عاش نجم المنتخب الجزائري ونادي مانشستر سيتي رياض محرز أسبوعاً سيئاً للغاية، وذلك عقب إبعاده من قبل مدربه بيب غوارديولا عن القمة الإنكليزية الكبيرة، بين السيتي وليفربول، وجاءت خطوة المدير الفني الإسباني مخالفة للتوقعات، حيث اعتمد كثيرا على نجم "الخضر" منذ بداية الموسم في عدة محطات، إلا أن إبعاد اللاعب عن هذا اللقاء دون الاكتفاء بوضعه على كرسي الاحتياط، كان مفاجئاً لكل المتابعين.
مدرب "الخضر" جمال بلماضي، لم يكن دبلوماسياً في تصريحاته حول هذه النقطة، كاشفا مدى تأثر قائده محرز بسبب قرار المدرب، وأكد أن الأخير لم يتجرع الأمر بتاتاً، مضيفا أن هذا الأخير لاعب محترف وسرعان ما سيتجاوز هذا الأمر.
كلام بلماضي ظهر جلياً خلال مباراة المنتخب الجزائري ضد نظيره زيمبابوي، والتي شهدت تألق النجم رياض محرز، بتقديم كرة الهدف الثاني للاعب غلطة سراي سفيان فيغولي، وتسجيل الهدف الثالث بطريقة مميزة.
ورغم تاريخ الإسباني غوارديولا مع جميع الأندية التي دربها، غير أن محرز لم يجد ضالته بعد مع هذا المدرب، الذي عرف مشواره مع الأخير، تذبذباً كبيرا في المستوى، وازدات الأمور سوءا بعد غيابه عن التشكيل الأساسي لفريق مانشستر سيتي، رغم المستويات الجيدة التي يقدمها اللاعب في معظم الفرص التي منحت له، وهو ما جعل الجماهير الجزائرية تصف مدرب برشلونة السابق بالعنصري، مستمدة هذا من تصريحات صحافية سابقة للنجمين الأفريقييّن، العاجي يايا توريه والكاميروني صامويل إيتو.
وبعيداً عن العاطفة، فإن مشكلة رياض في ناديه وضحها مدرب "الخضر" جمال بلماضي، هذا الأخير تمكن من إعادة البريق للاعبه مع المنتخب الجزائري بعد أن فشل في وقت سابق في تقديم مستويات تليق بالاسم والتاريخ الذي كتبه في الدوري الإنكليزي، في عز تألقه مع نادي ليستر سيتي.
بلماضي عرف كيف يعيد الثقة لنجمه، بداية بجعله قائدا للفريق، معطياً إياه المكانة التي يستحقها، كونه اللاعب الأبرز والأعلى قيمة من حيث المستوى، بعد أن عاش لسنوات في ظل لاعبين آخرين على غرار ياسين براهيمي وإسلام سليماني، كما منحه الثقة الكاملة داخل المستطيل الأخضر، وعمل معه نفسيا وذهنيا كثيرا، على حد قول المدرب في تصريحات سابقة لقناة "بي إن سبورتس".
الثقة التي يجدها محرز مع "الخضر"، هي نفسها التي كان يحظى بها مع نادي ليستر سيتي رفقة المدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري، وهي العامل الأساسي الذي جعل اللاعب يقود منتخب بلاده إلى التربع على عرش "القارة السمراء"، ويحصد رفقة فريقه السابق لقب البريمييرليغ، وهي نفس العامل الذي يفتقده محرز مع الإسباني بيب، الذي دائما يجعل من لاعبه كبش فداء في حال ساءت النتائج، فإما يخرجه من المستطيل الأخضر، أو يضعه على كرسي الاحتياط، أو يبعده تماما كما حدث في آخر لقاء، لذلك عذراً غوارديولا فإن محرز يجد مع بلماضي والخضر مالا يجده معك، وهي الثقة.