إسطنبول في سهرة السبت ستعيش أجواء خاصة. بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في آخر محطة من موسم وصل فيه الأقوى مانشستر سيتي الإنكليزي إلى النهائي وبجانبه الإنتر، الذي استثمر القرعة ووصل بجدارة لبلاد الأتراك.
الملاحظات، الأرقام، الأسماء، أعتقد أنها ليست مهمة، "الفينال" له حسابات خاصة في ظروفه، في تدبيره و تسييره، "الفينال" يُكسب ولا يُلعب! الكأس تُخطف ولا تُهدى، من الممكن وصف نهائي إسطنبول بالمثالي، في حضور الفريق الأقوى عالمياً بالوقت الراهن، بعبقرية المدرب بيب غوراديولا، الحريص على ثلاثية الموسم وثلاثية الأبطال بالنسبة له بعد غياب 12 عاما، ونجوم السيتي وحُلم دوري الأبطال.
قُلت نهاية مثالية أيضاً بوجود التاريخ الأوروبي، "الكاريزما" الإيطالية الممثلة في الإنتر الباحث عن لقب رابع، عكس ما ترونه من أفضلية السيتي، أنا أرى أن الإنتر من الممكن أن يفعلها. السيتي رغم قوته لم يخسر في الطريق أي مباراة، لديه أقوى هجوم وأفضل هدّاف فاز بالدوري والكأس، فريق ممتع وعنده مدرب "داهية".
لكن السيتي في مشواره لم يقابل الطليان، والإنتر ليس البطل، لكن من منظوري هو أقوى الطليان في أوروبا. حارس ممتاز، دفاع قوي، وسط ملعبه مميز، وهجوميا عنده التنوع، بوجود السرعة والقوة، مارتينز ولوكاكو، الأوراق موجودة لـ"النيرازوري"، الضغط على السيتي الذي ترشحه كل الدنيا لحيازة اللقب. الإنتر ليس لديه ما يخسره.
يقول لوكاكو إن أبطال 2010 زاروهم في المعسكر، ولاحظوا أن الأجواء تذكرهم بأيام النجمة الثالثة مع جوزيه مورينيو. المباراة متوازنة وكلمة السر فيها روح الإنتر ودهاء غوراديولا، فلمن الغلبة لثقافة البطل إنتر في أوروبا أم هي للحاكم الجديد السيتي؟
مدرب السيتي أقوى الحلول لـ"السيتيزنس" على دكة البدلاء الأقوى والأفضل، لكن في مشهد أخير للبطولة الإنتر قادر على الفوز. تاريخ النهايات شاهد على العصر. لو كانت الكأس دائماً للأقوى والمرشح لما فاز أستون فيلا، بورتو، ماجر على بايرن، ولما خسر يوفنتوس من هامبورغ، ولما انهزم ميلان أمام مرسيليا والأمثلة كثيرة ومثيرة.
الكرة على الميدان وفوق أرض مدينة إسطنبول التركية سترفع أعلام المتوج تحت سمائها. مانشستر سيتي قوي والأوراق في يده ولكن حذار، حذار أن يحرقها الإنتر!!