حلم البطولات الدولية يُغري النجوم ويدفعهم إلى وداع منتخبات قوية

30 ابريل 2024
العديد من النجوم غيروا جنسياتهم الرياضية (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نجوم كرة القدم يغيرون جنسياتهم الرياضية للمشاركة في بطولات دولية كبيرة مثل كأس العالم، مع أمثلة مثل محمود داوود وإبراهيم دياز الذين اختاروا تمثيل دول أخرى لضمان المشاركة.
- الرغبة في المشاركة ببطولات قارية مثل كأس أفريقيا تدفع اللاعبين لتغيير جنسياتهم الرياضية، مثل جيوفري كوندوبيا الذي اختار تمثيل منتخب أفريقي بدلاً من الأوروبي.
- تغيير الجنسية الرياضية يؤدي إلى مواقف فريدة كتمثيل أفراد من نفس العائلة لمنتخبات مختلفة، مثل الشقيقان بواتينغ والشقيقان ويليامز، مما يبرز التنوع الثقافي والجغرافي في كرة القدم.

يرغب نجوم كرة القدم في المشاركة في أهمّ البطولات الدولية، ولا سيما كأس العالم التي تُعتبَر حلم كل لاعب، بما تمثله من أهمية في مسيرته الرياضية، وهي رغبة دفعت العديد من اللاعبين إلى تغيير جنسيتهم الرياضية، بحثاً عن التمتع بفرصة خوض هذه التجربة، أو الحضور في البطولات القارية، خصوصاً بعد تقدمهم في السن وفقدان الأمل في المشاركة مع المنتخبات القوية في المسابقات المهمة.

وقد تزايد عدد اللاعبين الذين عمدوا إلى تغيير جنسيتهم الرياضية، وكان آخرهم محمود داوود الذي مثل سابقاً منتخب ألمانيا لكرة القدم، قبل أن يختار تمثيل منتخب سورية، بعد سنوات كان خلالها قادراً على أن يساعد في وصول منتخب بلاده الأصلي، إلى نهائيات كأس العالم، لكنّه فضّل انتظار دعوة ألمانية من أجل المشاركة في كأس العالم أو بطولة أوروبا، لكنه أيقن أخيراً أن الأمر مستحيل له. وقد رافق انضمام داوود إلى المنتخب السوري، أزمة بعد استبعاده من المعسكر الأول الذي شارك فيه، إذ حصل خلاف مع الاتحاد السوري، انتهى بمغادرة اللاعب المعسكر وسط جدل كبير بخصوص الأحداث التي دفعت إلى نهاية مشابهة، من دون أن تتضح الصورة بخصوص مستقبله مع منتخب سورية وما إن كانت هناك إمكانية من أجل احتواء الموقف مستقبلاً.

كذلك فضّل إبراهيم دياز تمثيل منتخب المغرب، رغم أنه لعب سابقاً لمنتخب إسبانيا، في واحد من أكبر الإنجازات التي قام بها الاتحاد المغربي لكرة القدم في السنوات الأخيرة، وذلك في صراعه مع الاتحادات الأوروبية من أجل الفوز بخدمات أفضل المواهب الكروية التي تتألق في ملاعب أوروبا، ذلك أن هذا الاختيار يضمن لدياز المشاركة في عديد البطولات القوية في المستقبل، وبعد أن تردد في قبول تمثيل المغرب، انضم دياز إلى كتيبة المدرب وليد الركراكي في رحلة البحث عن مجد دولي، بعد أن حقق نجاحات في الدوري الإيطالي، مع نادي ميلان، في انتظار ما سيكسبه من ألقاب مع ريال مدريد هذا الموسم.

وهو الأمر الذي ينطبق على حسام عوار الذي سبق له أن مثّل منتخب فرنسا الأول، لكنّه فضل قبل أشهر قليلة اللعب للمنتخب الجزائري، وهو من بين النجوم الذين يمكنهم تقديم الإضافة إلى "المحاربين" رغم البداية المتعثرة بسبب الإصابات التي طاولت لاعب نادي روما الإيطالي، غير أنه يملك مهارات مميزة تجعله قادراً على نحت مسيرة دولية ناجحة وتقديم الإضافة، رغم أنه أهدر وقتاً ثميناً، في انتظار منتخب فرنسا.

وشهدت صفوف المنتخبات الأفريقية خاصة، تزايد عدد اللاعبين الذين اختاروا التخلي عن تمثيل منتخبات أوروبية، ولا سيما فرنسا، والانضمام إلى منتخبات مثل نيجيريا أو الكونغو الديمقراطية، والهدف واحد وهو خوض مشاركة دولية كبيرة في كأس أفريقيا أو ربما كأس العالم، ذلك أنّ غيوفري كوندوبيا الذي كان قبل سنوات يتوقع له أن يكون نجماً كبيراً في منتخب فرنسا، وكرة القدم الأوروبية، قرّر أخيراً تمثيل منتخب أفريقيا الوسطى، الضعيف، طمعاً في مشاركة دولية في كأس أفريقيا، وقد كان سعيداً بالقرار الذي قد يكون له دور كبير في تحفيز عدد آخر من اللاعبين إلى السير على خطاه.

البطولات تقسم العائلات

الرغبة في المشاركة في البطولات القوية قد تُغري النجم الإيطالي الشاب، دانيلي مالديني بتغيير جنسيته الرياضية، واختيار اللعب لمنتخب فنزويلا (والدته عارضة الأزياء الفنزويلية أدريانا فوسا) بعد أن أصبح من شبه المستحيل عليه أن يفوز بفرصة مع منتخب إيطاليا، إذ أكدت صحيفة توتوسبورت الإيطالية أن الاتحاد الفنزويلي يرغب فعلياً في إقناع نجل قائد منتخب إيطاليا سابقاً، باولو مالديني، وحفيد مدرب إيطاليا السابق أيضاً تشيزاري مالديني، بالدفاع عن ألوان فنزويلا، مع وجود إمكانية ليكون حاضراً في بطولات قوية، لكن إذا قبل العرض، فإنه سيتخذ طريقاً مختلفاً عن الذي ميّز مسيرة عائلته التي كانت مرتبطة بكرة القدم الإيطالية ارتباطاً كبيراً.

وشهدت السنوات الماضية وضعيات غريبة، بوجود شقيقين في منتخبين مختلفين، إذ كان الثنائي جيروم وبرينس، بواتينغ، في مواجهة تاريخية في نهائيات كأس العالم 2006، حين مثل جيروم منتخب ألمانيا ودافع برينس عن منتخب غانا، في مواجهة تعتبر طريفة وتاريخية في الوقت نفسه، باعتبار صعوبة الموقف على عائلة اللاعبين. كذلك يُعتَبَر ثنائي فريق أثلتيك بيلباو الإسباني حالة طريفة جديدة، إذ اختار إيناكي ويليامز تمثيل منتخب إسبانيا، في وقت فضّل فيه شقيقه الأصغر نيكو ويليامز تمثيل منتخب غانا، وشارك في كأس أفريقيا الأخيرة.

واختار بول بوغبا تمثيل منتخب فرنسا، عكس شقيقه ماتياس الذي اختار اللعب لمنتخب غينيا، ذلك أن مستواه الفني لا يسمح له بأن يطمح إلى تمثيل منتخب فرنسا. كذلك اختار تياغو ألكانتارا اللعب لمنتخب إسبانيا، وشقيقه رافينيا لعب لمنتخب البرازيل، وكذلك فإن كريستيان فييري اختار منتخب إيطاليا، وشقيقه ماسيميليانو فييري انضم إلى منتخب أستراليا، وهناك حالات أخرى عديدة في كرة القدم الأوروبية.

وشهد العديد من الاتحادات العربية بدورها حالات مشابهة، حين لعب نبيل تايدر لمنتخب تونس، في وقت اختار فيه شقيقه الأصغر سفير تايدر اللعب لمنتخب الجزائر، ذلك أنهما يملكان ثلاث جنسيات، فإضافة إلى الجنسية التونسية والجزائرية، يملكان الجنسية الفرنسية أيضاً. كذلك واجه المنتخب التونسي موقفاً آخر مماثلاً في الفترة الأخيرة، بعد أن فضل كريم الرقيق تمثيل منتخب هولندا، في حين أن شقيقه الأصغر عمر الرقيق، اختار أن يُدافع عن ألوان منتخب تونس، وقد كانت له بعض التجارب، غير أنه لم يفرض نفسه أساسياً في حسابات مدربي "نسور قرطاج".

المساهمون