خضر التوني... بطل أولمبي خلد اسمه في تاريخ مصر

22 يوليو 2021
خطف الراحل خضر التوني الأنظار إليه في أولمبياد 1936 (تويتر)
+ الخط -

"كم كنت أتمنى أن تكون ألمانيّاً، وأريد أن تعتبر ألمانيا وطنك"... عبارة عالقة في الأذهان الرياضية المصرية، تمثل علامة من علامات المجد التاريخي المضيء في عالم المشاركات بالدورات الأولمبية عبر التاريخ.

هذه هي مقولة أدولف هتلر زعيم ألمانيا النازية، خلال حضوره مراسم تتويج المصري خضر التوني، بطلاً لرفع الأثقال في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها العاصمة برلين في عام 1936.

 كان هتلر يراهن على ربّاعي ألمانيا في إثبات قوة الجنس "الآري"، وتحديداً عبر لاعبه، أزمير، الرباع الشهير، الذي كان مرشحاً للحصول على ذهبية وزن المتوسط في رفع الأثقال بالأولمبياد.

في تلك المنافسات الكبرى، نجح خضر التوني بطل مصر في حصد الميدالية الذهبية، وهو في التاسعة عشرة من عمره، وحقق رقماً قياسياً بمجموع رفعات تصل إلى 387.5 كيلو غراماً، ليجد هتلر نفسه يقف ويصفق تقديراً واحتراماً للتوني، بعد إعلان تتويجه على حساب بطل ألمانيا، ويتحدث معه عند مراسم توزيع الميداليات ويقول له عبارته الشهيرة: "كم كنت أتمنى أن تكون ألمانياً، وأريد أن تعتبر ألمانيا وطنك".

ويعتبر خضر التوني أحد أهم رموز الرياضة في تاريخ مصر، ليس فقط بسبب إنجازه في الدورة الأولمبية وحصد ميدالية ذهبية، بل لنجاحاته الأخرى، وعلى رأسها تحطيم الرقم القياسي الأولمبي عدة مرات في دورة برلين مقارنة بصغر سنه وقتها (19 عاماً)، وأطلق اسمه ضمن أبطال الأولمبياد في ألمانيا بنسخة برلين 1936.

وحرم المرض خضر التوني حصد ميدالية أولمبية أخرى، حينما كان يستعد لخوض منافسات دورة لندن 1948 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وعودة النشاط الأولمبي. ووقتها مرض بسبب التهاب في الزائدة الدودية، وقد تعرضت حياته للخطر، وكانت سبباً في اكتفاء التوني بالحصول على المركز الرابع.

وحقق خضر التوني العديد من الإنجازات الكبرى في عالم رفع الأثقال، أبرزها الفوز ببطولة العالم عام 1949، ثم الفوز بالبطولة نفسها في عام 1950، وتوفي في عام 1956، عقب تعرضه للصعق بالكهرباء بعد حدوث ماس كهربائي في منزله.

المساهمون