كأس العالم للأندية.. حان وقت التغيير

10 فبراير 2022
بطل أوروبا عانى كثيراً بمواجهة بطل آسيا (وليد الزين/Getty)
+ الخط -

كشفت منافسات كأس العالم للأندية التي تحتضنها الإمارات عن ضرورة القيام بتغييرات عميقة على نظام المسابقة، تضمن المزيد من العدل بين أبطال القارات وتنهي التمييز الدي تتمتع به أندية أميركا الجنوبية والاتحاد الأوروبي (يويفا)، الذي ساعدها على الهيمنة على المسابقة.

وقد طرحت هذه النسخة عديد الأزمات التي نتجت أساساً عن استحالة تنظيم البطولة في اليابان بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، والقيود التي وضعتها السلطات، خاصة بعد الضغط الكبير الذي تعرضت له بسبب إصرارها على تنظيم الألعاب الأولمبية.

وتسببت المواعيد التي اختارها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في إحراجه، بعدما وجد الأهلي المصري نفسه مجبراً على خوض المباريات في غياب عدد من نجومه البارزين بسبب مشاركتهم مع المنتخب المصري في كأس أفريقيا.

وكاد الوضع أن يكون أكثر تعقيداً للأهلي لو أن المنتخب المصري استدعى لاعبين إضافيين، مثل مجدي قفشة، الذي كان مرشحاً ليكون حاضراً في الكاميرون، وتنظيم بطولة عالمية أثناء منافسات كأس أمم أفريقيا يعتبر تصرفاً غريباً لا يحترم الأفارقة.

كما أن تنظيم المنافسات قبل أسبوع من عودة النشاط لدوري أبطال أوروبا، كاد أن يحرج تشلسي الإنكليزي، الذي حالفه الحظ كثيراً بما أنّه سيخوض مباراة الذهاب ضد ليل الفرنسي في الأسبوع الثاني من المنافسات، وبالتالي أمامه متسع من الوقت لإعادة ترتيب أموره، ولكن في كل الحالات فإن اختيار الموعد كان غير سليم.

وأكدت هذه النسخة أن الفرق الأفريقية والعربية طورت مستوياتها وباتت قادرة على مقارعة الأندية القوية، فقد تأهل تشلسي بصعوبة على حساب الهلال السعودي بعد انتصاره 1ـ0، وكاد بطل آسيا أن يخطف هدفاً في نهاية اللقاء يضمن له خوض الحصص الإضافية، بعدما أحرج بطل أوروبا رغم ترسانة النجوم الذين كانوا حاضرين مع "البلوز".

أمّا الأهلي المصري، فقد صمد طويلا أمام بالميراس الإسباني، ورغم خسارته 2ـ0، فإنه كان قادراً على تحقيق نتيجة أفضل لو لعب بصفوف مكتملة وتمتع بالوقت الكافي لإعداد البطولة، ولكن مستواه كان جيدا وخاصة في الشوط الثاني عندما أحرج منافسه رغم النقص العددي.

وهذا التقارب في المستوى، يفرض على الاتحاد الدولي أن يكون عادلاً ومنصفاً من خلال تغيير نظام البطولة الذي يحول دون أن يتواجه بطلا أميركا وأوروبا في نصف النهائي، وبالتالي يكون طريقهما سهلا إلى المباراة الختامية، وهذا التمشي يتعارض مع روح التنافس العادل.

ومن الأفضل لو أن الاتحاد الدولي يجري قرعة تحدد المواجهات بشكل تلقائي، بدل هذا النظام الذي يجعل النهائي منحصراً بين بطل أميركا وبطل أوروبا، إلا في حالات نادرة تم فيها كسر هذا التلازم التاريخي، وخاصة أن معظم البطولات تقام في دول آسيوية أو أفريقية في السنوات الأخيرة.

فرق
المساهمون