"تطور أداء برشلونة كثيراً في المرحلة الثانية من الموسم، زادت وتيرة اللعب الجماعي ووصل الفريق مع لوتشو إلى مستوى كبير، إنهم الأفضل في المرتدات على مستوى العالم مؤخراً". هكذا وصف بيب جوارديولا منافسه القادم من كتالونيا قبل ساعات قليلة من قمة الأليانز أرينا، ليضع يده على أهم تحول طرأ على بارسا لوتشو هذا العام، بعد أن صار الفريق مباشراً أكثر، وأصبح يعرف كيف يضرب خصومه بأقل عدد ممكن من التمريرات.
فريق المرتدات
تفوق برشلونة تاريخياً بالاستحواذ والسيطرة المطلقة، مجموعة تمرر وتستحوذ أمام أي فريق، وهكذا فاز بدوري الأبطال ثلاث مرات في آخر عشر سنوات بهذه الطريقة. لكن الآن، قدم الأحمر والأزرق نفسه كفريق قاتل في المرتدات، وأمام بايرن في الجولتين، لعب الألمان بسيطرة أكبر، لكن دانت الخطورة للكتلان في المجمل.
وهذا الأمر يعود إلى قيمة الثلاثي الهجومي الناري، ميسي، سواريز، ونيمار، نجوم أميركا اللاتينية الذين أضافوا بعد آخر لتشكيلة البارسا في عصبة الأبطال، بسبب قدرتهم على التفوق الكامل أمام أي دفاع مهما كانت قوته. كرة القدم لعبة التفاصيل، والأدوار الفاصلة تُحسم دائماً بأقدام اللاعبين، لذلك زادت هجمات البافاري على ملعبه، لكن وصل برشلونة إلى مرماهم في الشوط الأول ثلاث مرات، هدفان وتصدٍ يتيم لنوير خلال أول 45 دقيقة.
ميسي لم يصنع أي هدف لكنه شارك في أهم لعبة تكتيكية بالهجمة، تمريرة ما قبل "الأسيست"، ويجيد الأرجنتيني بشدة لعب هذه الأدوار هذا الموسم، بعد أن عاد بضعة خطوات للخلف وتحول إلى دور صانع اللعب الصريح، ليقوم "هانيبال" سواريز بالتمرير الحاسم هذه المرة، ويخطف البرازيلي الأضواء من الجميع.
السيطرة "الجوارديولية"
حضر خوانما ليّو صديق جوارديولا الحميم مباراة الإياب في الأليانز أرينا، ربما لمشاهدة قمة القمم عن قرب، وبكل تأكيد لمؤازرة توأمه الكروي أمام العشق القديم برشلونة. يعترف ليّو لبيب في جلسة قديمة بالمكسيك أنه يحلم بتدريب الثنائي تشافي وإنيستا ولو مرة واحدة قبل اعتزاله اللعبة، وأنه يتمنى اللعب بخماسي الوسط بقيادة هذا الثنائي المبدع، لضمان أكبر قدر ممكن من السيطرة والحيازة للكرة.
يعتقد خوانما أن امتلاك وسط قادر على التمرير والتمركز سيضمن لك التفوق في أي مواجهة مهما كانت قوتها، وربما جوارديولا استفاد من هذه الكلمات في تجربته مع البلاوجرانا في الفترة ما بين 2008 وحتى 2012. لكن حينما قابل المدرب الشاب فريقه القديم، انقلب السحر على الساحر في لحظات قليلة جداً، لكنها كانت كفيلة بإنهاء كل شيء، لا يزال الفيلسوف مقتنعا أن ميسي من أقصاه من نصف النهائي، وأن كل هذه المصائب في الإياب تعود لآخر ربع ساعة في كامب نو.
لأن بايرن في العودة كان أمام طريقين لا ثالث لهما، إما الهجوم الكاسح من دون تدقيق، ووقتها ثنائية نيمار كانت ستتضاعف مرتين تقريبا، وإما العودة للخلف كثيراً وانتظار برشلونة أمام مرماه، والنهاية ستكون سلبية أيضاً في الغالب، لكنه راهن على "السيطرة"، ليس على الكرة ولكن على منطقة الوسط، بأكبر قدر ممكن من التمركز الإيجابي.
وسط متوازن
لعب البايرن بخط وسط مُبهر أمام برشلونة، 4-4-2 في شكلها الهجومي، بتواجد رباعي دفاعي صريح في الخلف، بينما في الوسط يبدأ اللعب من ألونسو ثم تياجو في الأمام، وبينهما كل من شفاينشتايجر على اليسار وفيليب لام على اليمين، رباعية ألمانية صلبة حصلت على حيازة أكبر وقدمت عونا حقيقيا للثنائي المتقدم أمام دفاعات برشلونة، ليفاندوفيسكي في العمق ومن خلفه توماس موللر، اللاعب الحر المنطلق دائماً في الفراغات المتاحة.
افتقد البارسا تياجو وفاز به بايرن بحق، خصوصاً أن البرازيلي الإسباني تلاعب بعمالقة كاتلونيا كما يريد، يحصل اللاعب على الكرة في أضيق مكان ممكن، يراوغ من الحركة وينطلق إلى الأمام، يمد قلب الهجوم بالتمريرات الحاسمة، ويصنع ثلاثية عددية على الخط رفقة لام والظهير المتقدم رافينيا، لذلك لم يجد لويس إنريكي أي حل أمام الموهوب الشاب، خصوصاً مع انخفاض مستوى إنيستا وابتعاد الكرواتي راكيتتش عن مستواه المعهود.
أعادت مباراة الإياب نفس نتيجة قمة الذهاب، والتي تنص على علو كعب أصحاب المهارات في هذه المرحلة الحاسمة من عمر البطولات الكبيرة، ومهما كانت قوة ونجاعة الوسط لفريق بقيمة البايرن، فإن هناك أسماء لا ترحم أبداً في الثلث الهجومي الأخير من الملعب، لذلك حسم ميسي الذهاب وقتل نيمار كل ما تبقى من أمل في الإياب، هكذا هي كرة القدم في النهايات.
اقرأ أيضاً
استناداً لقاعدة "من يُقص جوارديولا..يُتوج باللقب"..برشلونة في طريقه للتتويج
جوارديولا توسل لميسي بين الشوطين..حقيقة أم تأويل؟
"جوارديولا" يُمازح "نيمار".. ويُثير غضب جماهير فريقه
مانويل نوير يتقمص شخصية "سوبر مان"
بالفيديو..شتيجن حارس البرسا يبهر المتابعين بتصدٍ مذهل!
بالفيديو...7 أهداف تاريخية لبرشلونة لم يسجلها ميسي