جمال الشريف يكتب (4).. قصتي مع كأس آسيا 1996 والتفكير بالاعتزال

16 يناير 2024
جمال الشريف واحد من أنجح الحكام العرب والآسيويين (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يعود الحكم الدولي السابق، جمال الشريف، للحديث عن الفترة التي كان فيها بالملاعب. فبعد قيادته نهائي كأس آسيا 1992، حصل على فرصة الحضور في بطولة 1996. وهنا يتابع ما حصل معه في تلك النسخة.

المحطة الثالثة، وهي النهائي المنتظر، الذي كانت تشخص إليه العيون على مستوى المنتخبات وجماهيرها، والحكام أيضاً.

كان طريقي إليه ممهداً لاعتبارات فنية تخصّ أدائي في المباراتين اللتين شهدتا تحولاً بالنتيجة مع مجريات الشوط الثاني واحتساب ركلة جزاء صحيحة في كلٍّ منهما، وتحديداً مباراة ربع النهائي، لارتفاع مستواها الفني والتنافسي، والإثارة التي أحاطت بها، والتي كانت بمنزلة جسر لإعادة الدفء والثقة مع الإيرانيين بعد فوزهم الواسع، لتمحو بذلك آثار موقعة هيروشيما الصعبة عام 1992، التي شهدت طرد ثلاثة لاعبين إيرانيين ومغادرتهم الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ مشاركتهم.

طريقي أصبح ممهداً أيضاً لأسباب موضوعية بوصول منتخبي السعودية والإمارات إلى نهائي كأس آسيا لكرة القدم، وهما منتخبان لم أدرِ لهما أي مباراة في البطولة، وبالتالي ليس لديّ أي مشكلة معهما، ووصول المنتخبين يعني أيضاً حجب الفرصة عن الحكمين البارزين، علي بوجسيم وعبد الرحمن الزيد، إضافة إلى وقوع بعض الزملاء المهمين والمحايدين في أخطاء مؤثرة في البطولة.

وهكذا كانت قراءة لجنة الحكام عند مناقشة تعيين طاقم التحكيم لنهائي كأس آسيا لوقت متأخر من الليل، نتيجة اعتراض أحد المنتخبين على تعييني والتهديد بالانسحاب، هنا فضّلت لجنة الحكام تعيين الحكم الماليزي محمد نازاري، حمايةً لي، وخوفاً من أي خطأ إنساني قد يحصل معي.

عرفت هذه التفاصيل من صديق كان قريباً من أحد المنتخبين، أيقظني عند منتصف الليل، متسائلاً: مَن حكم النهائي؟ فأجبته بأنني لا أملك أي معلومة، فأخبرني بالقصة كاملة.

وفي الصباح الباكر من اليوم النهائي تحرك الحكام إلى التدريب الصباحي، وهناك أُعلِنَت أسماء طاقم التحكيم.

بصراحة، كنت قد قررت سرّاً أنني إذا عُيّنت للمباراة النهائية، فإنني سأعلن اعتزالي التحكيم رسمياً ونهائياً قبل موعده القانوني، لأخرج من الباب الكبير، بناءً على معرفتي الأكيدة أن فرصة وجودي في بطولات كبيرة أصبح صعباً بعد ثلاثة مونديالات، لكن مشيئة الله كانت أكبر من الجميع، واستمررت بعدها لثلاثة مواسم أخرى، وتكرر السيناريو نفسه في نهائي لبنان عام 2000، لكن لجنة الحكام تمسكت بقرارها، وعُيِّن الحكم الدولي علي بوجسيم للنهائي الذي أداره بامتياز.

المساهمون