كأس العالم للأندية: الهلال السعودي يسعى لتجاوز أحزانه في المغرب

03 فبراير 2023
الهلال السعودي يسعى لضمان ميدالية في مونديال الأندية (Getty)
+ الخط -

يخرج فريق الهلال السعودي إلى المغرب في مهمة صعبة، عندما يبدأ مسيرته المونديالية الصعبة المرتقبة بملاقاة الوداد الرياضي المغربي، غداً السبت، في أولى مبارياته في سباق بطولة كأس العالم للأندية.

ويدخل الهلال السعودي، أو "الزعيم" كما يحلو لجماهيره وصفه، البطولة وهو يبحث عن حلم تاريخي، يتمثل في بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخه، أو الوجود على الأقل على منصات التتويج عبر حصد الميدالية البرونزية.

وتمثل بطولة كأس العالم للأندية 2023 فرصة ذهبية لنادي الهلال لتجاوز أحزان مشاركة كارثية له في النسخة الماضية 2022، التي شهدت حصوله على المركز الرابع، بعد خسارته أمام الأهلي المصري بأربعة أهداف مقابل لا شيء، في مباراة وصفت بالأسوأ في الألفية الثالثة للفريق السعودي.

ويسعى المدرب الأرجنتيني رامون دياز، المدير الفني للهلال، لرد الجميل للنسخة المونديالية السابقة، التي تسببت في توليه المهمة وقيادة "الزعيم" من جديد، بعدما لعبت خسارة الهلال أمام الأهلي دوراً في إقالة البرتغالي ليوناردو جارديم، المدير الفني وقتها، من منصبه، وتعيين دياز بدلاً منه، الذي نجح فيما بعد في إنقاذ الموسم المحلي للهلال، وفوزه ببطولة الدوري السعودي، بعدما كان قريباً من فقدان اللقب لصالح أي من الشباب أو الاتحاد ليبقى بعد ذلك دياز في منصبه.

وما يدعو للتفاؤل نجاح دياز في افتتاح الموسم الجديد 2022-2023 مع الهلال، قبل أشهر قليلة، بالحصول على لقب كبير، حينما فاز على الزمالك المصري بركلات الترجيح، لينال لقب بطل كأس لوسيل "السوبر السعودي – المصري"، ويرد على هزيمة سابقة للهلال أمام الزمالك قبل 4 سنوات، ليسعد أنصاره، ويؤكد قدرته على مواصلة حصد الألقاب في الموسم الجاري.

وما يحسب لدياز أيضاً نجاحه في تقديم مجموعة من أفضل لاعبي المنتخب السعودي الذين لمعوا في بطولة كأس العالم 2022 في قطر، التي قدمت خلالها السعودية عروضاً باهرة، يتصدرهم سالم الدوسري نجم الوسط الموهوب وعلي البليهي ومحمد كنو وصالح الشهري، وهم القوام الأساسي الذي يعوّل عليه المدرب الأرجنتيني لتقديم الهلال نسخة مونديالية طيبة.

وكسب دياز قلوب جماهير الهلال بعدما نجح في المنافسة بقوة حتى الآن على لقب بطل دوري "روشن" السعودي، وإن كان الأداء باهتاً وغير مرضٍ لجماهيره، رغم أنه لم ينجح في ضم أي لاعب سواء في ميركاتو صيف 2022 أو شتاء 2023، بسبب عقوبة منع الهلال من التعاقدات الجديدة، والرهان على تشكيلة لم تتغير منذ أكثر من عام، ومن يتابعه في دوري "روشن"، يجد أنّ الهلال منافس شرس، حصد 32 نقطة في وصافة الجدول بعد 15 جولة ملاحقاً النصر على اللقب الكبير.

ووسط هذه الأجواء، نجح رئيس نادي الهلال فهد بن نافل في حلّ العديد من المشكلات الكبرى سعياً وراء كتابة موسم لا ينسى، وسط أجواء عصيبة بسبب منع التعاقدات الشتوية الجارية.

وأول قرارات ترتيب الأوراق في الهلال كان تخلص إدارة النادي السعودي من صفقته البرازيلية في 2021، التي صنعت مشكلات عديدة للفريق، وهو ماتيوس بيريرا، المحترف البرازيلي ونجم الوسط الذي أعير إلى الوحدة الإماراتي لنصف موسم، بعدما أصبحت مشكلات اللاعب عرضاً مستمراً في وسائل الإعلام.

ومن الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل بأدء الهلال نجاح إدارة "الزعيم" في تجديد عقود لاعبين مؤثرين، يأتي في مقدمتهم محمد كنو لاعب الوسط المدافع الذي كان مطلوباً في النصر، بخلاف تجديد عقد عبد الله المعيوف حارس المرمى المتألق بشكل لافت في الموسمين الأخيرين، وإغلاق صفحة رحيله إلى أي نادٍ آخر، وهو الأمر الذي صنع ثقة كبيرة في علاقة جماهير "الزعيم" بالإدارة الحالية.

ويحسب لمجلس الإدارة الدفاع عن حقوق ناديه في الحصول على شرف المشاركة في كأس العالم للأندية ممثلاً القارة الآسيوية، خاصة في ظل عدم حسم هوية بطل دوري أبطال آسيا التي أُجّلت بسبب ارتباط قطر بتنظيم بطولة المونديال عام 2022، وكانت هناك أصوات تدعو إلى إمكانية اختيار الاتحاد الآسيوي نادياً آخر، ولكن نجح الهلال، بوصفه آخر من توج بطلاً، في الحصول على هذا الشرف والوجود مجدداً في سباق كأس العالم للأندية في النسخة المغربية.

وما يعزز من فرص منافسة الهلال في سباق كأس العالم للأندية، عبر تقديم بطولة مرضية لجماهيره، الظهور المميز للاعبين في الفترة الأخيرة، وامتلاك قوام قوي، يمكن أن يؤدي بشكل جيد، وينافس الوداد على بلوغ المربع الذهبي المونديالي، يتصدرهم في الهجوم الثنائي الأفريقي المميز، موسى ماريغا وأوديون إيغالو، اللذي يمثل قوة ضاربة في تشكيلة" الزعيم".

كما يملك الهلال، الذي فقد لقب كأس السوبر السعودي بعد الخسارة أمام الفيحاء في نصف النهائي بهدف من دون رد، لاعبين محترفين آخرين، تترقب منهم الجماهير تقديم مستويات مميزة، مثل الأرجنتيني لوسيانو فييتو الجناح الأيمن الذي تطور مستواه بصورة واضحة، وكذلك أندريه كاريلو النجم البيروفي الذي يمثل قوة ضاربة في الوسط وورقة رابحة يعتمد عليها دياز في أكثر من مركز، بخلاف الورقة الرابحة، البرازيلي ميتشيل ديلغادو الذي تعرض لإصابة وخضع لتأهيل بدني مميز للتعافي سريعاً، واللحاق بالبطولة.

المساهمون