قطر تعود إلى المدرسة الإسبانية

09 ديسمبر 2023
غادر كارلوس كيروش تدريب منتخب قطر سريعاً (نُشاد تيكاييل/Getty)
+ الخط -

رغم سهولته وسلاسته، لا يزال رحيل المدرب البرتغالي كارلوس كيروش عن تدريب منتخب قطر يثير التعليقات والكلام في الأوساط الفنية والاعلامية وحتى الجماهيرية، ليس رفضاً أو موافقة على مبدأ الرحيل بقدر ما هو حول التعاقد مع مدرب برتغالي بعد سنوات من العمل مع المدرسة الإسبانية، والتأخر في إنهاء التعاقد مع كيروش رغم نتائجه السلبية وعدم قدرته على تحقيق النقلة النوعية.

في المقابل، اعتبر البعض الآخر أن الطلاق متسرع وسابق لأوانه خاصة قبل شهر عن انطلاق نهائيات كأس أمم أسيا في الدوحة، والبعض الآخر يعتقد أن مشكلة المنتخب القطري لم تكن في المدرب، بل في جيل من اللاعبين لم يعد بإمكانهم تقديم المزيد.

لا أحد في قطر أو خارجها يختلف في تقييم وتقدير المدرب كارلوس كيروش، عراب الصعود إلى كأس العالم، الذي لم يغب عن كأس العالم منذ نسخة 2006، لكن أرقامه مع منتخب قطر لم تكن في صالحه، إذ خاض 13 مباراة في جميع المسابقات، خسر في 5 منها، وتعادل في ثلاث، وفاز في 5 مباريات، من بينها مباراتا تصفيات كأس العالم 2026، ليتبين مع الوقت، رغم قصره، أن الرجل غير ملائم ولا يقدر على بعث نفس جديد في المنتخب القطري الذي كان ولا يزال في حاجة إلى تجديد بعد المونديال، وتبين للبعض أن الخيار لم يكن موفقاً في الأصل بسبب خصوصية الكرة القطرية ومنتخباتها التي تعودت على المدرسة الإسبانية لسنوات.

بغض النظر عن صحة خيار الطلاق بالتراضي من عدمه، راح البعض يتساءل عن تداعيات الانفصال الذي جاء متأخرا في نظرهم، بعد أن لمس الجميع أن الرجل لا يلقى الإجماع في وسط اللاعبين منذ البداية، ولم يتمكن من تحقيق النقلة المرجوة خلال المرحلة الانتقالية في وقت وجيز على مقربة من انطلاق تصفيات كاس العالم 2026، ونهائيات كأس أمم آسيا المقررة بعد شهر في الدوحة، وعليه، كان من الأجدر الاستغناء عنه قبل اليوم، خصوصاً أن الاتحاد القطري وفر له عدداً من المباريات الودية لم يخضها أي منتخب آخر، وظروف عمل مثالية تسمح له بإعداد فريق تنافسي بعد سنة من مشاركته المخيبة في نهائيات كأس العالم.

بعض المحللين اعتبروا الطلاق متسرعاً وسابقاً لأوانه، وكان يجب الصبر على المدرب كارلوس كيروش، ومنحه الوقت الكافي لاكتشاف مزيد من اللاعبين وتطعيم المنتخب بهم في ظل نقص المواهب ومحدودية الخيارات، وعليه، استمر في الاعتماد على المخضرمين من اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم الأخيرة، ومنهم من فاز سنة 2019 بلقب كأس أمم آسيا في الإمارات، وتراجعت مستوياتهم بشكل لافت حتى مع نواديهم، وعليه، لا يمكن تحميل كيروش مسؤولية المستوى الحالي للمنتخب، ولا حتى مطالبته بالفوز بكأس آسيا أمام منتخبات قوية على غرار السعودية وايران وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

والبعض الآخر اعتبر أن الحكم على القرار سابق لأوانه، لكن البديل الإسباني ماركيز لوبيز، مدرب الوكرة منذ عام 2018، لقي استحساناً نسبياً لأنه يعرف الكرة القطرية ولاعبيها وخصوصياتهم جيداً، ولن يكون بحاجة إلى الوقت ليتأقلم، حتى ولو كانت الاستعانة به مؤقتة حتى بطولة كأس أمم آسيا، على أن يعود للإشراف على ناديه الوكرة بعد نهاية البطولة، أو يجدد الاتحاد القطري الثقة به على الأقل إلى غاية مونديال 2026.

ويُعتبر قرار الاستمرار مع منتخب قطر مرجحاً، خصوصاً أنه ينتمي إلى مدرسة إسبانية اعتمدت عليها الكرة القطرية في أكادمية "أسباير" وعلى مستوى المنتخبات الشبابية والمنتخب الأول بفضل المدرب السابق فيليكس سانشيز، الذي قاد قطر إلى التتويج بلقب كأس آسيا عام 2019.

المساهمون