حرب النجوم بين المدرب واللاعب

21 سبتمبر 2021
محرز نجم فريق مانشستر سيتي (Getty)
+ الخط -

 

منذ بدايات لعبة كرة القدم، تعودنا على لمعان نجوم كرة القدم واحتلالهم صدارة المشهد التلفزيوني ومختلف وسائل الإعلام.

والتاريخ شاهد على أسماء كروية في مختلف الأجيال، شغلت الناس وأشعلت الفرجة، وعلى سبيل الذكر وليس الحصر، الملك البرازيلي بيليه، الذي أذهل عالم المستديرة المجنونة وهو فقط في عمر 16 عاما، في نهائيات كأس العالم 1958 بالسويد. الملك أهدى موطنه البرازيل لقبه العالمي الأول. في ذلك الزمن لم يكن أبدا الحديث عن المدرب زاغالو، ومرّ مرور الكرام أمام إشعاع بيليه.

وحتى زمن الكرة الشاملة الذي أتى بها أولا، المدرب الروماني لأياكس الهولندي كوفاكس وأكدها ميكلز بعده، كان بطلها كرويف أولا وآخرا، ونفس المعاينة تكررت مرارا منها كأس العالم 1974، لما تُوجت ألمانيا الغربية باللقب العالمي، وحكى كل العالم عن القيصر بيكنباور، الذي توهج كأحلى ما يكون وظل المدرب الكبير هلموت شون بعيدا عن الأضواء الحارقة.

في نفس المونديال كان كرويف هو النجم الأول للمنتخب الهولندي وصيف البطولة، ولم يتحدث الشارع الرياضي عن المدرب رينوس ميكلز. وحتى كأس العالم 1982 في إسبانيا، كانت كأس النجم باولو روسي رغم كل القيمة للمدرب بيرزوت. وبقي الوضع على حاله مع مارادونا في 1986، مع بداية الحديث عن أهمية خطط المدربين، أولهم المدرب الأرجنتيني بيلاردو الذي كان أول من اعتمد نظام الثلاثة مدافعين في العالم، لتبدأ رحلة صراع النجومية، وراح العالم يتكلم عن الثورة الكروية الأولى بقيادة بيلاردو.

ثم بعدها بثلاث سنوات، عاش العالم ثورة جديدة مع المدرب الإيطالي الشهير لنادي ميلان أريغو ساكي، الذي تصدر مشهد النجوم العالمية أمام الثلاثي الهولندي لفريق الميلان، ريكارد وغوليت وفان باستن.

ومع تدريب الهولندي كرويف لنادي برشلونة، بعد أن لعب في صفوفه، عرف العالم استقطاب كرويف لكل الأضواء من خلال اعتماده على النظام الهولندي الشهير 4-3-3. وهكذا أصبح صراع النجومية بين اللاعب والمدرب مفتوحا على مصراعيه، وبدأنا نشاهد خصومات علنية بينهما ولو على حساب مصلحة النادي، ويتصدر المشهد ما فعله الهولندي لويس فان غال باللاعب ريفالدو، وما أتى به غوارديولا مع عديد النجوم، مثل الكاميروني إيتو والإيفواري يايا توريه، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، وأخيرا وليس آخرا، مع الجزائري رياض محرز، الذي قلّل المدير الفني الإسباني من احترامه له تحت طائلة الغضب العلني.

في النهاية، عالم الكرة عودنا منذ عقدين تقريبا، أن النجومية الكروية باختلاف تمثيلاتها، ظلت حبيسة النجمين التاريخيين كريستيانو رونالدو وليو ميسي دون سواهما، مع كامل الاحترام للأسماء التدريبية الشهيرة، مثل مورينهو فيرغسون وغوارديولا وفينغر وترابتوني وغيرهم.

المساهمون