لم يتبق من عام 2020 إلا ساعات قليلة، إذ يستعد العالم أجمع للدخول بالعام الجديد بأحلام وأمنيات مختلفة بعد عام من الحرب مع فيروس كورونا والتغييرات الكبيرة التي شهدتها دول العالم بسبب الأزمة المالية التي سببها الفيروس.
وكان للرياضة نصيب كبير لمآسي عام 2020، بعد الاضطربات الكبيرة وإلغاء العديد من المسابقات القارية والدولية، وحرمان الجماهير من دخول الملاعب، فضلاً عن رحيل العديد من أساطير ونجوم اللعبة بسبب فيروس كورونا.
وعاشت الرياضة العراقية عام 2020، بأجواء من الحزن والصدمات المتوالية نتيجة وفاة العديد من نجوم كرة القدم نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.
ورغم إصابة العديد من لاعبي ونجوم العراق بفيروس كورونا، إلا أنهم نعموا الشفاء التام، في وقت خطف الموت أربعة من أهم الأسماء في تاريخ الكرة العراقية.
وكانت الصدمة الأولى للجماهير العراقية بوفاة لاعب منتخب العراق السابق والمدرب الكروي علي هادي بالثاني عشر من حزيران/يونيو نتيجة مضاعفات فيروس كورونا. خبر صدم الجميع وجعل رياضة العراق تعيش في خطر كبير لما هو قادم من فقدان نجومها.
ورحل علي هادي الملقب "بصوت الفقراء" عن عمر 54 عاما والذي كان دائماً صوته عاليا تجاه الفقراء والالتفات إليهم من قبل المسؤولين عن الحكومة العراقية، حيث سبق للمدرب الراحل الإشراف على العديد من الأندية أبرزها القوة الجوية والطلبة وكذلك منتخب العراق للناشئين.
ولم تمر سوى أيام قليلة ليتلقى العراقيون صدمة ثانية موجعة بوفاة أسطورة كرة القدم العراقية أحمد راضي بالحادي والعشرين من شهر حزيران/يونيو، بعد معاناة مع فيروس كورونا، ليفارق الحياة في أحد مستشفيات العاصمة بغداد وقبل ساعات من موعد نقل إلى العاصمة الأردنية عمان لتلقي العلاج هناك، وخسر العراق أسطورة كرة القدم، وصاحب الهدف المونديالي الوحيد لأسود الرافدين في مونديال المكسيك 1986.
وصُدمت الجماهير العراقية في ساعة متأخرة بالتاسع من تموز/يوليو بوفاة حارس فريق الطلبة كرار إبراهيم، فيما كشف التحقيق أخيراً عن تعرض الحارس لنوبة قلبية مفاجئة، ليفارق الحياة، هذا وسبق للحارس كرار ابراهيم أن مثل المنتخبات العراقية خلال السنوات الماضية.
وتوالت الصدمات للرياضة العراقية، بوفاة أسطورة منتخب العراق سابقاً، ناظم شاكر، في أحد مشافي محافظة أربيل في إقليم كردستان بالحادي عشر من أيلول/سبتمبر نتيجة مضاعفات فيروس كورونا.
وبحسب رئيس الفريق الطبي الدكتور محمد وهيب، الذي أشرف على الحالة الصحية لأسطورة منتخب "أسود الرافدين" الراحل، فإنه "عانى كثيراً من مضاعفات فيروس كورونا، الذي أثر على قلبه بشكل كبير".
وخسرت الكرة العراقية نجماً آخر في الشهر الأخير من عام 2020، بعد وفاة لاعب منتخب العراق الأسبق لكرة القدم ومدرب فريق الكرخ الحالي عبد الكريم سلمان عن عمر 55 عاماً، نتيجة مضاعفات فيروس كورونا.
وشيع جثمان سلمان في ملعب "الساحر أحمد راضي" ملعب الكرخ سابقاً، وسط بكاء وحسرة اللاعبين وجميع العاملين في النادي، قبل نقله إلى إحدى مقابر العاصمة بغداد.
ويُعد سلمان واحداً من المدربين المميزين في الكرة العراقية خلال السنوات الأخيرة، نظراً للنتائج المميزة التي حققها مع الناديين اللذين أشرف على تدريبهما وهما الطلبة وفريق الكرخ، بفضل فكره التكتيكي العالي واعتماده على اللاعبين الشباب.