ديربي الرجاء والوداد.. صراع لبلوغ نهائي كأس العرش المغربي

09 يوليو 2023
لقطة من مباراة سابقة بين الفريقين في عام 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

لا صوت سيعلو في مدينة الدار البيضاء المغربية، مساء الأحد، في "ديربي" الرجاء والوداد، فالأحمر والأخضر يبحثان عن ترك بصمتهما واضحة في نصف نهائي كأس العرش المغربي في تمام الساعة السابعة بتوقيت مكة المركمة (الخامسة بتوقيت غرينتش)، وسيسخران كل المجهودات من أجل التأهل إلى المباراة النهائية لبطولة الكأس، لمواجهة الفائز بين فريقي نهضة بركان والفتح الرياضي. 

وسيبحث غريما العاصمة الاقتصادية للمغرب، من دون أدنى شك، عن إنقاذ الموسم الحالي، في مهمة لن تكون سهلة أمام تشكيلة المدرب الألماني زيبناور ومنافسه البلجيكي فاندبروك، إذ سيحرص الاثنان بكامل خبرتهما على إسعاد الجماهير داخل ملعب محمد الخامس، والبحث عن تقديم أفضل أداء وأجمل نتيجة في نهاية المطاف لتأمين العبور إلى المباراة النهائية.

وسيبحث كل من الرجاء والوداد عن تقديم الفرجة وإمتاع الجماهير، مع الحرص على نيل بطاقة التأهل إلى نهائي الأحلام، لذلك سيسخّر رئيس الرجاء محمد بودريقة، ومعه رئيس الوداد سعيد الناصيري، كل الإمكانات، بحثاً عن تحقيق أجمل تأهل لنهائي كأس المغرب، في مواجهة لن تكون سهلة على الفريقين، الأخضر والأحمر، اللذين يطمحان إلى أن يكونا عند حسن ظن جماهيرهما التي تتحدث في مواقع التواصل الاجتماعي عن صدام الديربي منذ أيام، خصوصاً مع استفادة الغريمين من وقت كافٍ للتحضير للقمة المنتظرة، التي لن يكون هامش الخطأ متاحاً فيها لأي طرف. فالرجاء يريد التصالح مع جماهيره بعبور حاجز الوداد، وأنصار الحمر لن يرتاح لهم بال حتى يتمكن فريقهم من إبعاد الفريق الذي يتنفس معه هواء مدينة الدار البيضاء عن طريق بلوغ النهائي.

من ينقذ الموسم؟

بعدما عجز الرجاء والوداد عن التتويج بلقبي بطولة الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا، يريد الفريقان الأخضر والأحمر إنقاذ الموسم الحالي عبر منافسة كأس العرش، لذلك سيشتد الصراع بين قطبي الدار البيضاء بحثاً عن ترك بصمتهما واضحة في دور نصف النهائي.

وكان فريق الرجاء عبر حاجز منافسه شباب المحمدية في دور ربع النهائي بهدفين لواحد، وسيبحث عن محاولة تكريس نجاحه ضد الوداد الذي تأهل إلى المحطة ما قبل الأخيرة من كأس العرش، بعدما أسقط الدفاع الحسني الجديدي (2 - 1)، لذلك سيحاول "النسور الخضر" و"فرسان القلعة الحمراء" استثمار كلّ المجهودات التي بذلوها هذا الموسم في منافسة الكأس من أجل انتزاع بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية، التي يريد الرئيس بودريقة بلوغها بأي ثمن، كي تكون عودته إلى الرجاء فاتحة خير على الفريق الذي يريد إعادته إلى الواجهة، شأنه في ذلك شأن سعيد الناصيري الذي يأمل ألّا يضيع الموسم الحالي ويخرج الحمر خالي الوفاض من دون المنافسة على أي لقب.

ألماني وبلجيكي على المحك

يريد مدرب فريق الرجاء زينباور أن يقود فريقه لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الوداد الرياضي، ويأمل الألماني صاحب الـ53 سنة أن يقدم إشارات قوية إلى قدرته على تحقيق نتيجة إيجابية، ورغم ذلك، لن تكون مهمته سهلة وهو يواجه البلجيكي فاندبروك، الذي يستفيد من معرفته بلاعبيه أكثر من ربان الرجاء الذي جاء للتو إلى الدار البيضاء.

ما بين المدرسة الألمانية والبلجيكية، سيحاول الرجاء والوداد أن يقدما الأفضل، ورغم أن لاعبي الفريقين يعانون من إرهاق نهاية الموسم، فإن زملاء أيمن الحسوني، الذين لم يهضموا بعد التفريط بنهائي كأس "الأميرة السمراء" ضد الأهلي المصري، يريدون تصحيح المسار على حساب الرجاء، الذي يريد عناصره جعل المأمورية أصعب.

فرصة جديدة للرجاء

يتذكر جمهور الرجاء الرياضي كيف أن فريقه تعرض للإقصاء من دور ربع نهائي بطولة كأس العرش في النسخة الماضية ضد الوداد الرياضي بهدفين سجلهما للوداد يحيى عطية الله وزهير المترجي، وعليه، سيحاول الفريق الأخضر ردّ الدين للغريم والتفوق عليه بحثاً عن التصالح مع جماهيره، التي لم تكن راضية هذا الموسم عن فريقها.

في المقابل، سيحاول الوداد تكريس التفوق وإطاحة الغريم من جديد، وهو الذي مرّ العام الماضي بمحاذاة التتويج بلقب كأس العرش الذي خسره لصالح نهضة بركان بركلات الترجيح. لذلك، لا يريد زملاء أيوب العملود أن يكتووا مجدداً بخيبة أمل، بعدم الوصول إلى المباراة النهائية من جهة، وبعدم إقصاء الغريم من جهة أخرى، لإسعاد الجماهير التي ربما تنسى قساوة عدم التتويج بأي لقب هذا الموسم، لكنها لن تنسى الخسارة في مواجهة "الديربي".

صراع أزلي

يحرص مسؤولو الرجاء، كما الوداد الرياضي، في مباريات "الديربي"، على لعب ورقة المال من أجل تحفيز لاعبي الفريقين على تحقيق نتيجة إيجابية. ولأن مواجهة اليوم، في نصف نهائي كأس العرش، تمثل واحدة من أكثر المباريات إثارة بالمغرب، لكونها فاصلة لتأمين العبور إلى النهائي الحلم، فإن عناصر الرجاء، كما الوداد، يبحثون عن تقديم أفضل انتصار، من أجل تحقيق استفادة مادية، سواء من الرئيس بودريقة أو الناصيري، ومن أجل عدم تضييع فرصة لعب النهائي، لما تملكه كأس العرش من رمزية.

المساهمون