في ذروة مسيرته الرياضية، واجه نجم الملاكمة الأميركي الراحل محمد علي كلاي نظيره لاري هولمز، في لقاء لا يمكن نسيانه من قبل عشاق رياضة "الفن النبيل"، خصوصاً أنه انتهى بهزيمة أحد أكبر أساطير اللعبة في التاريخ.
في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 1980، دخل محمد علي كلاي (38 عاماً) الحلبة في لاس فيغاس لخوض النزال أمام المنافس لاري هولمز (30 عاماً)، الذي جاء لخوض المواجهة من دون هزيمة بعد 35 نزالاً، وفي حالة بدنية أفضل بكثير من كلاي، وكان من ضمن الحاضرين على المدرجات صبي يبلغ من العمر 14 عاماً، هو مايك تايسون، حيث كان برفقة مدربه كوس داماتو.
وصمد أفضل ملاكم في العالم حينها حتى الجولة العاشرة، وتجاهل نصيحة الطبيب وتوعد بهزيمة هولمز، لكن مدربه قرر سحبه حيث لم يرغب في مشاهدته يسقط أكثر على الحلبة.
وعد تايسون
بحسب تقرير لموقع قناة تي واي سي الأرجنتينية، فقد قال تايسون، في تصريح سابق له، إنه "عندما عدنا إلى منزلنا (من النزال)، لم يقل أحد في السيارة كلمة واحدة، لقد شعرنا جميعاً بالضيق".
لكن كان لدى مدربه مفاجأة أخرى أعدها لتلميذه، وهي مكالمة هاتفية مع نجمه المفضل (محمد علي كلاي)، قال فيها تايسون للأخير، وفقاً للتقرير: "عندما أكبر، سأقاتل هولمز وأنتقم منه من أجلك".
النزال المرتقب
أعلن هولمز اعتزاله في 1986 بعد السقوط باللكمة القاضية ضد مواطنه ليون سبينكس، لكنه قرر العودة لخوض النزال ضد تايسون مقابل مبلغ كبير من المال وإمكانية تتويجه ببطولة العالم مرة أخرى.
وحان الوقت لكي يفي هذا الصبي بوعده، حيث صعد محمد علي كلاي إلى الحلبة في "أتلانتيك سيتي"، في 22 يناير/ كانون الثاني 1988، وهمس في أذن تايسون: "تذكر وعدك، اهزمه من أجلي".
وتكرر شيء ما من ذلك النزال، حيث كان هولمز يبلغ من العمر 38 عاماً، فيما كان منافسه صغيراً جداً وأقوى بكثير، لدرجة أنّ تايسون الذي كان يبلغ من العمر 21 عاماً فاز بـ33 نزالاً، ليهزم أيضاً غريمه هولمز في الجولة الرابعة بعد عامين من تربعه على عرش الملاكمة، باعتباره أصغر ملاكم يفوز باللقب العالمي للوزن الثقيل.