زيدان.. رجلٌ يُتقن فنّ الرحيل

27 مايو 2021
زيدان أيقونة لريال مدريد لاعباً ومدرباً (ديفيد راموس/Getty)
+ الخط -

قرر زين الدين زيدان الرحيل أخيراً عن ريال مدريد الإسباني، بعد موسمٍ صعب خرج فيه الميرنغي خالي الوفاض على مستوى البطولات، لعدّة أسباب أبرزها الكمّ الهائل من الإصابات، التي أثقلت كاهل المدرب الفرنسي في مناسبات كبرى.

بعيداً عن هذا الموسم أو ما حققه زيدان خلال حقبته الثانية في ريال مدريد، التي بدأت في عام 2019، إثر الحقبة الأولى التاريخية، والتي شهدت التتويج بثلاثة ألقابٍ في دوري أبطال أوروبا، ثّبت زيدان مقولة وقاعدة تؤكد قيمته التي صنعها كلاعب ثم كمدرب.

قبل أيام قال مراسل قناة بي إن سبورتس جمال جبالي على الهواء مباشرة عبارة مهمة من الواجب التوقف عندها "زيدان لا يُقال... زيدان يستقيل"، بالفعل هي جملة مهمة تؤكد احترام الطرف الأول، أي إدارة نادي ريال مدريد لتاريخ وقيمة زيزو، صانع الإنجازات الكبرى، وصاحب الهدف التاريخي في مرمى باير ليفركوزن.

ظهر واضحاً للعلن احترام الريال الشديد لزيدان من خلال البيان الرسمي، صحيح أن هذه البيانات دائماً تكون ودية وتحمل نوعاً من الاحترام، حتى لو كانت الإدارة قد أقالت مدربها، إلا أنه يمكنك قراءة عبارة مهمة: "زيدان هو أحد أعظم أساطير ريال مدريد، وأسطورته تتجاوز كونه مدرباً ولاعباً في نادينا، إنه يعلم أنه قلب ريال مدريد، وأن هذا النادي سيظلّ دائماً منزله".

يعلم أنه قلب الريال.. عبارة بالفعل تؤكد أن الإدارة انتظرت قرار زيدان، هو من أراد في نهاية المطاف الرحيل بعد تفكير عميق، لكن الأهم أنه لم ينتظر إقالة ربما تكسبه أموالاً طائلة بينما هو جالسٌ في المنزل، لم يدفع الإدارة إلى فسخ عقده، زيدان كان أكبر من ذلك، يقرر الرحيل حين يرى الوقت المناسب.

في عام 2018 قال النجم المصري محمد أبو تريكة على تويتر في تغريدة في نفس السياق عقب تنحي الفرنسي من منصبه في المرة الأولى: "زيدان أستاذ الخروج من الباب الكبير... أتعبت من يأتي بعدك يا زيدان. جاء إلى ريال مدريد حينما لم يتوقعه أحد وذهب من الريال حينما لم يتوقع احد وبينهما حقق ما لم يحققه أحد".

صدق أبو تريكة ومعه جبالي، فعلاً زيدان أيقونة تتقن فن الرحيل...

المساهمون