عقوبة غير مسبوقة بحق الملغاشي أحمد أحمد رئيس الاتحاد الأفريقي

24 نوفمبر 2020
إيقاف أحمد أحمد عن عمله (Getty)
+ الخط -

نهاية مأساوية وعقوبة نارية غير مسبوقة فرضتا نفسيها على أسرع تجربة في التاريخ المعاصر لأي رئيس تولى عرش إدارة كرة القدم الأفريقية، عقب القرار المثير الصادر من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ممثلتين في إيقاف أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقي، لمدة 5 سنوات كاملة ومنعه من العمل في أي نشاط رياضي خلال تلك الفترة.

وجاء القرار ليغلق الباب تماماً أمام الملغاشي أحمد أحمد لخوض انتخابات الكاف المقبلة في عام 2021، وحرمانه من الدفاع عن منصبه لدورة ثانية على التوالي، ويسدل معه الستار عن أسرع ولاية لم تزد عن 3 سنوات و8 أشهر فقط لقاهر الكاميروني عيسى حياتو، رئيس الكاف السابق وصاحب الولاية التاريخية 29 سنة في الانتخابات الماضية.

وبإيقاف أحمد أحمد، باتت في حكم المؤكد مشاهدة رئيس جديد للكاف في دورة 2021-2025، ومن بين المرشحين المطروحين حالياً يتصدر الموريتاني أحمد ولد يحيى، رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم والاسم الواعد في كرة القدم الأفريقية والمدعوم من الاتحادات العربية الكبرى.

ويمثل إيقاف أحمد أحمد نهاية درامية لفترة سوداء في تاريخ "الكاف"، بعدما شهدت ولاية الملغاشي كوارث كبرى تصدرها إيقاف الكاف 6 أشهر وتعيين لجنة إدارية مشرفة من "فيفا" برئاسة فاطمة سامورا للتحقيق في الأمور المالية، والتي كشفت عن مخالفات كبرى ارتكبها المكتب التنفيذي، ورصدت مخالفات مالية لأحمد لأحمد تخطت مليون دولار، بخلاف إهدار موارد الكاف في تقديم ما يسمى "هدايا مالية" في صورة دعم لرؤوساء الاتحادات الأهلية لضمان الولاء.

وكان أحمد أحمد انتخب رئيسا للكاف بوصفه الرجل الشريف الذي ينهي حقبة حياتو الصعبة، والذي خاض انتخابات 2017 مدعوما من جانب غياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، ضد حياتو، بخلاف نجاحه في الحصول على دعم كبرى الدول في القارة من بينها مصر، وهي التي كان لها صدام حول حقوق بث فضائيات المباريات، بخلاف تلميحات حياتو بنقل المقر التاريخي للكاف من مصر، ما ساهم في فوزه الكبير، أي أحمد أحمد، في انتخابات 2017، ولكنه فقد سريعا تعاطف الكثير من الاتحادات بسبب قراراته، وأبرزها زيادة عدد منتخبات أمم أفريقيا إلى 24 منتخباً بدلاً من 16، ونقلها للإقامة صيفا بدلا من الشتاء.

كما حدث في مصر 2019، وهي التجربة التي ثبت فشلها في ظل ارتفاع درجات الحرارة في القارة السمراء بصورة تهدد مستقبل البطولات، وبالفعل تم تعديل الموعد في نسخة الكاميرون 2022، لتقام في الشتاء من جديد، والأمر نفسه ينتظر تطبيقه بعد انتخابات الكاف المقبلة في ظل الظروف المناخية المعروفة في أفريقيا منذ عقود، والتي تفرض إقامة المباريات بشكل أكبر في الشتاء.

وأثار أحمد أحمد جدلاً أكبر عندما قرر إلغاء عقد البث الفضائي لصالح شركة لاغاردير، الموقع لثماني سنوات مقبلة، ووعد بتقديم عقود أكبر في المرحلة المقبلة، لكن من دون جدوى، وشهدت أفريقيا في ولايته واقعة غير مسبوقة تمثلت في إلغاء مباراة الترجي التونسي والوداد المغربي في نهائي 2019 لدوري أبطال أفريقيا، أكبر البطولات على صعيد الأندية، بسبب تقنية الفيديو التي ظهر أنها معطلة، ورفض الوداد استكمال المباراة وانسحب بعد خلاف تحكيمي كبير في مشهد مثير.

ويعتبر الراحل عمرو فهمي، سكرتير عام الكاف السابق والمرشح المصري لرئاسة الاتحاد الأفريقي، هو بطل واقعة إيقاف أحمد أحمد بعدما خاض معركة قانونية شرسة ضده بين عامي 2018 و2019، كلفته عزله من منصبه للتخلص منه قبل وفاته بأسابيع قليلة عقب تعرضه لأزمة صحية.

كما وحرك عمرو فهمي دعوى قضائية في المحاكم الفرنسية، بالإضافة إلى شكوى رسمية في "فيفا"، ضد أحمد أحمد، اتهمه خلالها باستغلال منصبه في تحقيق ثروة غير شرعية وإهدار موارد الكاف المالية، وذلك في حقوق البث الفضائي، بخلاف نقل شكاوى الموظفات في الاتحاد عن تعرضهن للتحرش الجنسي من رئيس الاتحاد طيلة الفترة التي انتخب فيها رئيساً.