في العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2002 في الكونغو، لكن عائلته وجدت نفسها مُضطرة إلى الهرب من جحيم الحرب في بلادها، وهربت إلى أنغولا، لتضعها السلطات المحلية في مخيم خاص باللاجئين.
لكن صوفيا والدة كامافينغا قررت عدم العيش في مُخيم اللاجئين في أنغولا، وطلبت من زوجها ضرورة إيجاد طريقة للرحيل، لأنهما الآن مسوؤلان عن حياة 5 أطفال، ولا يُمكن تريبتهم في ظل الظروف الصعبة وضنك العيش، الذي تعيشه الأسرة الكونغولية.
ونجت العائلة بالسفر إلى فرنسا في عام 2004، حتى تؤسس حياة جديدة لأطفالها الخمسة، لكن الصغير كامافينغا فاجأهم بطلبه، عندما طلب من والديه لعب رياضة الجودو، وهو في سن الخامسة من عمره، إلا أنه شاهد كرة القدم لأول مرة في حياته.
ومع بداية رحلة كامافينغا في عالم رياضة الجودو واهتمامه بكرة القدم، تعرض لصدمة كبيرة في عام 2013، عندما أحرق منزل عائلته بشكل كامل، وفقد الجميع ممتلكاتهم، ليقرر الصغير أن الوقت أصبح مناسباً، حتى يصبح لاعباً محترفاً.
ونجح الصغير كامافينغا بالانضمام إلى أكاديمية نادي رين الفرنسي، وهو في سن الـ11 من عمره، واستطاع خطف الأضواء بقوة، نتيجة الموهبة الكبيرة التي أظهرها، الأمر الذي دفع القائمين عليها، إلى التواصل مع إدارة الفريق، حول أهمية حصول الصغير على عقد احترافي، حتى لا يتم ذهابه إلى أحد الفرق المنافسة.
وفي عام 2018، حصل كامافينغا على أول عقد احترافي في مسيرته، وهو بعمر الـ16 عاماً، ليدخل تاريخ نادي رين الفرنسي، بعد أن أصبح أصغر لاعب محترف يوقع على عقد احترافي، ويظهر لأول مرة في الدوري الفرنسي في شهر أبريل/نيسان 2019، بالمباراة ضد أنجيه.
وتطور كامافينغا بسرعة، وأصبح أحد ركائز الجهاز الفني في نادي رين، ولعب معهم 88 مواجهة سجل فيها هدفين وصنع 5 تمريرات حاسمة لزملائه، الأمر الذي جعل إدارة ريال مدريد تراقب الموهبة، وتسعى إلى الحصول على عقده في صيف 2020، لكن الفريق الفرنسي رفض.
وفي سوق الانتقالات الصيفية 2021، نجحت إدارة ريال مدريد، بخطف الموهبة الفرنسية، إدوارد كامافينغا، وبعقد طويل حتى 2027، ليؤكد صاحب الـ(18 عاماً)، أن أحلام الطفل، الذي تربى في مخيم اللاجئين، أصبحت حقيقة، عقب رحيله إلى أحد أكبر الأندية في العالم.