شكّل إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاعتراف بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، أمس الإثنين، صدمة كبيرة للعالم بشكل عام، كما للجماهير الرياضية، التي باتت تطرح الأسئلة، حول مستقبل نادي شاختار الأوكراني.
صحيح أن الصراعات السياسية تنعكس بشكل دائم على كل شيء، لكن يبقى وقعها على الرياضة أمراً مؤثراً، بسبب قاعدة الجماهير العريضة، التي تمتلكها الأندية، والآن مع قرار الرئيس الروسي، والأزمة مع أوكرانيا، بات اسم دونيتسك محط اهتمام مشجعي كرة القدم.
ويعد نادي شاختار دونيتسك الأوكراني، أحد أشهر الفرق في القارة "العجوز"، نظراً لمشاركته شبه الدائمة في دوري أبطال أوروبا، وهيمنته على الدوري الأوكراني (13 مرة حقق اللقب)، بالإضافة إلى تتويجه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 2009.
ويعيش شاختار الآن أزمة "الانتماء" إلى أوكرانيا، بعدما عرفته الجماهير نادياً أوكرانياً، قدم عدداً من الأسماء اللامعة، التي صالت وجالت في ملاعب كرة القدم الأوروبية، وعلى رأسها البرازيلي فيرناندينيو، ومواطناه ويليان، ودوغلاس كوستا، وغيرهم.
شاختار يتصدر الآن جدول ترتيب الدوري الأوكراني، برصيد 47 نقطة، متفوقاً على منافسه وغريمه الرئيسي دينامو كييف صاحب المركز الثاني، بنقطتين فقط، ما يعني أن قرار الرئيس الروسي سيضع الفريق المتصدر في موقف محرج للغاية.
شاختار دونيتسك يتبع للمنطقة الشرقية في أوكرانيا، ويتمتع هناك بشعبية كبيرة، وإدارة الفريق قامت في عام 2014، بنقل ملعبها إلى مدينة لفيف، حتى يخوض فيها المواجهات، نتيجة سقوط بعض القذائف على ملعبه، بعد قيام روسيا بالسيطرة على جزيرة القرم، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقررت إدارة الفريق في عام 2017، الانتقال إلى ملعب "ميتاليست"، بخاركيف (شمال غرب دونيستك)، إلا أنه اتخذ من المجمع الأولمبي في العاصمة كييف مقراً له، والدوري المحلي متوقف الآن، بسبب موجة الشتاء القاسية في مثل هذا الوقت من العام (يوقف لمدة شهرين، وتقوم الفرق بإجراء معسكرات خارجية).
معضلة "انتماء" شاختار ستبدأ في الـ25 من شهر فبراير/ شباط الحالي، عند استئناف الدوري الأوكراني لكرة القدم، خاصة أن نجوم الفريق من الجنسيات الأخرى، من الممكن أن يغادروا، نظراً للأزمة السياسية الكبيرة، التي تعصف بدونيتسك، عقب قرار الرئيس الروسي.
مشكلة إدارة شاختار ستكون بالقرار المرتقب، الذي ستقوم باتخاذه، لأنها تعلم جيداً عواقب عدم المشاركة في الدوري الأوكراني، والعقوبات التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، الذي سبق له في عام 2014 رفض مشاركة فرق جزيرة القرم بالدوري الروسي.
وأصبح الآن شاختار أمام امتحان كبير، إما إرضاء قاعدته الجماهيرية، والتخلي عن "الانتماء" لأوكرانيا ودوريها، والموافقة على قرار الرئيس الروسي، ما سيجعله عرضة للعقوبات، ومنها استبعاده من المشاركة بدوري الأبطال، أو رفض كل شيء، والاستمرار على وضعه الحالي، وهو أن يكون دائماً شاختار دونيتسك الأوكراني.