مثّل نجاح رياض محرز مع فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي، وتألقه ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، مصدر اهتمامٍ كبيرٍ لدى الجماهير الفرنسية، إذ أصبح النجم الجزائري كابوساً لجماهير نادي العاصمة، فإن جماهير بقية الفرق وخاصة في مرسيليا تغنّت بإبداعاته بعدما أزاح غريمها الأول.
وطرح عدد من المواقع الصحافية الرياضية في فرنسا، سؤالا مهمّا بخصوص فشل "كشافي" الفرق الفرنسية في الانتباه إلى مهارات هذا اللاعب، وأعدت صحيفة "لوباريزيان"، تقريرا بخصوص عدم قدرة الأندية الفرنسية على اكتشاف موهبة محرز التي انفجرت لاحقا مع ليستر سيتي الإنكليزي، ذلك أن تسجيل محرز 3 أهداف في مرمى الباريسي بين الذهاب والإياب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، جعل الجميع يستغرب من جديد، بخصوص عدم قدرة أندية الليغ 1 على الفوز بخدماته، خاصة أن محرز خاض تجارب في كل الدرجات الفرنسية، إلا الدرجة الأولى الممتازة.
وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية، إلى أن العديد من الفرق لم تكن متحمسة للتعاقد مع الجزائري بسبب ضعف لياقته البدنية، فرغم سرعته وفنيّاته العالية، إلا أن الفرق كانت تبحث عن لاعب قوي بدنياً رغم حضور العديد من الكشافين ومواكبة مباريات محرز مع فريقه سارسيل.
واختار محرز الانتقال إلى فريق كويمبيريوس، الذي يلعب في القسم الرابع، مقابل الحصول على 750 يورو، ويقيم مع مثياس بوغبا شقيق نجم مانشستر يونايتد بول.
وكشفت الصحيفة أنه في سنة 2010، وبعد تألق محرز مع فريقه، رغب باريس سان جيرمان ومرسيليا في التعاقد معه لدعم الفريق الاحتياطي، ولكنّه رفض النادي الباريسي بما أنّه كان يرغب في اللعب لمرسيليا، وخضع لاختبار مع الفريق الثاني بإشراف المدرب فرانك باسي.
وذكرت الصحيفة أن محرز تألق بشكل لافت مع الفريق الاحتياطي لنادي الجنوب الفرنسي، إلى درجة أن المدير الرياضي للنادي خوزي أنيغو، الذي يتمتع بكل الصلاحيات، فضّل معاينته بنفسه بعدما وصلته أصداء مثالية عن هذا اللاعب ولكن مرسيليا لم يقدّم لاحقا أي عرض لمحرز.
واعترف باسي في حوار سابق مع صحيفة "ليكيب"، بأن الجميع كان ينتظر استمرار محرز مع الفريق أسبوعاً إضافياً على الأقل ولكن أنيغو كان حاسما، ليتم التخلي عن هذا اللاعب.
والتحق محرز لاحقا بفريق لوهافر في الدرجة الثانية، وهو الفريق الذي آمن به وساعده على إبراز مهاراته، وكان بوابته نحو الدوري الإنكليزي لينضم إلى ليستر سيتي، ويساعد الفريق على الصعود إلى الدرجة الأولى الإنكليزية ثم التتويج التاريخي بالدوري.
ورغم هذا النجاح في إنكلترا، فإن محرز ظل يحلم باللعب لفريق مرسيليا، وكشفت لوباريزيان أن وكيل اللاعب تواصل مع إدارة الفريق في 2014 من أجل التعاقد مع محرز ولكن الإجابة الصادرة عن رئيس النادي وقتها "فانسون لابرين" كانت صادمة، إذ ردّ على المراسلة قائلا: "هل تعتقدون أن لاعبين من ليستر سيتي أو اتحاد العاصمة لهم مكان في مشروعنا الرياضي الجديد في مرسيليا؟".
ومن الواضح إذاً أن فريق مرسيليا، فوّت على نفسه فرصة تاريخية للاستفادة من خدمات واحد من أفضل اللاعبين في العالم الآن، كما أن رئيسه السابق ارتكب خطأ قاتلا حرم بسببه الفريق من رياض محرز الذي نجح في رفع التحدي وأثبت للجميع علوّ كعبه.