قصة أوسيمين.. من أحياء نيجيريا الفقيرة إلى "ملك" في مدينة نابولي

05 مايو 2023
تعلقت جماهير نابولي بنجمها أوسيمين في الموسم الحالي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

لم يتوقع النجم النيجيري فيكتور أوسيمين أن يصبح حديث وسائل الإعلام العالمية، بعدما ساهم بصعود ناديه نابولي إلى منصة التتويج، والاحتفال بلقب الموسم الحالي بالدوري الإيطالي لكرة القدم، عقب غياب استمر 33 عاماً، وذلك عقب التعادل أمام أودينيزي الخميس، ليضمن الفريق التتويج، خاصة أنّه سجل هدف مباراة فريقه الوحيد لتنتهي المواجهة 1-1.

أوسيمين (24 عاماً) نصّب نفسه "ملكا" جديداً لمدينة نابولي، بعدما دك شباك منافسيه بأهدافه الحاسمة، وانتشل فريق الجنوب الإيطالي من مرحلة الفراغ، التي عاشها خلال السنوات الماضية، حيث كان آخر لقب حققه في عام 1990، في عصر الأسطورة الراحل دييغو مارادونا.

لكن سطوع اسم أوسيمين في عالم كرة القدم لم يكن بين يوم وليلة، بل رافقه الكثير من الأحداث، التي جعلته يحارب طويلاً، كي يصل إلى مكانته في قلوب جماهير نادي نابولي، التي أصبحت تتغنى باسمه دائماً في كلّ مواجهة يلعبها.

وتربى أوسيمين في أحد أفقرة الأحياء في مدينة لاغوس النيجيرية، بعدما عملت والدته في بيع المياه عند الإشارات الضوئية، لإعالة أسرتها، فيما قام الصغير أيضاً بتوصيل المواد الغذائية للمنازل، كي يجمع الأموال اللازمة من أجل مواصلة دراسته.

التحول الكبير في حياة أوسيمين جاء، بعدما لفت الأنظار إليه في مدرسته الابتدائية، وفرض نفسه نجماً بين أقرانه، رغم شعبية شقيقه الأكبر الجارفة حينها، حتى التحق المولود في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1998، بإحدى الأكاديميات المحلية في مدينة لاغوس، حتى يصقل مهارته.

وفي عام 2014، تلقى أوسيمين الدعوة لتمثيل منتخب نيجيريا تحت 17 عاماً، وخطف الأنظار في كأس العالم الذي أقيم في تشيلي، بعدما سجل 10 أهداف، ما جعل العروض تنهال عليه، من طرف أرسنال، توتنهام، مانشستر يونايتد، لكنه رفض كل شيء، واقنتع بما قدمته إدارة فولفسبورغ الألماني.

وفي الخامس من شهر يناير/ كانون الثاني عام 2017، انضم أوسيمين إلى ناديه الجديد، بعقد يمتد لـ3 سنوات، وظهر للمرة الأولى في "البوندسليغا"، في شهر مايو/ أيار من نفس العام، لكن الإصابة في كتفه أجلت إظهار ما يتمتع به من مهارة.

وضاع حلم المشاركة في مونديال 2018، بسبب إصابة أوسيمين، الذي قرر العمل بسرعة حتى يعود للملاعب، بعدما وافق على الرحيل إلى فريق رويال شارلروا البلجيكي، الذي خطف بصحبته الأنظار إليه وبقوة، ليساهم تألقه الكبير في الذهاب إلى ليل الفرنسي عام 2019.

رحلة أوسيمين لم تدم طويلاً مع ليل الفرنسي، بسبب تألقه الكبير، ليجد نفسه مع نابولي في صيف 2020، وبعدها بدأت حكاية "ملك" فريق الجنوب الإيطالي الجديد، الذي استطاع إهداء لقب "الكالتشيو" الغائب عن خزائن النادي لـ33 عاماً، بتسجيله 22 هدفاً و4 تمريرات حاسمة.

المساهمون