سيف الجزيري... رحلة صعود من ناد مصري مغمور إلى هداف المنتخب التونسي

31 مارس 2021
سيف الدين الجزيري مهاجم الزمالك (تويتر)
+ الخط -

بعد سنوات من محاولة إثبات الذات، أصبح سيف الدين الجزيري، مهاجم نادي الزمالك المصري، أشهر مهاجم تونسي وأمل نسور قرطاج في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في قطر 2022، ومنافسات كأس الأمم الأفريقية.

وقدّم سيف الدين الجزيري، الذي احتفل بعامه الثامن والعشرين في الثاني عشر من فبراير/ شباط الماضي، أوراق اعتماده بقوة مع تونس في مباراتي ليبيا وغينيا الاستوائية اللتين شهدتا تسجيله لـ3 أهداف، بات معها المرشح الأول لقيادة هجوم تونس مستقبلاً.

والطريف أن تألق الجزيري يأتي في وقت يثار جدل حول مدى نجاحه في الزمالك، بعدما كشف البرتغالي غايمي باتشيكو، المدير الفني السابق، النقاب عن رفضه التعاقد مع اللاعب بسبب عدم قيده في القائمة الأفريقية، لمشاركته مع المقاولون العرب، ناديه السابق، في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية.

ويعد سيف الجزيري "قصة كفاح" حقيقية ولاعبا مثيرا للجدل في الوقت نفسه، فهو بدأ مسيرته في ناد تونسي كبير هو الأفريقي، ولعب له 62 مباراة سجل فيها 6 أهداف، وصنع 5 أهداف، وهي أرقام بدت متواضعة لمهاجم ورأس حربة صريح، ورحل عن ناديه لينتقل إلى حمام الأنف، ويواصل التراجع قبل أن يحدث أول تغيير في حياته، عندما أعاد اكتشاف نفسه في الملاعب المصرية بانتقاله إلى نادي طنطا المصري في عام 2017 ليصبح هدافه الأول، فسجل 7 أهداف وصنع هدفين، لينتقل بعدها للعب في نادي المقاولون العرب، الذي خاض معه فترة ذهبية على مدار موسمين سجل خلالها 18 هدفاً وصنع 9 أهداف في 55 مباراة شارك فيها، وقاده للحصول على المركز الرابع في الدوري المصري، الموسم الماضي، والتأهل للكونفدرالية الأفريقية، ليبدأ في جذب الأنظار إليه، وخاصة نادي الزمالك، الذي حاول ضمه قبل بداية الموسم، ولكن لم يكتب للمفاوضات النجاح وقتها، بسبب تجميد مجلس إدارته برئاسة مرتضى منصور على خلفية مخالفات مالية.

وتأتي نقطة التحول الكبرى في حياة الجزيري في يناير/ كانون الثاني الماضي، حينما انتقل إلى صفوف الزمالك المصري معاراً لمدة موسم ونصف الموسم، مع أولوية الشراء مقابل 20 مليون جنيه مصري، وهي الصفقة التي منحت اللاعب دعماً كبيراً ووضعته في حسابات منذر الكبير، المدير الفني للمنتخب التونسي، مثلما اعتاد ومن قبله المدربون الذين قادوا نسور قرطاج على ضمّ محترفيه في الأهلي أو الزمالك، مثل علي معلول وفرجاني ساسي وحمدي النقاز في وقت سابق، ليتم استدعاء الجزيري لمنتخب نسور قرطاج في مباراتي غينيا الاستوائية وليبيا ويسجل 3 أهداف، ويصبح أساسياً في تشكيلة المدرب منذر الكبير.

ويمثل رأس الحربة والمهاجم رقم 9 أزمة كبرى في صفوف المنتخب التونسي خلال آخر 5 سنوات، وفشلت محاولات اكتشاف أكثر من مهاجم كبير مثل طه الخنيسي وهيثم الجويني، بسبب عدم تحمل الضغوط الجماهيرية الكبيرة، وفي الوقت نفسه غياب الدعم الكافي من المديرين الفنيين الأجانب، بالإضافة إلى لجوء منذر الكبير في بداية ولايته ومن قبله فوزي البنزرتي وآلان غيريس لتوظيف لاعبي الوسط كمهاجمين، مثل يوسف المساكني ووهبي الخزري وسيف الدين الخاوي في الكثير من المباريات الدولية، ومع تسجيل الجزيري 3 أهداف في مباراتين، بات مرشحاً بقوة للعب أساسياً.

المساهمون