- الخلافات تعمقت بعد الإخفاق في كأس أمم أفريقيا، مع طلب السلطات برحيل المدرب ورئيس الاتحاد واستبعاد بعض اللاعبين، مما يشير إلى صراع بين السلطات العمومية والاتحاد الكاميروني لكرة القدم.
- الخلاف بين إيتو والرئيس بول بيا يعكس توترات سابقة ويتجاوز مجرد تعيين مدرب، مع توقعات بتصعيد الخلاف واحتمالية تدخل فيفا وإرسال الوزارة لجنة تفتيش، مما يعكس التحديات الكبيرة للكرة الكاميرونية.
كلّ شيء بدأ بإعلان وزارة الشباب والرياضة الكاميرونية تعيين البلجيكي مارك بريس مدرباً جديداً للمنتخب المحلي خلفاً للكاميروني ريغوبير سونغ، الذي غادر نهاية فبراير/شباط الماضي بعد الإخفاق في كأس أمم أفريقيا بساحل العاج، ما أثار حفيظة رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو (43 عاماً)، الذي رفض الاعتراف بالتعيين من دون استشارته، لأنه يتنافى مع المرسوم الرئاسي المتعلّق بتنظيم وتسيير المنتخبات الوطنية في الكاميرون، في حين استندت الوزارة إلى المادة التاسعة من اتفاقية 2015، التي تربط وزارة الرياضة والاتحاد، وتنصّ على صلاحيات الدولة في تعيين مدربي المنتخبات الوطنية.
الأمرُ ليس جديداً، حيث سبق للوزارة أن عينت من قبل على رأس المنتخب الكاميروني الهولندي كلارنس سيدورف، ثم البرتغالي أنطونيو كونسيساو، وبعدهما الدولي السابق ريغوبير سونغ، الذي أقيل من طرف الوزارة في شهر فبراير/ شباط الماضي من دون استشارة الاتحاد الكاميروني، انسجاماً مع القانون الكاميروني، وانسجاماً مع مبدأ "من يدفع الراتب هو الذي يعين ويقيل"، هذا الأمر دفع الرئيس صامويل إيتو للاستقالة، لكن أعضاء مكتبه رفضوا ذلك، عكس رغبة السلطات العمومية، التي كانت تطالب برحيل المدرب ورئيس الاتحاد، واستبعاد بعض اللاعبين بعد الإخفاق في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة.
رئيس الاتحاد الكاميروني صامويل إيتو كتب رسالة إلى وزير الرياضة مارسيس كومبي، عبّر له فيها عن رفضه تعيين البلجيكي مارك بريس من دون استشارة الاتحاد الذي يفقد سلطته على المدرب ولا يمكنه حينها تقييمه وإقالته إذا فشل، وراح يتوعد الحكومة بشكلٍ غير مباشر بالعقوبة من طرف فيفا، التي تحظر قوانينها التدخل السياسي في شؤون الاتحادات الكروية، ما يرشح الخلاف إلى مزيد من التصعيد، حتى ولو كان الرئيس الكاميروني بول بيا وراء تقليص صلاحيات رئيس الاتحاد وتعيين المدربين وإقالتهم.
الاختلاف في قراءة وتفسير الاتفاقية المشار إليها في بيان الوزارة واضح بين الطرفين، حيث تعتبر الوزارة أن من يدفع الراتب هو الذي يُعيّن، بينما يعتقد الاتحاد أن الاقتراح يأتي من الاتحاد والتعيين من الوزارة، لكن بعض القراءات تعتبر أن الأمر أكبر بكثير من اختلاف في القراءة، بقدر ما هو خلاف مع الرئيس الكاميروني بول بيا، الذي هاجم إيتو ولاعبي المنتخب الكاميروني بشكل مباشر بعد الإخفاق في "كان" ساحل العاج، ودفع بوزيره للرياضة إلى الواجهة في حرب تصريحات وبيانات متبادلة، لن تلغي تعيين المدرب قبل شهرين عن موعدين هامين في تصفيات كأس العالم 2026.
المتتبعون في الكاميرون يعتقدون أن ما يحدث هو امتداد للخلاف الذي ظهر إلى السطح بين بول بيا وصامويل إيتو، رغم أنّه كان الداعم الأول لوصوله إلى منصب رئيس الاتحاد، قبل أن يدفع به إلى الاستقالة التي ينتظر أن يعلنها قريباً، رغم شعبيته، ورغم قربه من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، بعد أن بلغ الخلاف درجة يصعب معها حلّه بالتوافق، حسب تقدير وسائل إعلام كاميرونية، تتوقع أن ترسل الوزارة لجنة تفتيش ومراقبة تسيير شؤون الاتحاد الكاميروني خلال عهدة إيتو، منذ 3 سنوات، أخفق فيها في التتويج بكأس أمم أفريقيا في الكاميرون، وخرج في الدور الأول من مونديال قطر، ثم في ثمن نهائي كأس أمم أفريقيا الأخيرة في ساحل العاج.