يمرّ الاثنين، 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، عام على انطلاقة نهائيات كأس العالم التي أقيمت في قطر، في حدث تاريخي ساهم بشكل كبير في إعادة الاعتبار إلى المسابقة الأقوى عالمياً في كرة القدم.
وفي الواقع، فإن ضربة البداية لهذه المسابقة حملت أبعاداً رمزية عديدة، أولها أن الدول العربية قادرة على تنظيم أفضل مسابقة في العالم، فقد كسبت قطر رهان تنظيم البطولة لتقدم أول نسخة عربية اعتبرت من الأفضل في تاريخ البطولة العالمية، ونالت إعجاب العديد من المسؤولين والمعلقين فضلاً عن الجماهير.
فالنجاح في مونديال 2022 كان جماهيرياً بحضور ضيوف الدوحة من كل البلدان بأعداد كبيرة، وكذلك تنظيمياً بتوفر ظروف مثالية لكل المنتخبات والجماهير، إضافة إلى النجاح الرياضي بمتابعة نسخة قد تكون الأفضل فنياً، إضافة إلى النجاح الثقافي الهائل، بعد نسخة خالية من النقائص ومن الأزمات، تمتع خلالها العالم بعرض مميز.
وتُعتبر نسخة قطر حدثاً مميزاً في تاريخ كرة القدم، بعد أن اتضح أن البطولات القوية لا تحتاج إلى بلدان لها مساحة كبيرة، بل إلى أفكار ومشروع متكامل يضمن توفير كل فرص النجاح.
ونسخة قطر كانت تاريخية، لأنها فتحت الباب أمام بلدان عربية لتحاول السير على خطى قطر من أجل تنظيم البطولة، وهو ما حصل فعلاً، فقد حظيت المغرب رفقة البرتغال وإسبانيا بفرصة تنظيم البطولة في عام 2030، في وقت ستنظم فيه السعودية نسخة 2034.
كما أن دورة قطر أحدثت تحولاً واضحاً، حيث رفعت سقف التحدي أمام كل البلدان التي ستنظم البطولة مستقبلاً، ذلك أن المنشآت التي وفرتها قطر، وكذلك الإمكانات اللوجستية التي وضعتها تحت تصرف المنتخبات والجماهير، ستجعل كل البلدان مطالبة بالسير على منوالها مستقبلاً، ذلك أن المقارنات ستكون لصالح نسخة قطر بلا شك، التي كانت بطولة مثالية سيحاول الجميع تقليدها دون معادلتها.