تنطلق مساء اليوم الثلاثاء منافسات دور المجموعات من النسخة الحادية والستين من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي ينظمها الاتحاد الأوروبي للعبة سنوياً منذ عام 1955 لأفضل أندية كرة القدم في القارة الأوروبية، حيث تعدُ النسخة الجديدة من البطولة الأغلى أوروبياً بالكثير من الإثارة والتشويق، بالنظر للتاريخ الكبير الذي تتمتع به الأندية المشاركة في البطولة.
وفي الوقت الذي يترقب فيه عُشاق الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية انطلاق النسخة الجديدة من أمجد الكؤوس الأوروبية؛ حرص فريق عمل موقع "العربي الجديد" على منح زوار الموقع فرصة العودة إلى الماضي البعيد، وذلك من أجل استحضار ذكريات أبرز الحقائق والأرقام التاريخية الخاصة بالبطولة الأوروبية.
نشأة البطولة
عندما يتم ذكر اسم بطولة دوري أبطال أوروبا، يتبادر إلى أذهان عُشاق كرة القدم فوراً اسم اللاعب الفرنسي الدولي السابق، غابريل هانو، الذي يعود له الفضل في فكرة ولادة مسابقة دوري أبطال أوروبا في عام 1954، قبل أن تتبلور هذه الفكرة إلى واقع، وتخرج هذه البطولة إلى النور في موسم 1955/1956.
ونشأت فكرة "هانو" الذي مارس اللعبة ثم عمل مدرباً قبل أن يتحول إلى محرر رياضي في صحيفة "ليكيب" الفرنسية، بعدما جذبته عناوين الصحافة الإنجليزية، التي نصبت فريق "ولفرهامبتون وندرز" الإنجليزي كبطل للعالم بعد فوزه في البطولة الودية، التي أقيمت على ملعبه وشارك فيها كل من فريقي سبارتاك موسكو الروسي، وهونفيد بودابست المجري، الذي كان يضم ضمن صفوفه غالبية أفراد الجيل الذهبي لمنتخب المجر الذي أبهر العالم في الخمسينيات.
ليتبنى فكرة الصحافي الفرنسي زميله رئيس تحرير المجلة التي كان يعمل بها، جاك دو ريزويك، الذي كتب في ذلك الوقت مقالاً مُوسعاً اقترح فيه مشروع إقامة بطولة كأس أوروبا للأندية، ولاقى هذا الاقتراح ردود أفعال إيجابية في القارة العجوز، ليقوم بعد ذلك رئيس تحرير صحيفة ليكيب الفرنسية الحالي، جاك فيران، بكتابة مسودة لنظام البطولة في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير من عام 1955، ويُقرر بعد ذلك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي كان قد تأسس يوم 15 يونيو 1954 في مدينة بازل السويسرية، احتضان البطولة.
"الملكي" أيقونة البطولة الأوروبية
وبدأت بطولة دوري أبطال أوروبا في الرابع من شهر سبتمبر/أيلول عام 1955 تحت مسمى (كأس الأندية الأوروبية الأبطال) وذلك بمباراة جمعت بين فريقي سبورتينغ لشبونة البرتغالي وبارتيزان بلغراد اليوغوسلافي على ملعب "ناسيونال ستاديوم" بالعاصمة البرتغالية لشبونة، وهو اللقاء الذي فرض فيه التعادل الإيجابي نفسه، قبل أن يحسم الفريق اليوغوسلافي لقاء العودة لصالحه، ويصعد لمواجهة فريق ريال مدريد الإسباني، الذي كان قد تخطى عقبة فريق سيرفيت جنيف السويسري.
في وقت تمكن نادي العاصمة الإسبانية من الفوز بسهولة (7 – صفر) في الذهاب، قبل أن يخسر بثلاثة أهداف نظيفة في مباراة الإياب، ليصعد بالتالي للدور نصف النهائي، لمواجهة ميلان الإيطالي، قبل أن يفوز عليه ويتأهل للمباراة النهائية حيث واجه آنذاك فريق ريمس الفرنسي ونجح في الفوز عليه (4 – 1)، ليُتوج بلقب البطولة.
وكانت هذه البطولة بمثابة بداية سيطرة مطلقة لنادي العاصمة الإسبانية على البطولة الأوروبية، إذ هيّمن عملاق كرة القدم الإسبانية على النسخ الخمس الأولى من البطولة الأوروبية، بعدما حصد أول خمسة ألقاب (1955-1960) قبل أن يكسر احتكاره نادي بنفيكا البرتغالي في عامي 1961 و1962، لكن النادي الإسباني قد حصد بعد ذلك خمس كؤوس أخرى، ليُصبح في رصيده 10 كؤوس مرموقة زيّن بها خزائنه، وأضحى من خلالها بعد ذلك النادي الأعرق أوروبياً الذي يتمكن من حصد العدد القياسي من الألقاب.
الأندية الإسبانية الأكثر تتويجاً
ساهم فوز ريال مدريد الإسباني بعشرة ألقاب على صعيد البطولة الأوروبية في تربع أندية الدوري الإسباني لكرة القدم على عرش صدارة الفرق الأكثر تتويجا باللقب الأوروبي، بواقع 10 ألقاب للنادي الملكي، وخمسة ألقاب أخرى لغريمه التقليدي برشلونة، حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة.
وتفوقت الكرة الإسبانية بهذا الرقم بفارق 3 ألقاب على الأندية الإنجليزية والإيطالية، حيث توجت خمسة أندية إنجليزية بدوري الأبطال وحصدت 12 لقبا، منها خمسة لليفربول وثلاثة لمانشستر يونايتد، فيما حصدت الأندية الإيطالية 12 لقبا منها سبعة لميلان، وثلاثة لجاره إنتر، فيما فاز يوفنتوس مرتين، أما أندية الدوري الألماني لكرة القدم، فقد فازت 3 فرق باللقب سبع مرات، خمسة منها من نصيب بايرن ميونخ، فيما أحرز كبار هولندا الثلاثة الألقاب الستة لبلادهم، وتقاسم الغريمان بورتو وبنفيكا الألقاب البرتغالية الأربعة بالبطولة.
يوفنتوس الإيطالي الوصيف
مثلما يُعد نادي ريال مدريد أكثر الأندية الأوروبية حصولاً على لقب أمجد الكؤوس الأوروبية، فإن بطل الدوري الإيطالي لكرة القدم "يوفنتوس" يُعتبر النادي الأكثر حصولاً على المركز الثاني في البطولة الأوروبية، حيث حل عملاق كرة القدم الإيطالية وصيفاً في ست بطولات أولها كان في عام 1973 وآخرها كان في العام الماضي عندما خسر أمام برشلونة الإسباني حامل اللقب (3 – 1) في المباراة النهائية موسم 2014-2015.
لقب هداف أوروبا يشعل المنافسة
يتساوى كل من نجم نادي برشلونة الإسباني، الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي، ومنافسه التقليدي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، في صدارة ترتيب هدافي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على مدار تاريخها برصيد 77 هدفاً لكل منهما، فيما يأتي الإسباني راؤول غونزاليز في المركز الثالث وله 71 هدفاً.
ومن المتوقع أن تشتد المنافسة بين كلا اللاعبين هذا الموسم، حيث يأمل اللاعبان الأفضلان في العالم خلال الوقت الحالي في انتزاع صدارة قائمة الهدافين لمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي يتشاركان كلاهما فيها مع أفضلية للبرغوث الأرجنتيني، الذي خاض عدد مباريات أقل من غريمه البرتغالي، إذ لعب الأول في البطولة 99 مباراة مقابل 115 مباراة لرونالدو.
وساهمت أهداف اللاعب الأرجنتيني، الذي استهل مشاركاته في المسابقة الأوروبية الأم بداية من عام 2005، في فوز فريقه بأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا أعوام 2006 و2009 و2011 و2015، فيما أحرز اللاعب البرتغالي، الذي استهل مشاركاته في المسابقة الأوروبية بداية من عام 2003، من خلال أهدافه الـ 77 لقبين فقط عام 2008 مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي، وعام 2014 مع ناديه الحالي ريال مدريد الإسباني.
تشافي هيرنانديز الأكثر مشاركة
أنهى صانع ألعاب فريق برشلونة الإسباني السابق ونجم فريق السد القطري الحالي، تشافي هيرنانديز، العام الماضي مشواره مع الفريق الكتالوني بأفضل طريقة ممكنة، وذلك بعدما قاده للتتويج الموسم المنصرم بثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحلية) إلى جانب بطولة دوري أبطال أوروبا، التي تُوج الفريق الكتالوني بلقبها بعد فوزه على يوفنتوس الإيطالي (3 – 1) في نهائي دوري أبطال أوروبا 2015.
وكانت المباراة التي جمعت الفريق الكاتالوني بنظيره يوفنتوس الإيطالي في العاصمة الألمانية "برلين" يوم السادس من شهر يونيو الماضي تاريخية بالنسبة للاعب الإسباني البالغ من العمر 35 عاماً، وذلك لأن الأخير قد ودع القارة العجوز كأكثر اللاعبين مشاركة في البطولة القارية، وبفارق مباراة واحدة عن زميله حارس مرمى ريال مدريد السابق وبورتو البرتغالي الحالي، إيكر كاسياس، فيما يحتل الإسباني الآخر راؤول غونزاليز المركز الثالث في عدد المباريات دوري الأبطال برصيد (142)، ويأتي الويلزي راين جيجز رابعا برصيد (141) مباراة.
أكبر فوز وأكبر فارق أهداف
كان أكبر ﻓﻮﺯ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من ﻧﺼﻴﺐ فريق ﻓﻴﻨﻮﺭﺩ ﺭﻭﺗﺮﺩﺍﻡ الهولندي الذي تمكن في موسم 1969-1970 من اكتساح نظيره ﺭﻳﻜﻴﺎﻓﻴﻚ الآيسلندي (12 – 2)، في دور الـ 32 من البطولة الأوروبية، وهو اللقاء الذي سُجّل فيه أكبر عدد من الأهداف، في حين يعتبر فوز دينامو بوخارست الروماني على كروسيدرز أف سي من إيرلندا الشمالية (12 – صفر) في دور الستة عشر من نسخة 1973-1974 هو الأكبر من حيث فارق الأهداف.
أسرع هدف
احتاج مهاجم بايرن ميونخ الألماني السابق، الهولندي روي ماكاي، إلى 10,12 ثوانٍ فقط من أجل تسجيل أسرع هدف في تاريخ دوري أبطال أوروبا، حيث حدث ذلك خلال المباراة التي جمعت فريقه البافاري بنظيره ريال مدريد الإسباني في العام 2007، في لقاء انتهى آنذاك بفوز النادي "البافاري" (2 – 1).
اقرأ أيضاً: مواجهات متوازنة في مجموعات دوري الأبطال..والرابعة "مجموعة الموت"