جنون المستديرة.. عشاق الريال يؤازرون ميسي في نهائي المونديال!

11 يوليو 2014
ميسي ينتظر مؤازرة مدريدية له في نهائي المونديال (getty)
+ الخط -

يترقب عشاق كرة القدم في العالم المواجهة التاريخية بين الأرجنتين وألمانيا اللتين تلتقيان في المباراة النهائية لكأس العالم في البرازيل، والمقررة بعد غد الأحد، والتي ستسدل الستار رسمياً على مونديال مثير فيما تلتقي البرازيل الجريحة غدا السبت، المنتخب الهولندي في لقاء الترضية لتحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع.

ومما لا شك فيه أن سكان الأرض قاطبة سينقسمون ليلة الأحد الكبير، وفقاً لعشقهم وميولهم، إما صوب الألمان أبطال العالم 3 مرات، وإما صوب الأرجنتين المتوجة مرتين بالكأس الذهبية، إلا أنه ثمة مفارقة عجيبة لم يعتد عليها متابعو الكرة الأوروبية المحلية، وبالتحديد في إسبانيا التي تحتضن أكثر الدوريات الأوروبية إثارة وندية.

في قلب مدريد.. هيا يا ميسي!

ما سيحدث في إسبانيا التي ودعت المونديال مبكرا من الدور الأول بلا أي إنجاز يذكر سوى أنها حاملة اللقب التي خيبت الآمال، لن يتوقعه الملاحظون، إذ سيكون عشاق فريق العاصمة ريال مدريد أمام مشهد غير مألوف وفقاً للميول التشجيعية للمنتخبات، وسيرفع البعض من أنصار النادي الملكي رايات النصر والتأييد لنجم كان ولا يزال العدو الأول لهم في المنافسات المحلية وهو ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني لسبب بسيط هو تشجيعهم للمنتخب الأرجنتيني.

ومن خلال المباراة النهائية فإنه وبطبيعة الحال، ستشجع فئة كبيرة من الإسبان المنتخب الذي يعشقون، كالأرجنتين التي لطالما عززت صفوف الريال باللاعبين على مدار التاريخ، فساهموا في إنجازات الملكي وفي مقدمتهم الأسطورة الأرجنتينية والهداف الراحل منذ أيام قليلة، دي ستيفانو الذي شكل ثقلاً هائلا في مدريد.

وعلى خطى ستيفانو يوجد أنخيل دي ماريا وسبقه هيجواين، ومن هذا المنطلق قد يشجع المدريديون منتخب التانجو الذي يقوده الآن نجم بحجم "العدو" ميسي الذي صال وجال وجلد شباك الريال مراراً وتكراراً، في واحدة من مفارقات الساحرة المستديرة في المونديال، لذا لسان حالهم يقول: كل التمنيات لأبناء دي ستيفانو وبالتوفيق لميسي ورفاقه، وسيتكاتفون يداً بيد من أجل مشاهدة المباراة النهائية والاستمتاع بسحر المستديرة ثم إهداء الفوز لروح الأسطورة دي ستيفانو!

تشجيع ممثلي ريال مدريد
ورغم التعاطف مع أسطورة بحجم ستيفانو، فإن الانقسام في تشجيع المنتخبين أمر بديهي نظير اختلاف الميول، أولا، وتواجد لاعبين في المنتخبين الألماني والأرجنتيني يمثلون ريال مدريد ثانياً، وفي مقدمتهم أنخل دي ماريا الذي قد يغيب عن النهائي للإصابة، وهو المرشح لترك القلعة البيضاء، ناهيك عن تواجد لاعب سابق مثل هيجواين مهاجم نابولي الإيطالي، والذي صفقت له أيادي عشاق الميرينجي طويلاً، بينما يتواجد في الطرف الألماني الوافد الجديد من بايرن ميونخ توني كروس إضافة لسامي خضيرة الذي تشير الأخبار إلى قرب رحيله إلى أرسنال، ولا ننسى بكل تأكيد الفنان مسعود أوزيل الذي استحوذ في فترة سابقة على قلوب عشاق الفريق الملكي، لكن الارتباط العاطفي قد يميل لصالح الأرجنتين وميسي في ظل تفاوت الفوارق بين  لاعبي المنتخبين وفقاً لمؤشرات تصاعدية لما قدموه للريال والعلاقة التاريخية.

ومن دون شك فإن نسبة تشجيع أي من المنتخبين مختلفة، ويحتاج الأمر لاستفتاء عالمي لحصره، لكن ما يفرض الإعجاب هو تشجيع محبي النادي الإسباني ريال مدريد، لميسي الكتالوني ورفاقه في مدريد في آن واحد، في صورة تؤكد سحر المستديرة وتلاعبها بمشاعر المشجعين وتحويلهم دون أن يشعروا لعشق منتخب يضم لاعبا يعد العدو الأول بالنسبة لفريقهم المحلي.

التشجيع القاري يذوب
صحيح أن عشاق المنتخب الألماني كثر، في ظل تواجده ممثلا للقارة الأوروبية في النهائي العالمي، لكن روح المنافسة أوروبيا تقتضي ضرورة فوز الأرجنتين على حساب ألمانيا، لأن فوز الألمان باللقب يجعلهم يتفوقون بالأرقام، ويضع علامات الحسرة على الإسبان، تماماً كما هو الحال بين جماهير البرازيل والأرجنتين من عداء تنافسي أزلي معروف.

ميسي.. والأثر المدريدي في المونديال
وبالعودة للأحداث الزمنية الماضية، فقد خرج البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الشباك الأول في ريال مدريد والمنافس المحلي لميسي، من العرش العالمي دون أي إنجاز أيضاً، وبالتالي سيبحث المدريديون عن اثر ضئيل، ولو كان ميسي "ابن جلدة" ستيفانو من أجل فوز التانجو وربما إهداء اللقب لروح الراحل، فماذا لو كان ميسي نجماً لهذا الإنجاز، ونجح في ترجيح كفة منتخب بلاده، السؤال الذي يطرح نفسه هل ستكيل الصحافة المدريدية بالذات المديح لميسي للمرة الأولى في تاريخها، بعد مشوار مليء بالعداء وتجاهل إنجازات اللاعب بشكل واضح وجلي للغاية، وقد يكون الفائز في النهاية...ميسي!

المساهمون