قبل الفضيحة... حلقات من العداء التاريخي بين البرازيل والأرجنتين اختلطت فيه الرياضة بالسياسة
شهد الكلاسيكو المثير بين كرة القدم الأرجنتينية والبرازيلية، حلقة جديدة من حلقات التنافس الشديد، الذي يخرج عن إطاره الرياضي بشكل مستمرٍ، ويكشف عن عداء تاريخي بين الجماهير في البلدين، يقع خلاله توظيف كل الطرق من أجل السيطرة على المنافس.
وحادثة توقف المباراة بين البرازيل والأرجنتين، الأحد، بسبب إصرار السلطات الصحية على وضع أربعة لاعبين في الحجر الصحي نتيجة عدم تقيدهم بالشروط القانونية التي وضعتها البرازيل بالنسبة إلى الوافدين كانت امتداداً لفصل مثيرٍ من الفضائح.
فقد اقتحمت الشرطة البرازيلية، مقر إقامة الأرجنتين قبل المباراة بهدف إيقاف أربعة لاعبين، في وقت كان المدرب ليونيل سكالوني يعقد الاجتماع الفني قبل المباراة، وتم نقل الاقتحام بشكل مباشر عبر العديد من القنوات.
وهذا الصراع يعكس عداء تاريخياً تجسم من خلال أحداث العنف بين الجماهير في البلدين، ووقوع أحداث شغب بشكل متواصل ترافق مباريات المنتخبات أو الأندية على حد سواء، يجعل هذه المباريات عالية الخطورة.
وكان سفر فريق بوكا جونيورز منذ قرابة الشهرين إلى البرازيل لمواجهة نادي أتلتيكو مينيرو، موعداً مع أحداث غريبة فقد انتهت المواجهة في مركز الشرطة بعد إيقاف عددٍ كبير من لاعبي بوكا من قبل الأمن إثر أعمال شغب خطيرة.
كما كانت مباراة بوكاجونيورز في بداية هذا العام، وضيفه نادي سانتوس مسرح حدث طريف، حيث رفض لاعبو سانتوس العودة إلى حجرات الملابس بين شوطي المباراة خوفاً مما يمكن أن يحصل لهم من مفاجآت غير سارة، بعد التهديدات التي وجهت إليهم. وقبل ذلك، وقعت أحداث شغب كبيرة ولا تكاد تخلو أي مباراة من هذه التصرفات.
وهذا العداء التاريخي، ارتبط بمعطيات سياسية في المقام الأول والتنافس الاستراتيجي بين البلدين، منذ سنوات طويلة بهدف السيطرة على القارة اقتصادياً وانتقل لاحقاً إلى المجال الرياضي ليصبح مسرح الخلاف الكبير بين الجماهير رغم أن عدداً كبيراً من اللاعبين الأرجنتينيين برزوا في البرازيل.
وهذا الصراع يعكس رغبة كل طرف في الهيمنة على الصعيد القاري وحصد أكبر عددٍ من الألقاب خاصة، وأنهما أنجبا أفضل اللاعبين في العالم على مر التاريخ ليتحول التنافس إلى عناد.
ولعل التنافس التاريخي بين البرازيلي بيلي والأرجنتيني مارادونا، والجدل الكبير الذي عاش على وقعه العالم طوال السنوات الماضية، بخصوص لقب لاعب القرن، قد زاد في إشعال المنافسة، حيث لم تعد المباريات بين المنتخبين موعد المتعة الرياضية، بل أصبحت موعداً مع أحداث العنف والمشاحنات الكبيرة.
Se ve que en la transmision de allá no lo pasaron. pic.twitter.com/uMxyP47b59
— Faka (@Faka_sc) July 21, 2021