رياض محرز... شكراً لهؤلاء

09 مايو 2021
لفت محرز الأضواء إليه بالموسم الحالي (Getty)
+ الخط -

اليوم يعيش النجم العربي رياض محرز في مرحلة النجومية الطاغية، وبات اسمه يتصدر كبريات الجرائد العالمية، بعد تألقه اللافت في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بتسجيله ثلاثة أهدف في هذا الدور، واحد في الذهاب واثنان في لقاء الإياب، ليكون الرجل الذي فصل في قمة الموسم بين مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان.

تألق محرز الملفت جعل الإعلام بصفة عامة يسلط الضوء عليه، وبصفة خاصة الإعلام الفرنسي، الذي لم يتجرع إقصاء الممثل الباريسي وعدم تأهله للنهائي لثاني مرة على التوالي، حيث تعمق كثيرا في الأمر، إلى درجة البحث عن الأسباب التي جعلت رياض محرز مجرد لاعب عادي في أيام لعبه بنادي لوهافر في القسم الثاني الفرنسي، وعدم اهتمام الأندية به، واعتبر ضياعه رفقة زميله السابق في ليستر سيتي نغولو كانتي بمثابة الخطأ الذي لا يغتفر لكشافي المواهب.

مشوار رياض محرز مرّ بمراحل كثيرة، وكانت فيه عديد من المحطات المهمة التي غيرت من حياته، لكن تبقى ثلاث منها الأكثر أهمية، والأمر يتعلق بثلاثة مدربين غيّروا مسار محرز من مجرد لاعب استعراضي إلى لاعب مهم جداً ومؤثر في حسم اللقاءات الكبرى.

شكراً كلاوديو رانيري، المدير الفني الإيطالي لنادي ليستر سيتي، والذي فتح له أبواب المجد، بعد جلبه لمحرزه و إنقاذه من الدرجة الثانية الفرنسية، التي ضاق بها رياض ذرعاً، لدرجة عرضه من طرف وكلاء لاعبين على نوادٍ جزائرية محلية. الانتقال إلى نادي ليستر جعل رياض ينتقل من الجناح الأيسر الذي يكتفي بالعرضيات إلى الجناح الأيمن الذي يبنى عليه كل اللعب، ثم إلى لاعب الوسط الحر الذي تكمن قوته في كراته نحو فاردي، ليحقق الصعود إلى "البريميرليغ" ثم الفوز بها، في موسم تاريخي لا يمكن للكرة الإنكليزية نسيانه.

شكرا بيب غوارديولا، محدث الكرة و فيلسوفها الذي يتمنى أي لاعب في العالم أن يتدرب تحت إشرافه، نظرا للمستوى التكتيكي الكبير للتقني الإسباني، الذي يركز على كل الحيثيات وإن كانت تبدو عادية، ويحاول جاهداً جعل الكرة لعبة تهتم بكل التفاصيل، رياض مع غوارديولا أصبح أكثر نضجاً من الناحية التكتيكية، وتحول من صانع الألعاب الحر إلى الجناح التكتيكي، الذي يلعب في العديد من المناصب، جناح، ولاعب ربط في الوسط، وصانع ألعاب وحتى رأس حربة وهمي، وهو ما جعل خطورة رياض تزيد و مستواه يرتفع.

 

شكرا جمال بلماضي، إن كان لأولئك المدربين الدور الأكبر من الناحية التكتيكية والفنية، فإن دور جمال كان فارقاً من الناحية النفسية والذهنية، فقد حول رياض من اللاعب الخجول فوق الملعب إلى القائد المثالي الذي يحمل على عاتقه عبء المباريات، ويسعى جاهدا لصناعة الفارق في الأوقات العصيبة، وهي الصفة التي تصنع اللاعبين الكبار وتميزهم، فذهنية رياض و تطوره من هذا الجانب جعلاه الفيصل في النصف النهائي لكأس أمم أفريقيا مع الخضر صيف 2019، وكذلك الحاسم في نصف نهائي دوري الأبطال هذا الموسم.

ولأن الحياة فرص، فإن رياض كان ذكياً واستغل كل الفرص التي منحت له، ولم يتبق أمامه إلا فرصة واحدة ليصبح الرقم واحد في الجزائر، ويدخل قائمة العمالقة في القارة الأفريقية، شريطة استغلال الفرصة وتحقيق لقب دوري الأبطال.

المساهمون