صلاح في باريس.. هل هي النهاية أم بداية مشوار جديد؟

08 مايو 2021
صلاح قد يترك ليفربول نهاية الموسم الحالي (Getty)
+ الخط -

الحديث عن إمكانية مغادرة كيليان مبابي باريس سان جيرمان في نهاية الموسم باتجاه الريال، أشعل وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي في فرنسا وإسبانيا وإنكلترا، وكذا في مصر والعالم العربي، لأن قرب رحيل النجم الفرنسي ارتبط بتسريبات تتحدث عن انتقال نجم الكرة المصرية ومهاجم ليفربول محمد صلاح إلى النادي الباريسي في صفقة غير متوقعة تماماً، رغم إبداء مهاجم ليفربول رغبته في الرحيل إلى الريال أو البارسا قبل موسمين من نهاية عقده مع الريدز، في وقت لم يخف من جهته كيليان مبابي رغبته في الرحيل بدوره عن القلعة الباريسية قبل موسم واحد من نهاية عقده، مما وضع إدارة باريس سان جيرمان في وضع لا تحسد عليه بسبب رفضه التجديد، ما يدفعها إلى الاستغناء عنه نهاية هذا الموسم والاستفادة من مبلغ تحويله لانتداب محمد صلاح وتجنب مخالفة قواعد اللعب النظيف.

الباريسي يتوجه للاحتفاظ بنجمه البرازيلي نيمار إلى غاية 2026، رغم خروجه من نصف نهائي دوري الأبطال، لكنه قد يخسر بطولة الدوري المحلي لصالح ليل، ويخسر مهاجمه كيليان مبابي، لذلك يصارع الزمن لتعويض رحيل الدولي الفرنسي باستقدام محمد صلاح الذي سيكون بمثابة تدعيم نوعي كبير يسمح للنادي الباريسي بالحفاظ على توازنه، ولصلاح بإعادة بعث مشواره في دوري آخر بعد موسم غير موفق مع ليفربول الذي لم يحرز أي لقب، وقد يغيب عن مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، وهو الأمر الذي يدفع صلاح للبحث عن فريق آخر، في وقت يعتقد البعض الآخر من المتتبعين أن اللعب في الدوري الفرنسي لن يخدم محمد صلاح، خوفاً من أن يحدث له نفس ما حدث لنيمار بعد مغادرته البرسا إذ تراجع مستواه وتعرض لعديد الإصابات رغم بلوغه نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي ونصف النهائي هذا الموسم.

من جهته، يرفض مبابي التجديد ويريد مغادرة "البي اس جي" نحو الريال، بعد أربع سنوات قضاها في النادي الباريسي الذي استقدمه سنة 2017 من موناكو مقابل 180 مليون يورو، رغم العرض المغري الذي قدمته إدارة النادي لنجمها براتب شهري يصل إلى 3 ملايين يورو، حسب صحيفة ليكيب الفرنسية، لكن الفتى الذهبي طالب بالرحيل بحثاً عن فضاءات أخرى تسمح له بالتألق في دوري أكبر وأقوى، وبالضبط مع فريق من حجم الريال الذي يريده بقوة، ويسعى للاستفادة من خدماته حتى ولو كلفه ذلك الاستغناء عن إيدين هازارد وراموس وربما رافاييل فاران لدفع تكاليف استقدام مبابي التي تفوق 150 مليون يورو براتب سنوي يفوق 40 مليون يورو، يثقل كاهل خزينة الريال التي تأثرت أصلاً بتراجع المداخيل وتراكم الديون، خاصة منذ بداية تفشي وباء كورونا.

الأكيد أن قيمة صلاح الذي التحق بليفربول سنة 2017 مقابل 42 مليون يورو تضاعفت في سوق الانتقالات لتصل إلى 80 مليون يورو، وسيتقاضى في باريس راتباً أعلى منه في ليفربول، ويكون هدافاً للدوري الفرنسي لا محالة، لكنه لن يجد نفس مساحات اللعب أمام نواد فرنسية قوية بدنياً وتكتيكياً يتميز لاعبوها بالاندفاع واللعب الخشن الذي عانى منه نجوم كبار في السنوات الأخيرة، ولن يلقى نفس الهالة الإعلامية والجماهيرية التي كان عليها في ليفربول الذي فاز معه بدوري الأبطال والدوري المحلي وكأس العالم للأندية وبجميع الألقاب الفردية الممكنة. لذلك يعتقد بعض الملاحظين أن الانتقال إلى باريس سان جرمان سيكون نهاية لصلاح أكثر مما يكون بداية لعهد جديد مع التألق والتميّز والإنجازات الفردية.

مصير صلاح لا يزال مرتبطاً بليفربول الذي لن يستغني عنه من دون إيجاد البديل، خاصة أنه لايزال مرتبطاً معه بعقد إلى غاية صيف 2023، ومرتبط أيضاً برحيل مبابي من عدمه عن الباريسي نهاية هذا الموسم، والمطالب بالتجديد أو الرحيل بعد شهر من الآن، وإلا سينتقل حراً إذا لم يوافق النادي الباريسي على بيعه بحكم القوانين السارية، لتبقى القضية مفتوحة على كلّ الاحتمالات، مثيرة للتعاليق وردود الفعل المرحبة والمعارضة لمغادرة مبابي والتحاق صلاح بباريس. لكن الأكيد أن اللاعبين صارا في حاجة إلى تحفيز آخر ونفس جديد، ومتنفس آخر للاستمرار في العطاء، سواء مع ليفربول أو باريس سان جيرمان أو أي فريق آخر.

الأكيد أيضاً أن مبابي وصلاح لن يلعبا سويا في سان جيرمان، ولا حتى في الريال، لأن مصيرهما في مفترق طرق قد يبعث مشوارهما أو ينعكس سلباً على مستقبلهما الكروي في حالة تغيير الأجواء.

المساهمون