ارتفع حضور اللاعبين المغاربة في أمجد الكؤوس الأوروبية وتحديدا في السنوات العشر الأخيرة، بين من يتألق في منافسات دوري أبطال أوروبا، ومن يصنع لنفسه اسما خاصا في الدوري الأوروبي، وبالنظر إلى صفوف الأندية التي ستدخل هذا الموسم باب التنافس لنيل لقب الكأس "ذات الأذنين"، يظهر بوضوح أن لاعبي المنتخب المغربي الأول، حاضرون بقوة، لذلك سترتفع حظوظهم لبلوغ الأدوار النهائية، وبخاصة العناصر التي تحمل ألوان الأندية العملاقة التي ظل الإعلام الرياضي في القارة العجوز يرشحها دوما للصعود إلى منصة التتويج.
ويحضر أشرف حكيمي، نجم "أسود الأطلس"، مع فريقه إنتر ميلان، في المجموعة الثانية، في الوقت الذي سيواجه فيه اللاعب المغربي فريقه الأم ريال مدريد الإسباني، الذي سبق وتوج معه بلقب دوري الأبطال، قبل انتقاله معارا إلى بروسيا دورتموند الذي فشل في التتويج معه باللقب القاري.
ويراهن اللاعب الذي يتحدّر من مدينة واد زم المغربية على التألق مع إنتر من أجل المنافسة بقوة على اللقب القاري، بالاعتماد على تجربة المدير الفني الإيطالي أنطوني كونتي، وباقي كتيبة "النيراتزوري" التي بات المغربي حكيمي واحدا من أبرز نجومها، بعدما استطاع في وقت وجيز، لفت الأنظار إليه بأدائه الجيد في "الكالتشيو".
وفي المجموعة الثالثة، تتجه أنظار الجماهير المغربية والعربية لمهاجم أولمبياكوس اليوناني يوسف العربي، الذي يعيش مع فريقه مهمة غير سهلة، بمواجهة أندية بورتو ومانشستر سيتي بالإضافة لأولمبيك مرسيليا.
ويراهن مهاجم المغرب، على التجربة التي اكتسبها في الملاعب الأوروبية، بعدما لعب في "الليغا" و"الليغ1"، برفقة الدحيل القطري، قبل أن يواصل التألق مع أولمبياكوس، الذي سجل له 28 هدفا من أصل 53 مبارة خاضها مع الفريق، لذلك يأمل يوسف أن يستمر في التوهج، وهو الذي ارتفعت معنوياته بعدما بات ضمن الركائز التي يعتمد عليها المدير الفني للمنتخب المغربي الأول، البوسني وحيد حاليلوزيتش، بالنظر لما يملكه من إمكانيات فنية وبدنية.
ولن تكون مهمة المغاربة في فريق أياكس أمستردام سهلة في المجموعة الرابعة بمواجهة ليفربول وأتالانتا بالإضافة إلى ميتييلاند النرويجي، في الوقت الذي سيوضع فيه ثنائي المنتخب المغربي، نصير مزراوي وزكريا لبيض تحت المجهر، مع ممثل العاصمة الهولندية للوقوف على المستوى الذي سيظهر به الفريق بعد مغادرة أبرز نجومه لأندية أوروبية مختلفة وفي مقدمتهم المغربي حكيم زياش الذي انتقل صوب تشلسي.
ودون أدنى شك، لن تكون مهمة مزراوي ولبيض، سهلة عندما تواجه كتيبة المدير الفتي تين هاغ، فريق "الريدز" بقيادة الفرعون المصري محمد صلاح، لكن لاعبي أياكس سيحاولون جاهدين تجاوز عقبة الحصان الأسود داخل مجموعتهم وهو الفريق النرويجي بالإضافة إلى ظاهرة الدوري الإيطالي أتالانتا، في انتظار الصورة التي سيقدمها اللاعبان المغربيان، اللذان تطور مستواهما بشكل لافت، ما جعلهما يجدان طريقهما لعرين "أسود الأطلس".
إلى ذلك، تشهد المجموعة الخامسة وجودا بارزا للاعبين المغاربة، حيث يحضر 5 لاعبين، ما بين فريق إشبيلية الإسباني بقيادة ياسين بونو، ويوسف النصيري، بالإضافة إلى منير الحدادي، وفريق تشلسي الإنكليزي الذي يضم في صفوفه حكيم زياش، ثم رين الفرنسي الذي يلعب في صفوفه المدافع نايف أكرد، ليظل رابع المجموعة فريق كراسنودار الروسي، الوحيد الذي لا يضم لاعبا مغربيا في صفوفه.
ويأمل حكيم زياش الذي عجز عن التتويج بلقب دوري الأبطال داخل أياكس رغم قضائه مع الفريق الهولندي 4 سنوات، أن يكون فأل خير على "البلوز"، فبعدما غاب الفريق اللندني منذ 2012 عن منصة التتويج، يتطلع "أيقونة" المغرب إلى أن يساهم بتجربته في أن يكون واحدا من اللاعبين القادرين على إحياء أمجاد أبناء عاصمة الضباب قاريا، حيث يثق المدير الفني فرانك لامبارد في مؤهلاته الفنية، لذلك كان حريصا على ضمه من أجل المنافسة بقوة على اللقب الأوروبي البارز.
وفي إشبيلية يحضر 3 لاعبين مغاربة، سيسخّرون تجربتهم كلها من أجل التألق، لذلك فكتيبة المدرب جولين لوبتيغي تعتبر الثالوث المغربي مصدر قوة داخل الفريق، بعدما أظهر الحارس ياسين بونو، شراسة في حماية مرمى الفريق، منتزعا مكانه في التشكيل الأساسي من الحارس التشيلي توماس فاسليك، بالإضافة إلى تألق يوسف النصيري ومعه منير الحدادي في خط هجوم الفريق.
لن تكون مهمة الأندلسي سهلة وهو يواجه ممثل "الليغ1" الفرنسية رين، الذي عزز صفوفه بالمدافع المغربي الصلب نايف أكرد واستطاع الموسم الماضي التألق في صفوف فريق ديجون، قبل أن يستقطبه رين مقابل 4 ملايين ونصف يورو، في تجربة جديدة يدخلها اللاعب، الذي لعب بالمغرب برفقة صغار أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وبعدها انتقل إلى الفتح الرياضي، قبل أن يحترف في الدوري الفرنسي، الذي طور قدراته، ليجد له مكانا في تشكيلة المدرب وحيد حاليلوزيتش.
وتتواصل الإثارة في المجموعة السادسة التي تشهد حضور لاتسيو الإيطالي عبر لاعب خط وسطه المغربي الشاب سفيان كيين الذي سيواجه أندية زنيت سان بطرسبورغ الروسي، بالإضافة إلى بروسيا دورتموند وكلوب بروج البلجيكي، لذلك ستكبر أحلام نسور العاصمة الإيطالية للتألق ومعهم الأسد المغربي سفيان صاحب الـ22 سنة، الذي يحلم بالتألق بعدما لعب الموسم الماضي في الظل، حيث كان معارا لفريق ساليرنتانا الإيطالي في دوري الدرجة الثانية، ومعه ستتجه أنظار المغاربة أيضا للمجموعة الثامنة، التي يوجد فيها الشاب قيس رويز عطيل، الذي يلعب مع باريس سان جيرمان، والذي ينافس في مجموعة قوية إلى جانب مانشستر يونايتد ولايبزيغ الألماني، بالإضافة إلى إسطنبول باشاك شهير التركي.