استمع إلى الملخص
- خيبة المنتخبات العربية في بطولة أفريقيا: خرجت منتخبات تونس والجزائر من الدور الأول دون انتصار، وتأهلت منتخبات مثل موريتانيا ومصر والمغرب للأدوار التالية دون تحقيق نتائج إيجابية، مما أدى لغياب الحضور العربي في الأدوار الحاسمة.
- التطلعات المستقبلية للمنتخبات العربية: بدأت المنتخبات العربية مشوارها في تصفيات كأس العالم 2026 بشكل جيد، مع تأهل تونس والجزائر ومصر والسودان وجزر القمر لنهائيات كأس أفريقيا 2025، مما يعكس الأمل في تحسين الأداء العربي مستقبلاً.
اختلف حصاد الكرة العربية في أفريقيا خلال عام 2024، بين المنتخبات والأندية، فلئن خيّبت المنتخبات العربية آمال الجماهير خاصة في بطولة أفريقيا بساحل العاج، فإن الأندية العربية تابعت سيطرتها في القارة الأفريقية، بنتائج مثالية تؤكد أفضليتها رغم أنها تحد منافسة قوية في السنوات الأخيرة خاصة من صن داونز الجنوب أفريقي.
وحصد الأهلي المصري لقب دوري الأبطال أفريقيا لعام 2024، رافعاً رصيده إلى 12 لقباً مُعززاً مركزه كأكثر الفرق تتويجاً بالمسابقة على مرّ التاريخ، وانتصر الأهلي في النهائي على الترجي التونسي، الذي كان مشواره بطولياً خاصة على المستوى الدفاعي، قبل أن يصل إلى المباراة الختامية بحثاً عن النجمة الخامسة ولكنه فشل في المهمة، غير أن نتائجه في المسابقة منحته بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية التي ستقام في الصيف المقبل في الولايات المتحدة.
وقد تابعت الفرق العربية تأهلها بأعداد كبيرة إلى دور المجموعات الحاسمة، فقد كان حضورهاً قوياً رغم أن بعض النتائج كانت سلبية مثل فشل الهلال السوداني والنجم التونسي، في تخطي دور المجموعات، أمام بترو الأنغولي، في وقت عاد في المركز الثاني في المجموعة إلى الترجي، فقد شهدت مستويات العديد من الأندية تحسناً لافتاً في السنوات الأخيرة وبعض الأندية الأخرى بدأت تستعيد قدراتها مثل مازيمبي الكونغولي، الذي بلغ نصف نهائي دوري الأبطال، وهدّد مشاركة الترجي في كأس العالم للأندية.
وكان التألق مصرياً بين الأندية العربية في أفريقيا عام 2024، بما أن نادي الزمالك حصد لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وبالتالي حصدت الفرق المصرية كل الألقاب، ووجد الزمالك صعوبات كبيرة قبل أن يفوز باللقب على حساب نهضة بركان المغربي، فقد كان النادي المصري أكثر حرصاً على الظفر باللقب، ورغم الصعوبات التي وجدها في الدوري المحلي، فإنه فاز بقلبٍ مهمٍ للغاية.
ولعل وصول أربعة فرق عربية إلى النهائي في المسابقتين مؤشر إضافي على أن الأندية العربية تُحافظ على مكانتها القارية، بفضل رصيدها من الخبرات وتراكم التجارب وإضافة اللاعبين الأجانب ولكن الصعوبات التي وجدتها في بعض المناسبات، تؤكد أن المواسم المقبلة ستشهد تنافساً قوياً ولن يكون من السهل المحافظة على مكانتها، ذلك أن الوداد المغربي، الذي حقق نتائج مميزة في المواسم الماضية، فشل في التأهل إلى الدور الثاني خلال النسخة الماضية بعد أن خسر أمام أندية كانت تبدو أضعف منه بكثير.
وتابعت الفرق العربية حضورها القوي في دوري الأبطال هذا العام، بما أن نصف الأندية التي تأهلت إلى دور المجموعات، عربية، وهو معطى إضافي يؤكد أن الأندية تفوق المنتخبات من حيث القدرات التنافسية في أفريقيا، كما أن الهلال السوداني هو الفريق الوحيد الذي حصد العلامة الكاملة في أول ثلاث مباريات من هذه النسخة.
وكانت المشاركة العربية في بطولة أفريقيا للأمم، صادمة بحصاد كان سلبياً، فقد غادر المنتخب التونسي البطولة رفقة المنتخب الجزائري منذ الدور الأول دون أي انتصار لكل منهما، ولئن كان الفشل التونسي متوقعاً، بحكم الأزمة التي يُعانيها الاتحاد المحلي وكذلك غياب المواهب، فإن المنتخب الجزائري كان مرشحاً لحصد اللقب بما أنه يملك كوكبة من النجوم غير أنه ودّع البطولة مبكراً.
أما المنتخبات التي تخطت الدور الأول، فقد ودعت المسابقة بدورها سريعاً، فقد فشل منتخب موريتانيا في تأكيد تأهله التاريخي للدور الثاني، بينما ودّعت مصر البطولة بتعادل رابع، أما منتخب المغرب، الذي كان يقود قائمة المرشحين فخسر أمام جنوب أفريقيا وصدم الجماهير، إذ كانت كل المعطيات تضع صاحب المركز الثالث في كأس العالم 2022، المرشح الأول للعودة باللقب ولكن حقيقة الميدان كانت صادمة وقاسية على أبناء المدرب وليد الركراكي، وبالتالي خابت آمالهم، لتتواصل البطولة في الأدوار الحاسمة دون أي حضور عربي.
وتداركت المنتخبات العربية الموقف، في مشوار تصفيات كأس العالم 2026، ببداية موفقة خلال المباريات التي أقيمت في عام 2024، كما أن منتخبات تونس والجزائر ومصر والسودان وجزر القمر، ضمنت التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا 2025 التي ستُقام في المغرب، وبالتالي سيكون الحضور العربي مهماً في النسخة المقبلة، وقد كان منتخب ليبيا قريباً من حصد بطاقة التأهل أيضاً وكذلك موريتانيا ولكن بعض التفاصيل البسيطة حرمتهما من الوصول إلى المرحلة الختامية.
ورغم خيبة المنتخبات، فإن عرب أفريقيا حافظوا نسبياً على مكانتهم قارياً بالحضور في أهم البطولات إضافة إلى بروز نجوم تنافس بقية الأسماء القوية في القارة الأفريقية، والاختبارات ستكون قوية عام 2025 بالنسبة للأندية والمنتخبات، في رحلة حصد أكبر عددٍ من بطاقات التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026.