سالدانيا.. قصة صحافي وجد نفسه مدرباً لمنتخب البرازيل ورحل خلال كأس العالم

03 مارس 2022
الظاهرة رونالدو أمام تمثال للصحافي والمدرب السابق سالدانيا (فانديرلي ألميدا/فرانس برس)
+ الخط -

تاريخ البرازيل ذاخر بالمدربين الكبار الذين حققوا إنجازات كبيرة، نحن اليوم نعيش في العقد الثاني من الألفية الجديدة، لكننا سنعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، للحديث عن منتخب "السيلساو"، وقصة رجل استطاع أن يكتب تاريخاً مغايراً عن جميع من سبقه ومن أتى بعده.

بطل قصتنا اليوم هو جواو ألفيس جوبين سالدانيا، الذي ولد في 3 يوليو/تموز 1917 وتوفي في 12 يوليو/تموز 1990، عرف بأنه كان السبب في تأهل منتخب البرازيل إلى كأس العالم 1970 التي أقيمت في المكسيك، وحقق زملاء الجوهرة بيليه اللقب الثالث في تاريخ بلادهم، بعد الفوز على إيطاليا في النهائي بنتيجة 4-1.

بالعودة إلى سالدانيا، كان صحافياً برازيلياً ومن ثم مدرباً، لعب كرة القدم لفترة قصيرة مع فريق بوتافوغو، لكن لم تكن ناجحة إطلاقا.

بدأ مسيرته المهنية في عالم الصحافة وبات واحداً من أشهر كُتاب الأعمدة في عالم الرياضة في البرازيل، غالباً ما كان ينتقد اللاعبين والمدربين والفرق، وكان عضواً في الحزب الشيوعي البرازيلي الذي لم يكن شرعياً في ذلك الوقت.

في عام 1957 عيّنه نادي بوتافوغو مدرباً على الرغم من أنه كان يفتقر للخبرة، ففاز بصحبتهم بلقب ولاية ريو في ذلك الموسم، لكنه قرر الاستقالة في عام 1959.

بقي في عالم الصحافة، حتى تلقى دعوة مفاجئة وغير متوقعة لقيادة مُنتخب البرازيل في عام 1969، كان رئيس اتحاد كرة القدم البرازيلي حينها جواو هافيلانغ يريده كي يُخفف الضغط عن المنتخب الوطني، باعتبار أن سالدانيا زميلهم ولديه باع واسع في هذه المهنة.

تحت إمرته لم تعش البرازيل لحظات عصيبة، حققت الانتصار 6 مرات وبلغت مونديال 1970، لكن المدرب تعرّض لانتقادات علنية من قبل مدرب فلامنغو في تلك الفترة دوريفال يوستريتش.

بالعودة إلى تلك الحقبة، قيل بحسب برنامج "إسأل أليكس" البرازيلي، إنّ سالدانيا فقد شعبيته بسبب عدم رغبته في اختيار لاعبين مفضلين شخصياً للرئيسي البرازيلي آنذاك إميليو غاراستازو ميديسي، الذي كان في الحكم بعد مجلس حكم عسكري حكم البرازيل لفترة قصيرة إثر توتر حالة الرئيس البرازيلي الأسبق المارشال أرتور دا كوستا إي سيلفا، باختصار كانت البرازيل في تلك الفترة "ديكتاتورية عسكرية".

ورد لسالدانيا حينها أنّ ميديسي سيكون سعيداً برؤية اللاعب داريو في المنتخب، فأجاب المدرب - الصحافي: "حسنًا، لدي أيضًا بعض الاقتراحات لأعطيها له في خيارات الوزارة"، القشة الأخيرة التي أدّت إلى رحيل سالدانيا عن منصبه، كانت استقالة مساعده وتأكيده "من المستحيل العمل معه".

ترك سالدانيا منصبه وعاد إلى عالم الصحافة، غطى كأس العالم 1970 و1974 لتلفزيون غلوبو المحلي، وكأس العالم 1986 وكذلك 1990 لتلفزيون مانشيتي.

في اليوم التالي للتعليق على مباراة نصف نهائي إيطاليا والأرجنتين لكأس العالم 1990، دخل سالدانيا إلى مستشفى سانت أوجينيو في العاصمة الإيطالية روما، بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، وتوفي بعد ثمانية أيام.

المساهمون