"هل كأس العرب علاج لصدمة تصفيات المونديال؟". سؤال يطرح نفسه بقوة الآن داخل الشارع العماني، قبل انطلاقة رحلة المنتخب الأول في منافسات كأس العرب، على خلفية الصدمة الكبيرة والابتعاد عن دائرة المنافسة على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة في قطر 2022.
ويدخل المنتخب العماني منافسات كأس العرب ضمن واحدة من أقوى المجموعات في الدور الأول، وتضم إلى جانبه منتخبات قطر والعراق والبحرين في مجموعة، يمكن وصفها بـ"النارية"، إذ تجمع فرقا مرشحة بقوة للتتويج، أو التأهل للمربع الذهبي على أدنى تقدير.
ويعيش المنتخب العماني حاليا أجواء متوترة على خلفية نتائجه الهزيلة في المجموعة الثانية للمرحلة الأخيرة من عمر التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، حيث حصد 7 نقاط في 6 جولات حتى الآن، عبر الفوز في مباراتين، والتعادل مرة واحدة، والخسارة في 3 مباريات، ليحتل المركز الرابع، خلف كل من السعودية واليابان وأستراليا، بفارق يصل إلى 5 نقاط عن صاحب المركز الثاني، لتتراجع فرصته كثيرا، ويصبح بحاجة لمعجزة في المباريات الأربع المقبلة، تتمثل في فوزه في جميع المباريات، مع تعثر منافسيه، خاصة اليابان وأستراليا في مباراتين على الأقل، ليعيد فرصته في التأهل إلى كأس العالم، وهو الأمر الذي شكل صدمة كبيرة في الشارع العماني.
وجاء ابتعاد منتخب عمان، عقب تعادله المخيب للآمال خارج أرضه مع نظيره الصيني، بهدف لكل منتخب، ثم الخسارة على ملعبه أمام اليابان بهدف دون رد، ليفرط العمانيون بـ5 نقاط في مباراتين، وتتراجع آماله في المنافسة، وهو ما شكل ضغطا كبيرا، تعالت معه الأصوات الداعية لفتح ملف مستقبل المدير الفني برانكو إيفانكوفيتش مع المنتخب، في ظل الآمال التي كانت معقودة عليه في وقت سابق، بالعمل على تحقيق حلم التأهل لكأس العالم، قبل تلقي صدمة الابتعاد عن دائرة المنافسة على قمة المجموعة.
وتطالب الجماهير برحيل برانكو على خلفية إخفاقه في تحقيق النتائج المرجوة في تصفيات المونديال، والابتعاد المبكر عن قمة المجموعة الثانية، لتصبح كأس العرب الفرصة الأخيرة بالنسبة إلى المدرب لمصالحة الجماهير، من خلال المنافسة على مقعد في منطقة المربع الذهبي على الأقل، وتخطي الدور الأول.
وتولى إيفانكوفيتش تدريب منتخب سلطنة عمان منذ عام 2020، وهو مدير فني كرواتي الجنسية، سبق له قيادة عدة فرق في القارة الأسيوية، والمنطقة العربية، مثل برسبوليس الإيراني والاتفاق وأهلي جدة في السعودية، والوحدة الإماراتي وشادونغ الصيني، الذي فاز معه بالدوري، مثلما فاز به مع برسبوليس، بخلاف العمل مدربا لفريق دينامو زغرب الكرواتي الذي قاده قبل نحو 15 عاما، للفوز بالدوري الكرواتي، الذي توج به مرتين، وكذلك الفوز بكأس كرواتيا مرة، وكأس السوبر المحلي في بلاده مرة، كما عمل مديرا فنيا للمنتخب الكرواتي.
ويميل برانكو إلى المدرسة المتحفظة في عالم التكتيك، واللعب بشكل متوازن، وتحديدا عبر طريقتي لعب 4-2-3-1 و3-5-2، وهي من أهم أساليبه التكتيكية التي اشتهر بها خلال رحلته مع الأندية، ثم برفقة المنتخب "الأحمر" مؤخرا.
وصعد منتخب عمان لبطولة كأس العرب بعدما تخطى في الملحق نظيره الصومالي بهدفين مقابل هدف، وسجل وقتها محسن صالح وصلاح البحياني ثنائية عمان، لينال تأشيرة التأهل للنسخة القطرية.
ويراهن المنتخب العماني على مجموعة من الأسماء المميزة، مثل فايز الرشيدي حارس المرمى، وحارب السعدي وأمجد الحارثي وجمعة الحبسي وأحمد الخميسي وعلي سليمان وجميل اليحمدي ومحسن جوهر وعصام الصبحي وخالد الهاجري والمنذر العلوي وزاهر الأغبري.
ويبرز من هذه المجموعة فايز الرشيدي الحارس المخضرم، وزميله علي الحبسي أسطورة حراسة المرمى العمانية والخليجية، وكذلك صلاح اليحيائي، لاعب الوسط النشيط وأفضل اللاعبين في الفترة الأخيرة، ومحسن جوهر أحد الركائز التي يعتمد عليها برانكو في تشكيلته الأساسية.
ويتميز المنتخب العماني بصغر متوسط أعمار لاعبي الفريق، في ظل تجديد الدماء بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، وهو أمر يزيد من قوة الفريق بدنيا على أرض الملعب، ولكنه يفتقد في المقابل للمهاجم السوبر القادر على هز الشباك بالأهداف في المباريات الكبرى.
واعتمد منتخب عمان ومدربه برانكو بشكل كبير للإعداد لكأس العرب على مبارياته في تصفيات كأس العالم، حيث خاض 6 مواجهات رسمية منذ يونيو/ حزيران الماضي، توقيت تأهله للمنافسات، بالإضافة إلى مباراة ودية جمعته في سبتمبر/ أيلول الماضي مع النيبال، وحقق خلالها الفوز بسبعة أهداف مقابل هدفين، وهو أكبر انتصارات منتخب عمان مع برانكو في العام الجاري 2021.
وتاريخيا، لم يسبق لمنتخب سلطنة عمان حصد لقب بطل كأس العرب، أو بلوغ المباراة النهائية في النسخ السابقة، ويعد الفوز ببطولة كأس الخليج مرتين أهم الإنجازات الكروية للمنتخب العماني في عالم الساحرة المستديرة، وهو ما تسعى لتداركه في توقيت عصيب، بحثا عن مصالحة الجماهير، بعد صدمة تصفيات المونديال، والابتعاد عن قمة المجموعة الثانية.