عودة الدوري الجزائري.. تباين في التحضير وأزمة ملاعب تتصدر المشهد

26 اغسطس 2022
تأمل جماهير فريق شباب بلوزداد المحافظة على اللقب (Getty)
+ الخط -

تعود عجلة الدوري الجزائري لكرة القدم انطلاقاً من الجمعة للدوران بموسم جديد (2022/2023)، وسط ترقب كبير للعديد من الأسباب، أبرزها المشاكل المالية التي تمر بها بعض الأندية، في حين تتميز أخرى بموارد كبيرة جعلتها تتصدر المشهد في سوق الانتقالات، إضافة إلى أزمة الملاعب التي أصبحت تؤرق أكثر أندية العاصمة، كون أن هذا الموسم سيشهد في منتصفه استضافة البلاد لكأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين "شان".

شباب بلوزداد يبقى المرشح البارز

في نظرة أولى إلى تحضيرات الأندية للموسم الجديد، يُظهر نادي شباب بلوزداد استعدادات كبيرة للحفاظ على لقب الدوري للسنة الرابعة على التوالي، وهذا عطفاً على سوق الانتقالات القوي الذي قام به الفريق، بضمه لاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة، قد يسمحون له بالذهاب بعيداً في النسخة القادمة من مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.

ونجحت شركة "مادار" المشرفة على النادي في التعاقد مع المدرب التونسي نبيل الكوكي وضم أكثر من 13 لاعباً، يتقدمهم صاحب الخبرة الكبيرة في حراسة المرمى، عز الدين دوخة، وكذلك المهاجم المغترب والسابق للمنتخب الجزائري، إدريس سعدي، إضافة إلى النيجيري، أنايو إيولا، القادم من الترجي التونسي، والموهبة إسحاق بوصوف العائد من تجربة احترافية، وغيرهم من الأسماء القوية.

كذلك مُنح فريق مولودية الجزائر إعطاء إشارة إيجابية لجماهيره حول إمكانية العودة للواجهة والمنافسة على الألقاب مرة أخرى خلال الموسم الجديد، وهذا ما يتضح عبر تعاقدات مميزة أجرتها إدارة الرئيس الحاج رجم، بداية بالمدرب البوسني، فاروق هادزيفيتش، إضافة إلى لاعبين ذوي خبرة، مثل ثلاثي الدفاع هواري فرحاني، أيوب عبد اللاوي وبوعلام مصمودي، دون نسيان المهاجم خير الدين مرزوقي.

كما يظهر فريق وفاق سطيف استعداده القوي للموسم الجديد، بعد أن تعاقد مع المدرب المصري حسام البدري، الذي يملك بدوره خبرة كبيرة في الكرة الأفريقية، وهذا مع صفقات قوية كذلك أبرمتها إدارة الرئيس عبد الحكيم سرار، عبر التعاقد مع أسماء شابة سيكون لها دور كبير في الجبهات التي سينافس عليها "النسر الأسود".

 ويسعى نادي شبيبة القبائل لتأكيد عودته القوية في آخر موسمين، عبر المنافسة على الألقاب الممكنة في الموسم الجديد، والذي سيشارك فيه الفريق كذلك ضمن منافسة دوري أبطال أفريقيا، وهذا ما يتضح أيضاً من خلال تعاقده مع مدرب يملك سمعة جيدة في بلاده، ويتعلق الأمر بالبلجيكي خوسيه ريغا، وكذلك أسماء لاعبين مميزين، على غرار قيس نصري القادم من رديف لاتسيو الإيطالي، والمدافع المغترب ريان صنهاجي، وكذلك المهاجم رضوان زردوم، والحارس الدولي عبد الرحمن مجادل.

اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة يستعيدان توازنهما

وعاش اتحاد العاصمة خلال تحضيرات الموسم الجديد مشاكل كبيرة أدت إلى إقالة المدرب المغربي جميل بن واحي وجهازه الفني، رغم النتائج الرائعة التي تحققت الموسم الماضي، لكن اختلاف الرؤى مع شركة "ساربور" المالكة للفريق حول برنامج التحضيرات ومعسكر تركيا، فجّر الوضع وعجل برحيل هذا المدرب.

ومن أجل تهدئة الأوضاع والجماهير الغاضبة، سارعت إدارة "سوسطارة" إلى التعاقد مع المدرب المحلي، بوعلام شارف، إضافة إلى أسماء شابة مثل عبد السلام بشوارب من نجم مقرة وخليل درفلو مهاجم وفاق سطيف، مع التعاقد مع صاحب الخبرة الكبيرة أكرم جحنيط، وجناح شباب بلوزداد خالد بوسليو.

ولم يختلف الوضع كثيراً في نادي شباب قسنطينة، الذي عاش فترة تحضيرات عصيبة، إذا وبعد اختلاف وجهات النظر مع المدرب خير الدين مضوي، تقرر إقالة الأخير من منصبه والتعاقد مع المدرب التونسي، قيس اليعقوبي، الذي لم يصمد في منصبه إلا لمدة 48 ساعة فقط.

وجاء ذلك بسبب غليان الشارع القسنطيني الذي انتقد الاستغناء عن مضوي، مما عجل بعودة الأخير إلى منصبه وبعد جهد كبير كان في إقناع اليعقوبي بالتخلي عن منصبه بالتراضي، كما أن شركة "آبار" المسؤولة عن النادي، أعادت للواجهة المسؤول المعروف، محمد بلوحبيب، للتكفل بشؤون الفريق، وهي خطوة استحسنتها الجماهير المحبة، نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها هذا الشخص ومعرفته بخبايا الكرة الجزائرية.

أزمة ملاعب

تبقى مشكلة الملاعب أكثر ما يؤرق أندية الدوري الجزائري في الموسم الكروي الجديد، خاصة في العاصمة حيث قررت السلطات المحلية غلق ملعب 5 يوليو 1962 لـ6 أشهر، تجهيزاً له لاحتضان نهائيات أمم أفريقيا للاعبين المحليين "شان" مطلع العام المقبل، وهذا يضاف إلى ملاعب أخرى دخلت المرحلة الأخيرة من التحضيرات تحسباً لهذه المسابقة القارية، مثل ملعبي "براقي" و"الدويرة".

وعلى ضوء ذلك سيضطر نادي مولودية الجزائر لاستقبال منافسيه في ملعب الرويبة الصغير والذي يتسع لحوالي 12 ألف مشجع، كما أن نادي اتحاد العاصمة سيستقبل مبارياته في ملعب الدار البيضاء، كون ملعبه الأول عمر حمادي، يخضع لإصلاحات بسبب تصدع مدرجاته مما يُشكل تهديداً للجماهير الوافدة، أما شباب بلوزداد فسيضطر لاستقبال منافسيه في دوري أبطال أفريقيا في ملعب 8 مايو 1945 بمدينة سطيف، كون ملعبه 20 أغسطس بالعاصمة، غير مؤهل لاحتضان المنافسات الدولية.

وسيواصل شباب قسنطينة لعب مبارياته في ملعب بن عبد مالك، كون ملعب الشهيد محمد حملاوي يتم كذلك تجهيزه تحسباً لبطولة "شان"، وهو حال ملعب ميلود هدفي الأولمبي، الذي لن يستفيد منه مولودية وهران قبل ذلك الموعد، مما يعني استمرار استقباله لمنافسيه بملعب الحبيب بوعقل.

المساهمون