تشكل المواجهة بين الجيش الملكي والرجاء الرياضي، مساء اليوم الأربعاء، على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الحدث الأبرز، إثر عودة عجلة الدوري المغربي للدوران، بعد عطلة طويلة، فرضتها مشاركة المنتخب المغربي في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، التي أسدل عليها الستار بتتويج المغرب بطلاً.
ويبدو الرجاء الرياضي، بطل الموسم الماضي، في موقف أفضل خلال هذه المباراة؛ فالفريق الأخضر، يحتل المركز الأول بعد خمس جولات برصيد 13 نقطة، في حين يقبع الفريق العسكري، في المركز 14 برصيد 5 نقاط.
كما تضم صفوف الفريق الأخضر لاعبين تألقوا وساهموا بشكل كبير في ظفر منتخب المغرب بكأس أفريقيا للاعبين المحليين، على رأسهم نجم الـ"شان" المهاجم سفيان راحيمي، ومايسترو وسط الميدان عبد الإله حافيظي، وأحسن حارس في دورة الكاميرون أنس الزنيتي، فضلاً عن نوح السعداوي ومحمد معكازي، في مقابل حضور ثلاثة لاعبين فقط من الجيش الملكي في المنتخب المغربي المحلي، ويتعلق الأمر بالحارس أيوب لكرد والمهاجم زكرياء فاتي، اللذين لم يشاركا أي دقيقة في مباريات الشان، واللاعب الشاب رضا سليم الذي خاض بضع دقائق فقط طيلة المنافسات.
وخاض الرجاء الرياضي مباراة، الأحد الماضي، فاز خلالها على المنستيري التونسي بهدف دون رد، لحساب ذهاب الدور الفاصل المؤهل لدور مجموعات من كأس ''كاف''، بينما سيكون الكلاسيكو أول ظهور للفريق الملكي بعد فترة توقف الدوري المغربي، مع مدربه الجديد البلجيكي سفين فاندنبروك، الذي تعاقد معه قبل بضعة أسابيع.
ورغم كل المعطيات التي قد ترجح كفة نادٍ على الآخر، إلا أن المتتبعين، يدركون تماماً أنها تبقى دون أهمية في الكلاسيكو، بعدما تعودوا طيلة سنوات خلت على شراسة الفريقين خلال الصدام بينهما مهما كانت وضعيتهما في ترتيب الدوري أو المشاكل التي قد تحيط بهما قبل المواجهة.
غياب الجمهور
ستفتقد قمة الجولة السادسة عنصر الفرجة، للمرة الثانية على التوالي، إذ ستقام أمام مدرجات فارغة، بسبب إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا، وهذا ما سيخفض من حدة التوتر الذي يصاحب هذا اللقاء، لكن غياب الجمهور عن المدرجات لن يمنع السلطات الأمنية لمدينة الرباط من اتخاذ إجراءات احترازية في محيط ملعب الأمير مولاي عبد الله، خاصة في ظل الحملة القوية التي يقودها جمهور الجيش الملكي ضد مجلس إدارة فريقه، للمطالبة برحيل أعضائه.
وحسب مصدر أمني تحدث لـ"العربي الجديد" فإن السلطات الأمنية قررت نشر رجال الشرطة في محيط الملعب، تحسباً لاستغلال فصيلي الألتراس المشجع للجيش (ألتراس عسكري وبلاك آرمي) المباراة من أجل توجيه رسائل إلى مسؤولي الفريق تماما ًكما حدث في مباريات إعدادية قبيل انطلاق الموسم الجاري، اضطر خلالها رجال الأمن إلى توجيه تعليمات إلى الفريقين بتغيير الملعب الملحق للأمير مولاي عبد الله.
الوافدون الجدد
ستكون صفوف الناديين مكتملة، بعد عودة لاعبي المنتخب المحلي، باستثناء قائد الرجاء محسن متولي، الذي عانى إصابة خفيفة غيبته عن مباراة الأحد أمام المنستيري التونسي، في الوقت الذي عاد فيه قبل ثلاثة أيام محمد مفيد الظهير الأيمن للجيش الملكي من الإصابة.
وستكون المواجهة أيضاً مناسبة لظهور بعض اللاعبين الذين عزز بهم الفريقان صفوفهما خلال مرحلة الانتقالات الشتوية الأخيرة، حيث تعاقد النسور الخضر مع ثلاثة لاعبين ويتعلق الأمر بالمدافع البوركينابي سومايلا واتارا، ومتوسط الميدان بدر بولهرود، واللاعب يوسف غرب، فيما اكتفى الفريق العسكري بتعاقد وحيد مع اللاعب جلال الداودي العائد من تجربة احترافية في الدوري السعودي برفقة نادي الرائد.
وفي آخر مباراة جمعت الناديين، كانت في ختام الدوري للموسم الماضي في الجولة 30 منه، تغلب خلالها الفريق الأخضر بهدفين دون رد في مباراة، حاز إثرها لقب الدوري برفقة مديره الفني الحالي جمال السلامي، في حين ستكون المواجهة هي الأولى للمدير الفني البلجيكي فاندرنبروك في الدوري المغربي ككل، بعدما خاض تجارب في الدوري التوغولي وبرفقة المنتخبين الكاميروني والغيني.
مدرب بلجيكي "واثق بنفسه"
يراهن البلجيكي فاندنبروك، على تحقيق الفوز في الكلاسيكو، وعبّر عن ذلك صراحة بقوله، إن الفوز في أول مباراة له برفقة فريقه الجديد في دوري جديد عليه، يعد في غاية الأهمية له لتحقيق انطلاقة صحيحة.
وقال المدير الفني للجيش الملكي، إنه يعرف جيداً قيمة الفوز في أول مباراة، استناداً إلى تجاربه السابقة، كما أن الانتصار على الغريم الأخضر سيكسب من خلاله عاطفة الجمهور العسكري، الذي ينتظر رد الدين بعد الهزيمة الأخيرة نهاية الموسم الماضي.
كما لمح المدير الفني إلى رغبته في تدشين عهده، بإسقاط حامل اللقب للمرة الأولى خلال هذا الموسم، إذ رأى أن مواجهة البطل أسهل من كل المباريات الأخرى، على اعتبار أنه سيواجه فريقا لا يحتاج معه لتحفيز اللاعبين الذين يكونون في الغالب محفزين من تلقاء أنفسهم.
كما يطمح المدير الفني للجيش الملكي، لانتزاع النقاط الثلاث، لكون فريقه سيستقبل على ملعبه بالرباط، الذي لم يوفق سلفه عبد الرحيم طاليب في تحقيق أي فوز داخله منذ انطلاق الدوري.
وستخوض الكتيبتان العسكرية والخضراء، هذه المواجهة بعد تاريخ حافلٍ من الصدامات بين الطرفين، والتي تُرجح كفة "النسور الخضر"، حيث انتصروا في 40 لقاء، مُقابل فوز الجيش في 33 مباراة، بينما تعادل في 49 مناسبة.
ووفق الأرقام، فإنّ الفريقين تواجها في 122 مباراة، ويتمثل أكبر انتصار للجيش الملكي في خمسة أهداف نظيفة، بينما أكبر فوز لنادي العاصمة الاقتصادية هو ثلاثة أهداف لهدف واحد.