صديقي الذي يشجع جميع المنتخبات.. إلا إيطاليا

03 يوليو 2021
إيطاليا أطاحت بلجيكا (Getty)
+ الخط -

صديقي المشجع الألماني ومعه مساند للمنتخب الفرنسي في المقهى، يضع نرجيلته كلّ أمسية تلعب فيها إيطاليا، يدخن ضعف العدد الطبيعي، يحاكي اللاعبين عبر الشاشة يتوسلهم لإنهاء الأمور والتسجيل في شباك جيانلويجي دوناروما، لكنه يعود أدراجه في كلّ ليلة إلى بيته يجرّ أذيال الخيبة.

هي البطولة الأجمل بنظر السواد الأعظم في اليورو، الجميع يرى أحداثاً مثيرة تحبس الأنفاس، سأحاول ألا أشمل كافة المشجعين، لكن معظم من أعرفهم يقف ضد إيطاليا في كلّ مباراة تحديداً مشجعو ألمانيا وفرنسا، يعرف الغالبية قصة المنافسة الكروية بين الأزوري والماكينات تاريخياً، لا أحد إلا قلّة قليلة تتمنى فوز الآخر ببطولة ما، هو ككلاسيكو الأرجنتين والبرازيل.

مع انطلاق دور الـ16، واجهت إيطاليا النمسا، اصطف صديقي مشجع ألمانيا إلى جانب زميله مناصر فرنسا، كانا يتفاعلان مع كلّ كرة لأرنوتوفيتش وألابا بشكلٍ جنوني، لم أرهما حتى بهذه الحالة حين كان المنتخب الذي يحبانه يلعب، وكأن إيطاليا تشكّل عقدة بالنسبة لهما، لا أعلم ما السبب، لكنه أمرٌ غريب، وحالة لا بدّ أن تدرس أكثر.

خرج منتخب ألمانيا بعدها ومن ثم فرنسا من البطولة، وتوعدا إيطاليا بسيف بلجيكا، بدأت المباراة، العيون كانت تحدق إلى شاشة التلفاز بلهفة، خيبة أولى بقدّم باريلا ثم أخرى بلعبة "R2" من لورينزو إينسيني، ثم جاءت فرحتهما العارمة بركلة الجزاء، وانتقل الأول من بيروت إلى ميونخ وبرلين والآخر بات في مخيلته بباريس.

بقيا حتى آخر لحظة يتصرفان بذات الطريقة ومعهما مشجع للبرتغال، لا أعلم لماذا كان في صفّهما لكن في الحقيقة، شعروا بالصدمة بعد كرة سبينازولا ولوكاكو، كانت أمواج أحلامهم تتكسر عند دفاعات إيطاليا المتمثلة بجورجيو كيلليني وبقية المقاتلين، أو بالغرينتا التي كانت واضحة.

أضحكني أحدهم حين وقف بعد صافرة الحكم "والد جد جدي هاجر إلى إسبانيا وكان اسمه أليخاندرو" في إشارة إلى دعمه المطلق لإسبانيا ضد إيطاليا في نصف النهائي، سيبقون خلف أي منتخب يلعب ضد إيطاليا حتى نهاية البطولة، لكن الخيبة الكبرى ستكون بحال حقق الأزوري اللقب.

كرة القدم جميلة بكلّ اختلافاتها، لا أحد ينزعج من طريقة تشجيع أحد، لأن لكلّ واحدٍ منا ميوله الخاصة، التي نحترمها ونتفاعل معها، في ظلّ الأوضاع التي يعيشها الجميع في لبنان.

المساهمون