كاراباتيتش.. أيقونة نجاح كرة اليد الفرنسية

11 يناير 2023
كاراباتيتش أسطورة كرة اليد الفرنسية (أليكس غريم/Getty)
+ الخط -

تعتبر كرة اليد الفرنسية الأنجح على مستوى العالم، من خلال حصد لقب المونديال 6 مرات (رقم قياسي)، إضافة إلى تحقيقها 3 ذهبيات في الأولمبياد.

لكن هناك مفارقة قد تبدو للبعض غريبة، إذ لم يتوج أي لاعب من منتخب الديوك طوال التاريخ بجائزة الهداف، رغم كلّ هذه الألقاب والإنجازات.

بدأ تفوق فرنسا في لعبة كرة اليد في الألفية الجديدة، فحتى التسعينيات من القرن الماضي لم يكن في خزينتها أي لقب في مونديال اليد الذي انطلق عام 1938، حتى استطاع المنتخب أخيراً تحقيق ذلك في عام 1995 ثم في 2001، ليأتي بعدها لاعبٌ اسمه نيكولا كاراباتيتش ويقلب المعادلة ويغيّر الموازين، إذ سطعت شمس فرنسا في كرة اليد منذ عام 2009، يوم حصد لقب مونديال اليد للمرة الثالثة في تاريخها، ثم رفعت رصيدها إلى 4 في نسخة 2011، لتعود وتتوج بطلة للعالم في 2015 و2017.

استطاع كاراباتيتش من خلال أسلوب لعبه أن يغير طريقة أداء الفريق. صحيح أن فرنسا حققت اللقب في فترته 4 مرات في المونديال، لكن لم نشهد حصد أي لاعب من الديوك للقب الهداف، كما ذكرنا سابقاً، إذ انعكست طريق نيكولا على المجموعة كاملة من خلال الجماعية بعيداً عن الفرديات.

ولد النجم المميز يوم 11 إبريل/ نيسان عام 1984 في مدينة نيش (جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية سابقاً وصربيا حالياً)، وهو الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، وانطلقت مسيرته في عالم كرة اليد عام 2000 مع فريق مونبلييه واستمر معه حتى 2005، حين حطّ رحاله مع نادي كييل، لكنه عاد بعد ذلك إلى الفريق الفرنسي، قبل أن يرحل عنه ويلعب موسمين في برشلونة، ومنذ 2015 انتقل إلى باريس سان جيرمان.

على الرغم من أنه ولد في صربيا، إلا أنه لم يمثل سوى منتخب فرنسا منذ عام 2002 حتى يومنا هذا، فشارك في 335 مباراة، وسجل 1255 هدفاً، واستطاع حصد كثير من الألقاب على مستوى الأندية. أما على صعيد منتخب الديوك، فإلى جانب إنجازه في المونديال، تُوج بلقب البطولة الأوروبية في 2006 و2010 و2014، إضافة إلى ذهبية بكين 2008 ولندن 2012 وطوكيو 2020 وفضية 2016 في ريو دي جانيرو.

واستطاع في عام 2007 أن يحصد جائزة أفضل لاعب في العالم أعوام 2007 و2014 و2016، وجاء ثانياً في 2009 و2010 و2015، مع العلم أنّه امتاز في اللعب بمراكز عدة. يُعرف كاراباتيتش بأنّه العقل المدبر، وهو دائماً ما يكون المسؤول، ومع خبرته هذه التي اكتسبها، سيكون عنصراً مهماً في تشكيلة المدرب غيومي جيلي، الذي يعوّل عليه لاستعادة اللقب العالمي بعدما سيطرت عليه الدنمارك في النسختين الأخيرتين، حين هزمت كلّاً من النرويج والسويد.

في الملعب كاراباتيتش هو المسؤول دائماً، يقرر كيفية اللعب في الناحية الهجومية، وأول من يكون في الدفاع عند الحاجة، يمتلك روحاً معنوية عالية وإصراراً مثيراً للقتال في أرضية الميدان، ما يلهم بقية اللاعبين الشباب في تشكيلة المنتخب وحتى فريقه باريس سان جيرمان. من الناحية الجسدية، يمكن وصفه بـ"الوحش"، لكنه يمتلك عقلاً ذكياً في الوقت عينه.