جوزيه مورينيو.. مترجم أحلام عشاقه ومحبيه!

07 مارس 2015
+ الخط -


قبل 52 ربيعاً في مدينة سيتوبال البرتغالية ولد أحد أشهر مدربي كرة القدم على الإطلاق وأفضل مدربي العشرية الأخيرة بلا منازع وإحدى أجمل قصص النجاح والكفاح التي عرفتها رياضة كرة القدم.. بات اسمه أشهر حتى من نجوم اللعبة داخل مستطيلها وأصبحت مشاهدته أسبوعياً وجبة دسمة لجميع روّاد وهواة التكتيك ولمن أحب طريقته، حتى عندما تودّ أن تسمع تصريحاته فإنها تغنيك عن ألف كلمة يقولها غيره.. بدأ بترجمة الكلام وترتيبه ثم صعد مراتب النجاح خطوة خطوة بعمله وإصراره وكفاحه حتى أصبح اليوم مترجماً لجميع أحلام عشاقه ومحبيه.. جوزيه مورينيو الاسم الذي اقترن بكلمة النجاح في لعبة كرة القدم.

دائماً ما كان هو الرجل الاستثنائي في هذه اللعبة.. لم يمارس كرة القدم بالشكل الاحترافي لكنه اليوم أصبح يُدير محترفيها وكأنهم أحجار شطرنج والملعب هو رقعتها، أصبح في وقت وجيز من أساطير مدربيها، فتفوّق على مدربين تخطت أعمارهم عمره بكثير وجلسوا ضعف سنواته في التدريب ولم يصلوا إلى ما وصل إليه هذا البرتغالي الاستثنائي.. إذاً فهو استثنائي أو كما يحب أنصاره أن يقولوا إنه "سبيشل وان أو هابي وان".. أو كما هو ظاهرة تدريبة استحقت كل الاحترام والدراسة.

هو شخصية تجلب النجاح أينما ذهبت.. ميزته أنه يجلب النجاح إلى فرق اشتاقت لنجاح طال انتظاره.. جلب النجاح لبورتو فجعلهم على أعلى هرم أوروبا وقتها، وجعل تشيلسي بطل إنجلترا بعد غياب قرابة عقود وعقود عن هذا النجاح، فخلق لهم الهوية القوية المحلية والشخصية الثابتة الأوروبية، وجاء إلى أزرق ميلانو فجلب لهم مستعصية النصف قرن بلاعبين لن يكونوا أبطالاً لأوروبا لولا وجود داهية من خلفهم أخرج أفضل ما لديهم، عاشرة مدريد فلتت لأسباب كثيرة فلو حققها لأصبح المدرب المعجزة.. مدرب زرع الابتسامة على أناس فقدوها منذ زمن، يعشق التحدي والمغامرة فكان له ما أراد من نجاح وأسطورية واسم لن يُمحى من ذاكرة كرة القدم لشخصية لم تكن لاعباً معروفاً ولا حتى بلده من مدارس كرة القدم العريقة التي تساعد الشخص على نجاحه.

هو رجل تكتيكي فريد من الطراز الأول، صارم في جميع أمور كرة القدم، لكنه قبل كل ذلك هو رجل قوي نفسياً بكل ما للكلمة من معنى.. يعرف كيف يبث الحماس في أنصار لاعبيه وكيف يبثّ الخوف لدى خصومه بمجرد كلمة أو تصريح أو حركة صادتها أعين العدسات، وهو يفعلها.. هو رجل عاطفي جداً ويهتم بتفاصيل اللاعب الشخصية الصغيرة، فطوال مشواره كانت له قصص مع لاعبيه تدل على أنه مختلف.. سأرحل إلى مكان أجد فيه الحب، قالها وأراها جملة تعرف من خلالها مشواره مع فرقه التي دربها فاسألوا جمهور أزرق ميلانو ولندن كيف هي محبته في قلوبهم ومحبتهم في قلبه، واسألوا حال مدريد كيف انقسموا ضده ما بين محب وكاره له.. حينها ستعرفون كيف كانت محبته للمكان ومحبتهم له تحدد تفاصيل مشواره الناجح.

كل تدريب وكل مباراة وكل دقيقة في حياتك المهنية يجب أن تتمحور حول تحويلك إلى بطل حقيقي، إذا عمل كل لاعب في الفريق على تحقيق مجده الشخصي فإن النتيجة تكون أن الفريق بأكمله سيصبح بطلاً، لا يهم إذا كان فريقي لا يقدم المتعة فالمهم أننا نفوز، أنا أحتاج جهود جميع اللاعبين، واللاعبون يحتاجون جهود زملائهم لذلك يسموننا فريقاً، عندما تؤمن بأنك تستطيع أن تصنع التاريخ فتأكد تماماً بأنك ستصل إلى مرتبة الأبطال، أرجوكم لا تصفوني بالغرور لكني مدرب كبير وبطل أوروبا وأعتقد أنني "السبيشال ون".. تصريحاته أصبح متابعو كرة القدم يحفظونها عن ظهر قلب لأن قائلها هو الاستثنائي مورينيو، هو أستاذ الحرب الكلامية والإعلامية خارج الميدان وسيد الخطط التكتيكية وعاشق ردود الفعل داخل الميدان والمدرب الرحالة الذي يعشق التحديات أينما وجدت.. لذلك محبوه أحبوا وعشقوا كل تفاصيله.

لمتابعة الكاتب:
مجرد رأي

المساهمون