ديلور وسليماني... الحق دائماً ينتصر

16 أكتوبر 2021
سليماني قدم درساً جديداً في التعلق بمنتخب الجزائر (Getty)
+ الخط -

الظاهر أن السجال الحاصل بخصوص قضية أندي ديلور سيتواصل لأسابيع أخرى، خاصة بعد الحقائق التي طفت على السطح أخيراً، وغيرت من معادلة الصراع القائم بين لاعب نيس الجديد ومدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي، بعد حديث هذا الأخير لإذاعة "آر. أم. سي" الفرنسية، والذي كشف فيه عن حيثيات جديدة جعلت موقف ديلور يضعف كثيرا، وفي نفس الوقت رفعت أسهم أسماء أخرى.

ومن بين هذه الأسماء، نجم ومهاجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي إسلام سليماني، الذي يعيش مرحلته الذهبية، بعد تحطيم رقم الأسطورة عبد الحفيظ تاسفاوت، بتمكنه من تسجيل الهدف 37 في مشواره الكروي مع منتخب الجزائر، وينصّب نفسه ملكاً فوق العادة ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ليصبح الهداف التاريخي لـ"الخضر" لكل الأوقات وهو الرقم الذي صمد لقرابة 20 سنة.

بروز اسم إسلام لم يكن فقط من ناحية التهديف، بل لموقفه الوطني الشهم، والذي بحسب مدرب الخضر، قد تلقى هو الآخر عرضاً من نادي نيس الفرنسي مع شرط عدم لعب كأس أمم أفريقيا مقابل الانضمام، لكن رده كان قوياً، بأن نادي الجنوب الفرنسي لن يحصل على تعهد مثل هذا حتى في الأحلام، كونه يعتبر منتخب بلاده خطاً أحمرَ لا يمكن تجاوزه بتاتاً.

ما فعله سليماني ليس جديد العهد عليه، فقد فعل نفس الأمر في فترة كورونا، حيث منعت معظم الأندية الفرنسية لاعبيها من الالتحاق بالخضر، وهي الذريعة التي استند إليها ديلور لتبرير غيابه، لكن لاعب نادي شباب بلوزداد سابقا، تحدى الجميع بمن فيهم رئيس نادي ليون جون ميشال أولاس، في سبيل الالتحاق بتربص المنتخب الجزائري وعدم تضييع فرصة حمل قميص الخضر ككل مرة.

ما فعله إسلام هو درس آخر يضيفه لمجموعة الدروس التي يقدمها هذا اللاعب في كل مرة، ويكشف من خلالها قيمة التعلق بالألوان الوطنية، وقوة الشخصية في سبيل الدفاع عن هذا التعلق والحب، وهو ما يجعل جدارته ببلوغ كل هذه الأرقام وتحقيق مشوار احترافي يحلم به كل لاعب، رغم كل حملات التشكيك والتنمر التي تعرض لها.

وحتى تتضح الصورة أكثر، فإن كلام بلماضي عرى ديلور ولم تعد لهذا الأخير أي حجة يختبئ وراءها، وأصبح موقفه ضعيفاً، وبيّن أن مهاجم نيس لم يحسب الأمور جيدا، فما وافق عليه هو رفضه غيره، وأنه كان الاختيار الثاني للنادي كتعاقد خليفة لسليماني. وهي نفس المكانة في المنتخب ضمن اختيارات بلماضي خلف سليماني وهذا الأخير خلف بونجاح، ما يثبت أن جمال لم يظلم لاعبه، وأن لغة الأرقام دائما منصفة وأن الحق يظهر ولو بعد حين. 

 

المساهمون