كارلو ماتسوني.. كرة القدم الإيطالية تفقد مكتشف بيرلو وتوتي

فقدت كرة القدم الإيطالية، كارلو ماتسوني، عن عمر يناهز 86 سنة، إذ بدأت المباريات في إيطاليا بدقيقة صمت في نهاية هذا الأسبوع، تكريماً لماتسوني مدرب روما ونابولي وبريشيا السابق.

وقال غابرييلي غرافينا، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيطالية (نوفا) السبت: "نقول وداعاً لأيقونة حقيقية لكرة القدم الإيطالية".

وضع ماتسوني حداً لمسيرته الكروية المتواضعة في أواخر الستينيات من القرن الماضي، ثم انتقل إلى التدريب محققاً رقماً قياسياً بإشرافه على 792 مباراة في الدوري الإيطالي على مدار ما يقارب 4 عقود، وقد تولى خلالها قيادة 15 نادياً، من دون أن يفوز بأي لقب كبير، لكن على الرغم من افتقاره إلى الألقاب، كان ماتسوني مدرباً يحظى باحترام كبير.

لعب المدرب الراحل دوراً بارزاً في جعل النجم السابق لروما فرانشيسكو توتي أحد رموز النادي والمنتخب الإيطالي، إذ قاده إلى الفريق الأول في أوائل التسعينيات، ولعب دور الوالد في مسيرته، عندما كان في بداياته.

كان المدرب مؤثراً في مسيرة عدد من اللاعبين الآخرين، وأهمهم أندريا بيرلو عندما كان معاراً إلى بريشيا من إنتر ميلان عام 2001، إذ كان وراء تغيير مركز بيرلو من صانع ألعاب متقدم، أي لاعب رقم 10 حقيقي، إلى صانع ألعاب متأخر في الملعب، حتى يتمكن من إشراكه الى جانب روبرتو باجيو الذي كان يلعب في مركزه نفسه.

وفي حديث خاص نشرته صحيفة "كوريري ديل سبورت" الإيطالية في وقت سابق قال المدرب لبيرلو: "أريدك أن تلعب أمام خط الدفاع لأنك تمتلك رؤية كروية مذهلة، وأن تترك الهجوم وتعود للخلف أكثر"، ليجيبه بيرلو: "لكنني أحب الهجوم وتسجيل الأهداف"، ليجاوبه كارلو بكلمات واضحة: "أنت الآن تسجل 5 أهداف بالموسم، ستسجل أكثر من ذلك، وتصنع مثل هذا الرقم مرتين، وسترتاح أكثر، دعنا نجرب لمدة أسبوعين، وستلعب فيهما صانع لعب متأخر، وبعدها الحكم.

رياضات أخرى

التحديثات الحية

وفاة أحد أبرز النجوم الواعدين في كرة السلة الأميركية خلال التدريبات

بعد انتهاء الأسبوعين، لم يتحدث ماتسوني، لكنّ بيرلو أبدى إعجابه الشديد بمركزه الجديد، وقال لمدربه إنّ القرار فعلاً كان رائعاً، وإنه يريد الاستمرار في هذا المركز.

ومن جهته، كشف ماتسوني بعد ذلك لصحيفة "كوريري ديل سبورت" الإيطالية في وقت سابق، أنه لم يخبر بيرلو الحقيقة الكاملة، قال له: "ستلعب صانع لعب أساسياً". لكن ما كان في عقل ماتسوني، أن يلعب بيرلو كمدافع حديث، أي مدافع يكون أمام خط الدفاع، وهو ما أصبح يُطلق عليه لقب "الريجيستا" بعد ذلك، وجميعها مسميات للاعب صاحب النظرة الشمولية الذي يبدأ المباراة خلف خط الوسط، وأمام الدفاع.