فوز اتحاد الجزائر أم خسارة الأهلي المصري!

16 سبتمبر 2023
لحظة تتويج نادي اتحاد العاصمة الجزائري بلقب السوبر الأفريقي (عبد الله مهدي/فرانس برس)
+ الخط -

تتويج حامل كأس الكونفيدرالية الأفريقية اتحاد العاصمة الجزائري، أمس الجمعة، بلقب كأس السوبر الأفريقي، لأول مرة في تاريخ النادي، على حساب الأهلي المصري بطل دوري الأبطال، صنع الحدث في وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام العربية والأفريقية، التي اعتبرته فوزاً مستحقاً للاتحاد الذي عرف كيف يخوض المباراة ويسيّرها فنياً وبدنياً وتكتيكياً، بينما اعتبره البعض الآخر خسارة للأهلي المصري ومفاجأة لم تكن متوقعة، بالنظر لرصيد وخبرة وتجربة كلّ فريق في المسابقات القارية، وكذا قوة الأهلي مقارنة بفريق جزائري تغيرت تركيبته كثيراً، مقارنة بالفريق الذي توج بكأس الكونفيدرالية قبل ثلاثة أشهر، حيث غادره ما لا يقل عن عشرة لاعبين نهاية الموسم الماضي.

الأهلي المصري حامل لقب كأس السوبر 8 مرات، كان على الورق مرشحاً للتتويج باللقب التاسع، لذلك دخل اللقاء بثقة مفرطة، كان فيها مطالباً بأن يبادر ويغامر ويهاجم وسط حضور جماهيري مصري كبير، فكان له ذلك بنسبة استحواذ عالية وضغط عال، دون أن يتمكّن من اختراق دفاع جزائري متماسك حول الحارس أسامة بن بوط الذي كان في يومه، وبقيادة المدافع الدولي زين الدين بلعيد مسجل الهدف الوحيد من ركلة جزاء، بحث عنها لاعبو الأهلي كثيراً، عوض أن يركزوا على تسجيل الأهداف، فتشتت تركيزهم مع مرور الوقت، بعد أن فقدوا تركيزهم وأملهم في إيجاد السبيل نحو شباك الاتحاد، مما زاد من نرفزة لاعبي الأهلي، ومن حجم الضغوط التي تزايدت أيضاً مع مرور الدقائق.

اتحاد الجزائر من جهته صنع الفارق تكتيكياً وبدنياً بتنظيمه الدفاعي الجيد ولياقة لاعبيه البدنية، رغم أنها كانت أول مباراة في الموسم، وأول مشاركة في نهائي كأس السوبر، لكنها لم تكن بمثابة الموعد الأول مع النهائيات، حيث شارك من قبل في 28 نهائياً في جميع المسابقات المحلية والجهوية والقارية، من بينها 17 نهائياً لكأس الجزائر خسر منها 9، بينما بلغ قارياً مرة واحدة مسابقات نهائي دوري الأبطال وكأس كاف وكأس السوبر الأفريقي الذي فاز به للمرة الأولى أمس بجدارة واستحقاق، استناداً لقاعدة كروية معروفة مفادها "أنك تلعب النهائي لتفوز به"، بعد أن كان الفريق يلعب من أجل اللعب والفرجة، لذلك خسر أغلب النهائيات التي لعبها في تاريخه، وهو المعروف في الأوساط الكروية في الجزائر بأدائه الجميل كل مرة.

اتحاد الجزائر صار ثاني فريق جزائري يتوج باللقب بعد وفاق سطيف سنة 2015، والمدرب عبد الحق بن شيخة نال ثاني لقب من نوعه بعد تتويجه الأول مع نهضة بركان، وكانت بصمته الفنية والتكتيكية واضحة في مواجهة الأهلي، إضافة الى الروح التي زرعها في لاعبيه، والثقة التي غرسها في نفوسهم في مواجهة "بعبع مخيف"، اتضح مع مرور الدقائق إمكانية الإطاحة به في بداية موسم كروي لم ينطلق بعد في كلا البلدين، ومع ذلك استمتع الحضور والمشاهدون بنهائي كان في المستوى، ربما لأنه جمع بين فريقين مصري وجزائري، مثلما كان يحدث في جميع المسابقات السابقة على مستوى المنتخبات والأندية مع فارق المستوى بينهم، لأن الإثارة كانت دائماً حاضرة.

ما حدث في الطائف السعودية البارحة كان فوزاً مستحقاً لاتحاد الجزائر وخسارة منطقية للأهلي المصري، في نهائي حافظ على خصوصيته التي تبتسم للأفضل تكتيكياً وبدنياً ونفسياً، وليس بالضرورة للأقوى والأكثر استحواذاً وفرصاً، لذلك يمكننا القول إن اتحاد الجزائر فاز بالكأس والأهلي خسر النهائي.

المساهمون