زيدان يسعى لحُلمه: هل يتحول كابوساً لديشان؟

27 يونيو 2022
لعب زيدان مع ديشان في مونديال 1998 (نيكولاس توسكات/فرانس برس)
+ الخط -

يسعى زين الدين زيدان، مدرب نادي ريال مدريد السابق، إلى تحقيق حُلمه بأن يمسك الإشراف على قيادة الجهاز الفني لمنتخب فرنسا في يوم من الأيام، بعدما أصبحت وسائل الإعلام المحلية تضغط على رئيس الاتحاد لكرة القدم نويل لوغريت من أجل اتخاذ قرار بحق ديدييه ديشان، الذي فشل بالاحتفاظ بلقب دوري الأمم الأوروبية.

تصريح زيدان لصحيفة ليكيب الفرنسية، فتح الباب على مصراعيه، بعدما أصبح ديدييه ديشان مُهدداً بالفعل بمغادرة الجهاز الفني لمنتخب "الديوك"، عقب النتائج الصادمة في شهر يونيو/حزيران الحالي، وخروجه من بطولة دوري الأمم الأوروبية، عقب خوض الفريق 4 مواجهات لم يتمكن فيها من تحقيق الفوز على الدنمارك وكرواتيا والنمسا، بالإضافة إلى ضياع اللقب، ما جعل الجميع يدقون ناقوس الخطر، خصوصاً أنّ كأس العالم 2022 في قطر، سينطلق في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ويطمح "الديوك" إلى الدفاع عن لقبهم الذي حققوه في مونديال روسيا 2018.

ويبقى زين الدين زيدان المرشح الأول في الوقت الحالي من أجل استلام الجهاز الفني لمنتخب فرنسا، بعدما وجد ديشان نفسه محط انتقادات، بعدما احتفظ زيدان (53 عاماً)، بمنصبه طوال 10 سنوات، عقب توليه المسؤولية في صيف عام 2012، خلفاً لزميله السابق لوران بلان، بعد انتهاء منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم.

وخلال السنوات الماضية، قاد المدرب ديشان منتخب بلاده في 129 مواجهة، حقق الفوز في 83 مناسبة، وتعادل في 26 مرة، وتذوق طعم الخسارة في 20 مواجهة، فيما استطاع نجومه إحراز 264 هدفاً، وتلقت شباك حُراس المرمى 112 هدفاً.

وتمكن ديشان من قيادة منتخب فرنسا إلى تحقيق لقب كأس العالم 2018 في روسيا، ودوري الأمم الأوروبية في عام 2021، لكنّه عاش أياماً عصيبة للغاية مع "الديوك"، خاصة تلك الهزيمة في نهائي "يورو 2016" على أرضه وبين جماهيره ضد منتخب البرتغال وضياع حلم نيل اللقب القاري.

وتحولت فترة التوقف الدولي في شهر يونيو/حزيران الحالي إلى كابوس حقيقي يُهدد مكانة ديشان في الجهاز الفني لمنتخب فرنسا، ما جعل أحلام زيدان وطموحاته في منصب زميله السابق تقترب من التحقق، لكن السؤال يبقى هل تجري إقالة ديشان قبل أم بعد كأس العالم 2022 في قطر؟

عجز منتخب فرنسا عن تحقيق الفوز في المواجهات الأربع التي خاضها في دوري الأمم الأوروبية، وظهور "الديوك" بوجه شاحب للغاية أمام النمسا والدنمارك وكرواتيا، جعل الجماهير الفرنسية تصب جام غضبها على الجهاز الفني بقيادة ديشان، الذي لم يستطع الدفاع عن لقبه، ما يعني أن احتمال تكرار السيناريو في مونديال قطر ما زال قائماً.

صحيح أنّ دوري الأمم الأوروبية يعتبره البعض منافسة هامشية في القارة "العجوز"، لكنه بالنسبة للجماهير الفرنسية استطاع مداواة جراحهم، بعدما استطاع كريم بنزيمة قيادة "الديوك" إلى تحقيق اللقب في عام 2021، عقب الفشل الذريع في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في الصيف الماضي، وهو ما جعل وسائل الإعلام الفرنسية تطالب علانية رئيس الاتحاد المحلي بضرورة التدخل قبل أن يستيقظ الجميع على وقع فضيحة في مونديال قطر، وهي خروج المنتخب من دور المجموعات، كما حدث في كأس العالم التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.

لكن مع العودة إلى سجل ديشان، الذي استلم مهامه قبل 10 سنوات، تظهر الأرقام السلبية بأنها تعشقه في شهر يونيو/حزيران، بعدما استهل عمله مع "الديوك" بخسارتين في مواجهتين وديتين كانتا ضد منتخب أوروغواي والبرازيل في عام 2013.

وفي كأس العالم التي أقيمت في البرازيل عام 2014، حقق منتخب فرنسا نتائج جيدة في دور المجموعات، إلا أن "الديوك" وجدوا أنفسهم خارج المونديال عقب الخسارة على يد منتخب ألمانيا من دور الثمانية. وفي شهر يونيو/حزيران عام 2015، تعرضت الجماهير الفرنسية إلى صدمة كبرى، بعدما رأت منتخب بلادها يتعرض للهزيمة على يد منتخب بلجيكا ومنتخب ألبانيا.

وشنت وسائل الإعلام الفرنسية قبل انطلاق بطولة "يورو 2016" حملة كبيرة على ديشان وطالبت الاتحاد المحلي بضرورة تصحيح الأوضاع داخل "الديوك"، ليتمكن المدرب من قيادة فريقه بشكل مميز، حتى وصل إلى المواجهة النهائية، لكن الحظ أدار ظهره للجميع، بعدما خطف منتخب البرتغال اللقب بشكل دراماتيكي عبر هدف سجله إيدير لوبيز في الدقيقة 109 من الشوط الإضافي الأول، ما جعل رفاق كريستيانو رونالدو يرفعون الكأس أمام الجماهير الفرنسية، التي جرت أذيال خيبتها.

ومع عودة المواجهات الودية في شهر يونيو/حزيران عام 2017، تمكن منتخب فرنسا من الفوز على منتخب باراغواي ومنتخب إنكلترا ودياً، لكن الجماهير شعرت بالصدمة عقب الخسارة المفاجئة أمام منتخب السويد، الذي عقد مهمة "الديوك" في رحلة التأهل لمونديال 2018. لكن الحظ في كأس العالم 2018 بروسيا ابتسم أخيراً لديشان، الذي استطاع قيادة نجومه إلى تحقيق اللقب، واختتم المدرب شهر "النحس"، يونيو/حزيران، بفوز مثير للغاية على منتخب الأرجنتين بأربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف في دور الـ16 من المسابقة الدولية.

وفي الشهر نفسه الذي يخافه ديشان، في عام 2020، تلقى منتخب فرنسا خسارة مذلة على يد منتخب تركيا في التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأوروبية 2020، لتعود نغمة إقالته فوراً، إلا أن فيروس كورونا جعل المدير الفني يحظى بنوع من الراحة، عقب تأجيل المواجهات في شهر "النحس"، بسبب انتشار الوباء العالمي. وبعدما تأجلت بطولة "يورو 2020" لمدة عام، عاد ديشان إلى هوايته المفضلة، بعدما شاهد نفسه يخرج من المسابقة القارية بسيناريو غريب أمام منتخب سويسرا في دور الـ16.

المساهمون