ستسبب لنا المشكلات يا مبابي

02 مارس 2024
مبابي سيُغادر باريس سان جيرمان نهاية الموسم (Getty)
+ الخط -

بمناسبة حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي في قصر "الإليزيه" بحضور النجم الفرنسي كيليان مبابي على شرف أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، أثارت كلمات بسيطة قالها الرئيس الفرنسي لمبابي جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الفرنسية بعد أن قال له "ستسبّب لنا المشكلات".

وذلك في إشارة إلى قراره بمغادرة باريس سان جيرمان نهاية الموسم، اعتبرها بعضهم مجرد مزحة، وبعض آخر وسيلة ضغط على اللاعب حتى يبقى في باريس، ما فسح المجال أمام الكثير من التأويلات، خصوصاً أنها تمت أمام أنظار أمير دولة قطر الذي استقبل اللاعب بابتسامات عريضة، توحي بأن أمراً ما يُطبخ في السر لإقناع الجوهرة الفرنسية بمواصلة تجربته "الباريسية".

كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، وتفاعلت معه مصادر سياسية وأخرى رياضية، تؤكد رحيل مبابي نهاية الموسم، والذي اعتبره ماكرون في تقديرهم سبباً في مشكلات مع الجانب القطري الذي تربطه بفرنسا علاقات وطيدة، ترسخت أكثر منذ استثماره في النادي الباريسي، وعليه قال له "ستسبب لنا المشكلات".

وربما يقصد مشكلات فنية لفريق باريس سان جيرمان، خصوصاً بعد رحيل ميسي، فنيمار، ثم مبابي النجوم الذين تعلقت بهم الجماهير الفرنسية، وأعطوا للدوري الفرنسي زخماً ومستوى لم يسبق له مثيل، ولا يقصد بكلامه مشكلات سياسية أو استراتيجية مع دولة قطر التي تبقى أكبر من مجرد استثمار في نادي العاصمة باريس.

ماكرون الذي كان سبباً في تمديد مبابي لعقده مع باريس قبل سنتين عاد على هامش تدشين القرية الأولمبية الخميس الماضي ليؤكد أنه لم يسعَ لإقناعه بالبقاء مجدداً، ولم يتحدث معه بشأن مستقبله الكروي بمناسبة مأدبة العشاء التي أقامها على شرف أمير دولة قطر، لكنه لم يشرح مغزى كلامه، ما فسح المجال أمام التساؤلات وعلامات الاستفهام والقراءات المتباينة في هذا التوقيت الذي يتميز بالترقب الشديد لمستقبل مبابي الذي ينتهي عقده الصيف المقبل بعد 7 سنوات قضاها في العاصمة باريس حقق فيها العديد من البطولات والألقاب والجوائز الفردية التي جعلت منه أحد أهم اللاعبين في العالم وأبرزهم.

وكل هذه الأمور جعلت الأندية تتهافت إلى التعاقد معه وهو الذي أبلغ قبل أسبوعين إدارة ناديه وزملاءه بقراره مغادرة فريق باريس سان جيرمان نهاية الموسم دون تحديد وجهته، لم يعلن شيئاً آخر بعدها، لكن التسريبات الإعلامية تحدثت عن اتفاقه مع إدارة فريق ريال مدريد الإسباني على توقيع عقد مدته 5 سنوات مقابل مكافأة توقيع مقابل حوالي  30 مليون يورو في العام إضافة إلى حق الاستمرار في الانفراد بعائدات استغلال صورته بمفرده، على أن يمنح للنادي "الملكي" نسبة 20% عند توقيع عقود إعلانات جديدة، إضافة إلى امتيازات أخرى لم يتم تأكيدها أو نفيها، مثلما لم يؤكد لحد الآن انتقاله إلى ريال مدريد أو وجهة أخرى في نوادٍ كثيرة تتمنى استقدامه على غرار فريق ليفربول، مانشستر يونايتد، تشيلسي، وبايرن ميونخ.

الجملة التي قالها ماكرون والابتسامة العريضة لأمير دولة قطر، وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية، توحي على الأقل أن مبابي لم يوقع بعد مع ريال مدريد، وتفتح الباب أمام إمكانية تقديم عرض جديد من النادي "الباريسي" لنجمه، خصوصاً بعد أن نفى اللاعب بشدة اتفاقه النهائي مع ريال مدريد كما تم تداوله في وسائل الإعلام منذ أبلغ إدارة ناديه برحيله نهاية الموسم ، فهل تحدث المفاجأة، ويساهم الرئيس الفرنسي في إقناع نجمه بتجديد عقده مثلما فعل من قبل رغم أنه من مشجعي أولمبيك مرسيليا، أم أنها مجرد جملة عارضة ومزحة عابرة نُشرت في وسائل إعلام تائهة وسط شائعات وتأويلات وتخمينات متنوعة، ظهرت خصوصاً بعد تصريح المدرب لويس إنريكي للصحافة البارحة عندما قال بعد استبداله مع نهاية الشوط الأول لمواجهة موناكو: "يجب أن نتعود على اللعب من دون مبابي".

المساهمون