استمع إلى الملخص
- مانشيني، الذي بدأ مع المنتخب في أغسطس 2023، لم يحقق النتائج المرجوة رغم تاريخه الناجح، وتناولت الصحف احتمالية رحيله وسط اهتمام من نادي ميلان.
- برزت أسماء مرشحة لخلافة مانشيني، منها زين الدين زيدان، مع توقعات بحسم القرار بعد مواجهتي السعودية مع أستراليا وإندونيسيا في نوفمبر.
تعرض الأخضر السعودي تحت قيادة المدرب الإيطالي، روبرتو مانشيني (59 سنة)، لانتقادات لاذعة، بسبب الأداء الضعيف والنتائج المخيبة، التي لم ترقَ إلى طموحات الجماهير السعودية وآمالها، إذ إن منتخبها تأهل إلى بطولة كأس العالم ست مرات، منذ نسخة 1994.
وتلقى المدير الفني الإيطالي، روبرتو مانشيني (59 سنة)، اتهامات وانتقادات شديدة، خاصة بعد الخروج المبكر من كأس آسيا 2023 بدولة قطر، من الدور ثمن النهائي، إثر الهزيمة أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة، وهو ما لا يليق بقيمة الكرة السعودية ومكانتهاعالمياً وآسيوياً.
وتزداد الأمور تعقيداً أمام الإيطالي مانشيني بخطر عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، نظراً إلى صعوبة الموقف للمنتخب السعودي بعد الجولتين الثالثة والرابعة، اللتين بدأتا بالخسارة أمام اليابان 0-2، وانتهتا بتعادل سلبي مع البحرين، ليحتل "الأخضر" المركز الثالث في المجموعة الثالثة، بعد أربع جولات من المرحلة الحاسمة من التصفيات، برصيد خمس نقاط من أربع مباريات.
وبدأ مانشيني بالتعادل 1-1 مع منتخب إندونيسيا بملعبه، والفوز 2-1 على الصين في بكين، ثم الهزيمة 0-2 أمام اليابان بالرياض، وأخيراً التعادل 0-0 أمام البحرين على استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة المشعة)، إذ خسر "الأخضر" سبع نقاط على أرضه، ويتصدر منتخب اليابان المجموعة برصيد 10 نقاط، ويأتي "الكنغر" الأسترالي ثانياً بخمس نقاط، والسعودية بخمس نقاط، ثم البحرين خمس نقاط كذلك، وإندونيسيا ثلاث نقاط، وأخيراً الصين بثلاث نقاط أيضاً.
الجدير بالذكر أن أول وثاني كل مجموعة من المجموعات الثلاث سيصعدان مباشرة إلى النهائيات، أما الثالث والرابع فسيدخلان في مباريات الملحق الآسيوي على مرحلتين، ثم الملحق العالمي.
وعند تقييمنا لتجربة مانشيني بعد 18 مباراة، تظهر النتائج ثمانية انتصارات، وسبعة تعادلات، وخمس هزائم، مما يعكس أداءً ضعيفاً وتكراراً للأخطاء في التشكيل، وعدم قدرة على اتباع أساليب اللعب المناسبة، ورغم محاولته إيجاد الحلول بـ 15 توليفة هجومية مختلفة، لم ينجح "الأخضر" في التسجيل خلال مباراتين متتاليتين، مما يبرز غياب الفاعلية الهجومية، رغم أن مانشيني دفع بكل من: سالم الدوسري وفراس البريكان ومروان الصحفي وأيمن يحيى وصالح الشهري، وقد حمّل المدرب الإيطالي اللاعبين مسؤولية الأداء، مؤكداً ضرورة منح اللاعبين الشباب المزيد من الفرص في دوري "روشن" السعودي، الذي يتيح مشاركة ثمانية لاعبين أجانب، وقيد اثنين تحت سن 21 عاماً.
ويُعد الإيطالي روبرتو مانشيني، المدرب الأعلى أجراً عالمياً بـ 24 مليون دولار سنوياً، يليه مدرب منتخب إنكلترا الجديد، الألماني توماس توخيل، بثمانية ملايين دولار سنوياً، ثم الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو بستة ملايين دولار مع المنتخب الأميركي، ويأتي رابعاً مدرب "المانشافت"، الألماني يوليان ناغلسمان بـ 5.2 ملايين دولار، ثم الإسباني روبرتو مارتينيز بـ 4.7 ملايين مع منتخب البرتغال.
وبدأت رحلة مانشيني مع المنتخب السعودي بالتعاقد معه، في أغسطس/ آب 2023، خلفاً للمدرب السابق، الفرنسي هيرفي رينار. ويُعتبر مانشيني الذي سطع نجمه لاعباً في أندية: سامبدوريا ولاتسيو الإيطاليين، وليستر سيتي الإنكليزي، مدرباً ذا تاريخ حافل بالنجاحات؛ فقد حقق إنجازات مميزة مع الأندية التي قادها، إذ نال كأس إيطاليا مع فيورنتينا، وأيضاً مع لاتسيو. وفي إنتر ميلان، تُوج بثلاثة ألقاب للدوري، واثنتين من الكؤوس، ولقبين للسوبر. كما قاد مانشستر سيتي الإنكليزي إلى الفوز بـ "البريمييرليغ" وكأس الرابطة والدرع الخيرية، وفي عام 2020، أضاف إنجازاً آخر إلى سجله المذهل بتتويجه بلقب أمم أوروبا مع منتخب بلاده "الآزوري".
وتناولت الصحف الإيطالية، ومن أبرزها "لا غازيتا ديلو سبورت"، مسألة رحيل مانشيني عن "الأخضر"؛ حيث أفادت بأن الاتحاد السعودي اتخذ قرار الانفصال بالفعل، بانتظار موافقة المسؤولين، كما أشارت الصحيفة إلى أن نادي ميلان يراقب الوضع من كثب للتعاقد مع مانشيني، خلفاً لمدربه البرتغالي، باولو فونسيكا، علماً بأن هناك مفاوضات لتسوية الأمور المالية المتعلقة بعقد مانشيني مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي يمتد حتى 2027، إذ يُقدّر الشرط الجزائي بين الطرفين بما يراوح بين 25 و30 مليون يورو، أي ما يقارب 120 مليون ريال سعودي. ويأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه المنتخب السعودي لمواجهتين مهمتين أمام كل من أستراليا وإندونيسيا في 14 و19 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على التوالي.
وتسود أجواء من التكهنات حول الأسماء المرشحة لخلافة الإيطالي مانشيني، مع بروز ثلاثة أسماء بارزة في السباق، أولهم الأرجنتيني رامون دياز، المدرب الحالي لفريق كورينثيانز البرازيلي، والذي يمتلك خبرة واسعة في الكرة السعودية، بعد قيادته أندية الهلال والنصر والاتحاد، أما الاسم الثاني فهو المدرب الحالي لمنتخب سيدات فرنسا، الفرنسي هيرفي رينار، والذي سبق له تدريب المنتخب السعودي من 2019 إلى 2023.
وقاد "الأخضر" السعودي إلى تحقيق انتصار تاريخي على الأرجنتين، بطل كأس العالم قطر 2022، في البطولة نفسها، مما يعزز حظوظه في العودة، لكن الاسم الأبرز والأوفر حظاً هو الفرنسي الأسطوري، زين الدين زيدان، بعد نجاحاته الباهرة مع ريال مدريد الإسباني، والذي رفض عروضاً مغرية من أندية كبرى ومنها: يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني، منذ مغادرته "الملكي"، عام 2021.
وكثُرت الأنباء مؤخراً عن مفاوضات مؤكدة مع زيدان، انتظاراً للموقف النهائي بشأن مانشيني، وقد يُحسم القرار بعد مواجهتي السعودية مع أستراليا وإندونيسيا، الشهر المقبل، نظراً إلى وجود فترة زمنية كافية للتفكير واتخاذ القرار قبل الاستحقاقات المقبلة، في مارس 2025.