رغم حرب الإبادة.. الفلسطينيّون تابعوا نهائي يورو 2024 وشجعوا إسبانيا

15 يوليو 2024
علم فلسطين في العاصمة الإسبانية مدريد، 15 مايو 2021 (غابرييل بويز/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **متابعة يورو 2024 في غزة رغم الظروف الصعبة**: أظهر مشجعو الرياضة في فلسطين اهتماماً كبيراً ببطولة أمم أوروبا "يورو 2024"، رغم تأثير حرب الإبادة الإسرائيلية على حياتهم اليومية. تابعوا المباراة النهائية بين إسبانيا وإنكلترا عبر الشاشات في مخيمات النازحين ومراكز الإيواء في قطاع غزة.

- **تشجيع منتخب إسبانيا لأسباب فلسطينية**: تعاطف الجمهور الفلسطيني مع منتخب إسبانيا في يورو 2024 لأسباب سياسية، بعد اعتراف دولة إسبانيا بالدولة الفلسطينية المستقلة. انقسم الجمهور الفلسطيني بين مشجع لنادي ريال مدريد وآخر لنادي برشلونة، مما زاد من دعمهم للمنتخب الإسباني.

- **الذاكرة التاريخية ودعم منتخب إيطاليا في 1982**: تعود ذاكرة الفلسطينيين إلى بطولة كأس العالم 1982، حيث أهدى منتخب إيطاليا المُتوج بالبطولة الكأس للفلسطينيين. البطولة تزامنت مع اجتياح الجيش الإسرائيلي لبيروت، مما جعل الفلسطينيين يشجعون المنتخب الإيطالي.

أظهر مشجعو الرياضة في فلسطين اهتماماً لافتاً ببطولة أمم أوروبا "يورو 2024"، على الرغم من تأثير حرب الإبادة الإسرائيلية على كلّ جوانب الحياة؛ فتابعوا المباراة النهائية التي جمعت منتخبي إسبانيا وإنكلترا عبر الشاشات في مخيمات النازحين، ومراكز الإيواء، في مناطق مختلفة من قطاع غزّة.

تابعوا يورو 2024 في مراكز الإيواء

شارك أهالي قطاع غزّة منشورات ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تجمعات لجماهير من مختلف الأعمار، لمتابعة المباراة التي توج فيها منتخب إسبانيا بطلاً لليورو، للمرة الرابعة في تاريخه، على حساب نظيره الإنكليزي. وقال الصحافي الفلسطيني أحمد حجازي، في حديث خص به "العربي الجديد": "أقمنا تجمعاً للجماهير في ملعب الشهيد محمد الدرّة، في مدينة دير البلح، بهدف الترفيه عن الناس، ومساعدتهم على متابعة المباريات؛ لأن الكهرباء وأجهزة نقل المباريات غير متوفرة عند معظم سكان قطاع غزّة، خلال هذه الأيام".

وأضاف حجازي: "أظهر سكان قطاع غزّة سعادة كبيرة بمتابعة المباريات، على الرغم من حالة الفقدان التي تسببت بها حرب الإبادة الإسرائيلية لمعظمهم، لا سيما أننا نعرض المباريات في مركز الإيواء بصورة مجانية، حيث تابع المباريات عدد كبير من الناس الذين أتوا من مناطق مختلفة في قطاع غزّة، وليس من الجماهير الموجودة في مركز الإيواء فحسب". وهذه ليست المرة الأولى التي ينظم فيها الغزيّون تجمعات لمتابعة مباريات كرة القدم، إذ حدث ذلك أثناء اشتعال المنافسة في الأدوار الإقصائية من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولا سيما في المباراة النهائية التي جمعت فريقي ريال مدريد وبوروسيا دورتموند، مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي.

شجعوا إسبانيا في يورو 2024 لأبعاد فلسطينية

تعاطف الجمهور الفلسطيني وجمهور كرة القدم في قطاع غزّة تحديداً مع منتخب إسبانيا في بطولة يورو 2024 لكرة القدم، لدوافع يمكن وصفها بـ "الفلسطينية"؛ وذلك بعد اعتراف دولة إسبانيا بالدولة الفلسطينية المستقلة، في كلمة ألقاها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في الثامن والعشرين من شهر مايو/ أيار الماضي، أشار حينها إلى أن اعتماد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية جاء تماشياً مع القرارات الأممية.

وتؤكد الباحثة الفلسطينية، هبة جهاد الغول، في حديث خصت به "العربي الجديد": "لا يمكن عزل كرة القدم عن السياسة، إذ يمكن، عن طريق اللعبة، إيصال رسائل سياسية عديدة، وإن دعم الجمهور الفلسطيني لمنتخب إسبانيا يمثل اعترافاً واضحاً من الفلسطينيين بأهمية الموقف الإسباني الداعم لإقامة دولة فلسطينية يستعيد معها الفلسطينيون جزءاً من حقوقهم". وأضافت الغول: "عنصرا الاحترام والإنسانية أهم ما في كرة القدم، وفي مثل هذه الظروف فإن كل من يقف إلى جانب الفلسطينيين يكون قد انتصر لإنسانيته، والفلسطينيون يحترمون أولئك الذين يلتفتون لهذا الجانب، حيث تابعوا وضع الحكومة الإسبانية، والشعب الإسباني، لقضايا الفلسطينيين على سلم الأولويات، فبات تشجيع منتخب إسبانيا من أولويات الفلسطينيين كذلك". وإلى جانب هذا العامل، فإن تشجيع الجمهور الفلسطيني لمنتخب إسبانيا، له أسباب أخرى، منها: انقسام الجمهور الفلسطيني بين مشجع لنادي ريال مدريد، وآخر لنادي برشلونة، إذ اعتاد الفلسطينيون تشجيع أحد الفريقين اللذين شكلا عصب تشكيلة منتخب إسبانيا، تاريخياً.

الذاكرة فُتحت على إيطاليا 1982

يشير عدد من المصادر التاريخية إلى أن منتخب إيطاليا المُتوج ببطولة كأس العالم 1982، أهدى كأس البطولة للفلسطينيين، وكانت البطولة التي احتضنتها إسبانيا قد جرت تزامناً مع اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت التي كانت تمثل معقلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، فتابع الفلسطينيون بطولة كأس العالم 1982 رغم ظروف الحصار القاتلة.

وفي ذروة اشتعال أجواء المباراة النهائية من البطولة بين منتخبي إيطاليا وألمانيا، انحاز الفلسطينيون لتشجيع المنتخب الإيطالي، وهذا ما أكده الكاتب اللبناني زياد ماجد، الذي ذكر في إحدى المقالات التي نشرتها مجلة الدراسات الفلسطينية في عام 2018، أن هناك عدداً من العوامل التي ساهمت في تشجيع الفلسطينيين لمنتخب إيطاليا في بطولة كأس العالم 1982، من بينها: "الأسلوب المحبّب للجنود الإيطاليين الذين وصلوا إلى العاصمة اللبنانية بيروت ضمن القوات متعددة الجنسيات لمراقبة وقف إطلاق النار، وخروج المقاتلين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تكوين القوات الإيطالية فِرقاً لكرة القدم لعبت لقاءات ودية مع شباب المخيمات الفلسطينية في لبنان". واعتاد الفلسطينيون القول إن منتخب إيطاليا أهداهم بطولة كأس العالم 1982، حين وُضع مجسم بطولة "كأس العالم" في مقر منظمة التحرير الفلسطينية، في العاصمة الإيطالية، روما، لمدة أسبوع كامل، تقديراً للجمهور الفلسطيني الذي شجّع الأزوري تحت أزيز الرصاص ودويّ المدافع.