رغم وداع أتلانتا... إليكم حكاية مورييل بائع اليانصيب الذي خطف الأضواء

17 مارس 2021
مورييل نجم أتلانتا (Getty)
+ الخط -

 

رغم وداعه لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، من دور الـ8، بعد الخسارة ذهاباً وإياباً أمام ريال مدريد الإسباني، لكن فريق أتالانتا الإيطالي، قدم نفسه كواحد من أفضل فرق القارة العجوز، خصوصاً على مستوى الأداء.

فريق مدينة بيرغامو، قدم العديد من النجوم الكبار في المواسم السابقة، لكن بالتأكيد تصدرهم، الكولمبي المتألق لويس مورييل، الذي هز شباك الريال بكرة ثابتة مبهرة في لقاء الإياب، ليحرز هدفه رقم 10 عبر تسديدة من خارج منطقة الجزاء، منذ ظهوره الأول مع أتالانتا في 2019-2020، أكثر من أي لاعب آخر في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بجميع المسابقات.

النجم الذي نادراً ما تظهر الابتسامة على محياه، حظي أداؤه مع الفريق الإيطالي بإشادة كبيرة، لكن رغم تألقه بأرض الملعب، فقد جذبت مواقفه الإنسانية تعاطف الكثيرين.

وقبل مباراة الذهاب ضد ريال مدريد، قال مورييل في تصريحات صحافية: "في بعض الأحيان لا أشعر بالسعادة، لكني أحاول عدم إظهار ذلك".

النجم الذي أحرز 20 هدفاً في 36 مباراة هذا الموسم، والمعروف باسم لوتشو في بيرغامو، وبات نجم المدينة الآن، بدأت رحلته بالأهداف التي كان يسجلها في سن الخامسة، لكن خلال طفولته، كان المال مصدر قلق كبير لعائلته.

وبذل نجم الكرة الكولمبية ووالده، سائق سيارة الأجرة، جهوداً كبيرة للحفاظ على دخل الأسرة، حيث اعتاد الأب والابن بيع تذاكر اليانصيب في شوارع مدينة "سانتو توماس"، من أجل مساعدة لويس على دخول المدرسة ومواصلة تدريباته.

ولم يتجاوز راتب والده حوالي 20 ألف بيزو كولومبي (سبعة دولارات شهرياً)، لهذا السبب، نزل لويس الصغير إلى الشوارع لبيع الحلي التي صنعتها جدته باليد.

وبدأ مورييل مسيرته المهنية، وكان حلمه الأول في كرة القدم هو كسب المال لشراء سيارة أجرة جديدة لوالده، وهذا بالضبط ما فعله بعد حصوله على أول دفعة من راتبه رفقة فريق أودينيزي، حيث كانت الفرحة التي رآها في وجه أبيه كافية له، ليعرف أن كل تضحياته كانت جديرة بالاهتمام.

النجم الذي لم ينسَ قط، واقع المعيشة في مسقط رأسه كولومبيا، عاش بمفرده في بيرغامو عندما ضربتها جائحة "كوفيد-"19، وكانت المدينة الإيطالية الشمالية أحد أكبر المتضررين بها، لكن رغم كل شيء حرص على أرسال المساعدات إلى بلاده عندما وصل الفيروس إلى هناك.

وكتبت مورييل على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت تفشي الفيروس بكولومبيا "الفكرة ليست إثارة الذعر. رسالتي هي أن أحذرك من عدم الاستهانة بهذا الوضع، فقد يصبح الأمر معقدًا كما حدث هنا".

وواجه الكولومبيون مشاكل كبيرة من أجل الحصول على مساعدات حكومية، لكن مورييل، ومن خلال عائلته، قام بتسليمها في أنحاء مدينته، حتى أن والدته، إليزابيث فروتو، قادت شاحنات توصيل محملة بالطعام والأدوية والمواد الأساسية الأخرى.

 

المساهمون