كشفت تقارير إعلامية عن سر عدم ظهور الفرنسي أنطوان غريزمان أساسياً في صفوف فريق أتلتيكو مدريد الإسباني منذ بداية الموسم، واتضح أن نادي برشلونة ضمّن عقد التفويت في لاعبه السابق شرطاً يفرض حصوله على 30 مليون يورو في حال شارك أكثر من 30 دقيقة في كل مواجهة.
ويُعتبر الشرط الذي يتضمنه عقد اللاعب الفرنسي غريباً ولكن الأندية الأوروبية عمدت في السنوات الماضية إلى اتباع خطوات تبقيها متحكمة في مصير عديدٍ من اللاعبين بهدف ضمان عائدات مالية إضافية وتفادي الخسائر المضاعفة، وهو ما يمكن تسميته وكأنه عملية "تحكم عن بعد"، وقد طرحت بعض القوانين جدلاً قوياً واستدعت تدخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بعض الوضعيات من أجل إيجاد تسوية.
وفي موسم 2013ـ2014، وخلال ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، واجه فريق أتلتيكو إشكالاً كبيراً عندما وجد نفسه أمام خيارين؛ إما الاعتماد على حارسه تيبو كورتوا ودفع 3 ملايين يورو إلى تشلسي، أو عدم الاعتماد عليه وخسارة حارس مهم وتحقيق كسب مالي في المقابل، وهنا تدخل الاتحاد الأوروبي "يويفا" وفرض على تشلسي التنازل عن هذا الشرط، بما أنه يتعارض مع حقوق العمل وتم تجاوز الخلاف.
ويعمد ريال مدريد، عميد الأندية في العالم، إلى وضع شروط قاسية عند إعارة أحد لاعبيه، حيث يشترط أن لا يواجهه اللاعب في أي مباراة وذلك لتفادي الأزمات التي حدثت له، ففي عديد من المناسبات نجح نجوم الريال في التسجيل ضد فريقهم، وهو ما يسبب حرجاً لإدارة النادي مع الجماهير ويضع اللاعبين في موقف صعب عندما يسجلون في مرمى فريقهم.
وفي حال أشرك أي فريق لاعباً معاراً من الريال في مواجهته، فإن النادي الملكي يفرض الحصول على مبلغ مالي عن كل مباراة إضافة إلى المبلغ الذي يحصل عليه عند إعارة اللاعب، وقد حصل هذا الأمر في عديد من المناسبات، وهذه الشروط بدأت تنسحب على عديد من الأندية التي تساير الريال في هذه الخطوة رغم الجدل الكبير الذي تطرحه.
وكان برشلونة قد تأثر بمثل هذه الشروط، فعند تعاقده مع البرازيلي كوتينهو قادماً من ليفربول الإنكليزي، حدد "الريدز" شروطاً إضافية تضمن له الحصول على عائدات مالية إضافية في حال الاعتماد عليه من قبل النادي الكتالوني في عديد من المباريات.
ووجد برشلونة نفسه في موقف صعب للغاية، بما أنّه واجه غياب عديد من المهاجمين في إحدى الفترات، ولكن المدرب كومان كان مطالباً بعدم الاعتماد على كوتينهو حتى لا تخسر إدارة النادي مبلغاً إضافياً.
كذلك ارتبط فريق ليفربول بعقد جديد مع هدافه البرازيلي فيرمينو، ولكنه فرض على لاعب شرطاً غريباً، إذ لا يحق للهداف البرازيلي تفعيل الشرط التسريحي في عقده في حال أراد التعاقد مع أرسنال، حيث لا ينطبق الشرط على فريق "المدفعجية"، في إشارة واضحة إلى حجم العداوة بين الفريقين.
وتكررت عدة شروط أخرى في عقود اللاعبين في السنوات الأخيرة، إذ تضع الأندية شروطاً مختلفة من أجل تحقيق المكاسب المالية، وخاصة منها عقود الأهداف مثل المنح في حال التأهل لدوري الأبطال أو عدد الأهداف وغيرها.